الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية
هذا ما يكشفه اتفاق الصلح بين إثيوبيا وإرتيريا
مجموعة من الصحف العالمية سلطت الأضواء على القضية!

ترجمة كيو بوست –
كشفت وسائل إعلام دولية عن خفايا الدور الإماراتي في منطقة القرن الإفريقي، الذي برزت ملامحه مع التوقيع على الاتفاق التاريخي بين إثيوبيا وإرتيريا، الذي أنهى 20 عامًا من الصراع، بين البلدين المتجاورين.
وذكر المحلل السياسي الأمريكي في موسكو، أندرو كوريبكو أن “أبو ظبي عملت بصمت خلال عام كامل من أجل صنع السلام في القرن الإفريقي، تجلى ذلك في الوساطة الإماراتية القوية بين إثيوبيا وإرتيريا”.
وقد نشر كوريبكو مقالته في مجلة “أورينتال ريفيو” الروسية، قال فيها إن “جهود أبو ظبي تدلل على قوتها الجيوسياسية في المنطقة”.
منح ولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان “وسام زايد” لزعيمي إثيوبيا وإريتريا لإنجازاتهما السريعة في إنهاء النزاع المستمر منذ عقدين من الزمن، ما يسلط الضوء على الدور الإماراتي الخفي في الوساطة بين الجانبين، ويؤكد على صعودها كقوة إقليمية عابرة للحدود في منطقة القرن الإفريقي الإستراتيجية.
اقرأ أيضًا: اتفاق تاريخي بين إريتريا وإثيوبيا.. والإمارات حاضرة
وقد تمكنت أبو ظبي من الاستفادة بفعالية من نشر قواتها في اليمن وإريتريا وأرض الصومال لاكتساب نفوذ على العملاق الإثيوبي غير الساحلي، ليس بغرض تحقيق السلام بين أديس أبابا وأسمرة فحسب، بل كذلك للشراكة مع إثيوبيا في مشروع ميناء مشترك في بربرة بأرض الصومال، فضلًا عن ضخ 3 مليارات دولار هامة للاقتصاد الإثيوبي، من أجل تجنب أزمة احتياطات العملات الأجنبية التي تلوح في الأفق.
تعتبر الإمارات دولة مبادرة من الناحية الجيوسياسية، فقد تمكنت بفضل دهائها السياسي من الوصول إلى رئيس وزراء إثيوبيا الجديد، آبي أحمد علي، الذي عمل على هز الجمود في بلاده وفي منطقة القرن الإفريقي أكثر من أي شخص آخر. ولم يكن ذلك ليحصل لولا مساهمة الإمارات العربية المتحدة في تقديم رؤيته.
إن تأثير أبو ظبي الإيجابي في إثيوبيا يشبه إلى حد كبير الدور السعودي في مصر، فقد عمل البلدان على إنقاذ القاهرة من كارثة اقتصادية محققة. كما عملت أبو ظبي على تسهيل التقارب الأخير بين مصر وإثيوبيا في ظل نزاعهما حول سد النهضة.
اقرأ أيضًا: قمة ثلاثية إماراتية إرتيرية إثيوبية تكشف مساعي أبوظبي في القارة الإفريقية
إن استضافة الإمارات للزعيمين الإثيوبي والإريتري، ومنحهما أعلى مرتبة شرف، يشيران بشكل واضح إلى وزن أبو ظبي الجيوسياسي الكبير، وظهورها كقوة كبيرة بلا منازع برغم حجمها الجغرافي الصغير نسبيًا. يبدو أن هناك مجمعًا أمنيًا إقليميًا يتشكل الآن بين بلدان الخليج العربي ودول البحر الأحمر في القرن الإفريقي. من شأن هذا النشاط الخليجي أن يعيد تشكيل الوضع الإستراتيجي في الفضاء المحوري المركزي لمنطقة الأفرو-أوراسيا.
من ناحية ثانية، أفردت مجلة “ديفينس ويب” الجنوب إفريقية تقريرها تحت عنوان: “الإمارات تمد يد العون من أجل السلام بين إثيوبيا وإريتريا”، وقالت أسرة التحرير فيه إن “الانفراجة بين البلدين بدت مفاجئة للوهلة الأولى، إلا أنها حصلت تتويجًا لجهود حثيثة، حصلت عبر القنوات الخلفية بفضل الدور الإماراتي”. وسلطت المجلة الضوء على الدور الإنساني الإماراتي في هذه المنطقة، وقالت إن “الهلال الأحمر الإماراتي ينخرط في إثيوبيا ويدير مشاريع مساعدات هامة”. وأشارت المجلة كذلك إلى أن “الدعم المالي المقدم من أبو ظبي لإثيوبيا أدى إلى تخفيف أزمة الصرف الأجنبي التي تسببت في نقص الأدوية وتراجع التصنيع”.
ومن جانبها، قالت وكالة شينخوا الصينية إن “اتفاق السلام التاريخي بوساطة إماراتية أنهى عقدين من المواجهة المسلحة بين الدولتين، وهذا ما يشير إلى الذكاء السياسي الإماراتي في التأثير على الدول الأخرى”.
أما مجلة “ترافيل واير نيوز” الأمريكية، فقد نشرت تقريرها تحت عنوان “الإمارات تلعب الدور الرئيس في السلام بين إثيوبيا وإريتريا”، وقالت إن “علاقات الإمارات الطيبة مع إثيوبيا وإريتريا هي ما أدى إلى إقناع البلدين بالتوصل إلى سلام”. كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة قولها إن “الانفراجة جاءت بعد جهود من وراء الأبواب المغلقة، بعد أن لعبت أبو ظبي دورًا فعالًا في تقريب وجهات النظر”.