الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دوليةصحة

صحيفة “الجارديان”: الصين تحذف أبحاثا منشورة تتعلق بمنشأ فيروس كورونا

 كيوبوست- ترجمات

كيفين كاريكو؛ باحث زائر متخصص في الدراسات الصينية في جامعة موناش بأستراليا، قال: “إن هناك جهوداً صينية حثيثة لسيطرتها على ما ينشر حول الوباء”.. مضيفاً: “إنهم يسعون إلى تحويلها من كارثة مدمرة إلى كارثة قامت فيها الحكومة بكل ما يمكن أن تقوم به وبشكل صحيح، وأعطت بقية العالم الوقت للاستعداد.. لقد ظهرت هذه المساعي بوضوح من خلال البيانات الرسمية الصادرة من الحكومة الصينية؛ من كبار مسؤوليها”.

يبدو أن الصين تقوم حالياً بحملة صارمة ضد نشر أي بحوث أكاديمية تتعلق بأصل فيروس كورونا، بينما يمكن اعتبار هذه الخطوة رغبة صينية في التعتيم على الوباء والبحوث المتعلقة به؛ خصوصاً تلك التي توضح أصل الفيروس وأسباب انتشاره، وإمكانية مقاومته أو علاجه. وتبدو الصين راغبةً في التحكم في كل السرديات المتعلقة بهذا الموضوع، وهو الأمر الذي بات جلياً من متابعة ما نشرته مواقع بعض الجامعات الصينية على الإنترنت.

اقرأ أيضًا: هل تسيطر الصين على منظمة الصحة العالمية؟

يظهر موقعان لجامعتين صينيتين مرموقتين، نشرا مؤخراً بحوثاً أكاديمية متعلقة بفيروس كورونا، ثم قاما سريعاً بإزالتها؛ بذريعة أن هذه الأبحاث تتطلب الخضوع لمزيد من التجارب للتأكد من صحتها، وأنهما سوف يعيدان نشرها. وأظهر موقع جامعة فودان وجامعة الصين لعلوم الأرض (بووهان) أن الأبحاث حول أصول الفيروس حساسة بشكل خاص وتخضع لمراجعة المسؤولين الحكوميين. لكن الوصول إلى الأبحاث المحذوفة كان ممكناً من خلال ذاكرة التخزين المؤقتة عبر الإنترنت.

من جانبه، ذكر البروفيسور ستيف تسانغ، مدير معهد “SOAS” الصيني في لندن، أن الحكومة الصينية تراقب عن كثب، منذ الأيام الأولى لانتشار الفيروس، تطوره وانتشاره، وتدير الأمر بمنتهى الدقة، مضيفًا: “كانت الأولوية التحكم في ما يروى وليس في الصحة العامة أو التداعيات الاقتصادية.. هذا لا يعني أن الاقتصاد والصحة العامة ليسا مهمين، لكن التحكم في السردية المعلنة له الأهمية القصوى”.

مواطنون في هونج كونج يصطفون للحصول على وجبة مجانية – وكالة الأنباء الألمانية

ومع إصابة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالفيروس، وما تسبب فيه من خسائر بشرية فادحة؛ خصوصاً في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، فإن أي تفاصيل تتعلق بأصل الفيروس وما حدث تحديداً خلال الأسابيع الأولى من انتشاره، وقتما كان هناك تعتيم من قبل المسؤولين المحليين الصينين، يعتبر أمراً بالغ الحساسية. وأضاف تسانغ أنه “إذا صحت القرارات الجديدة بشأن الرقابة الحكومية الصينية على الأبحاث المنشورة، فإن ذلك يشير إلى أن الحكومة تريد حقاً التحكم في كل ما يتعلق بأصل الفيروس بإحكام شديد”.

لقد قامت جامعة الصين لعلوم الأرض (بووهان) بنشر ثم حذف بحث حول الفيروس، ونشرت تبريراً على موقعها بأن هناك متطلبات جديدة للنشر لمثل هذه الأبحاث؛ حيث هناك قرار من قبل وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية يفرض أخذ الموافقة المسبقة على نشر أي بحث يتعلق بالفيروس.

اقرأ أيضًا: حان الوقت لإدخال الصين في عزلة نتيجة عدم أمانتها في التعامل مع فيروس كورونا

من جانب آخر، أظهرت وثيقة منفصلة حصلت عليها “الجارديان”، ولم تتأكد من صحتها بشكل مستقل، من مستشفى رينمين بجامعة ووهان، أن النشر لأي بحث يتعلق بـ”كورونا” سيحتاج إلى موافقة من وزارة العلوم والتكنولوجيا. كما أشار إشعار منشور في 9 أبريل، على موقع كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات في جامعة فودان في شنغهاي، يدعو إلى النهوض بإدارة “صارمة وجادة” للأوراق البحثية التي تحقق في مصدر تفشي المرض. ولا يمكن تقديم الأوراق للنشر إلا بعد الحصول على الموافقة عليها من قِبل مكتب خاص بذلك. وتشر البيانات المرفقة لهذا المكتب (البريد الإلكتروني، والأسماء، وأرقام الهواتف الواردة) إلى تبعيته لوزارة التعليم الصينية.

من جانبه، عبر المصدر الذي نبه صحيفة “الجارديان” إلى وجود نسخ مخبأة من الأوراق على الذاكرة المؤقتة للموقع الإلكتروني، عن قلقه مما يبدو أنه محاولة من قبل السلطات الصينية للتدخل في استقلالية البحوث العلمية في هذا الموضوع تحديداً، فالباحثون الذين يقدمون أوراقاً أكاديمية حول مواضيع طبية أخرى لم يضطروا إلى الحصول على إذن النشر المشار إليه.

سوق ووهان في الصين حيث يعتقد أنه المصدر الأول لنشأة الفيروس – رويترز

وفي حين أن الأصل الدقيق للوباء لا يزال غير مؤكد بصورة تامة، فإن الفرضية الشائعة أنه انتقل عبر تفاعل بين الإنسان والحيوان في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان. وذكر العلماء أن الفيروس ربما يكون قد نشأ في الأصل في الخفافيش، ثم انتقل عبر حيوان وسيط إلى أول إنسان أُصيب به.

اقرأ أيضًا: وباء كورونا.. كيف استطاعت الصين إدارة الأزمة؟

من جانبه، قال كيفين كاريكو؛ باحث زائر متخصص في الدراسات الصينية في جامعة موناش بأستراليا، إن هناك جهوداً صينية حثيثة لسيطرتها على ما ينشر حول الوباء، مضيفا: “إنهم يسعون إلى تحويلها من كارثة مدمرة إلى كارثة قامت فيها الحكومة بكل ما يمكن أن تقوم به، وبشكل صحيح، وأعطت بقية العالم الوقت للاستعداد.. لقد ظهرت هذه المساعي بوضوح سواء من خلال البيانات الرسمية الصادرة من الحكومة الصينية من كبار مسؤوليها، وصولا إلى المشاعر العامة على وسائل التواصل الاجتماعي.. هناك رغبة في إنكار الحقائق الظاهرة للعيان، أن هذه جائحة هائلة نشأت في مكان كان ينبغي على الحكومة الصينية أن تغلقه بعد فيروس سارس”.

المصدر: الجارديان

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة