الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية
صحف غربية: الحرب السورية نزعت الهوية الوطنية اللبنانية عن حزب الله
"حزب الله يرى لبنان سلعة قابلة للاستهلاك"

ترجمة كيو بوست –
تناولت الصحافة الغربية مؤخرًا انخراط حزب الله العسكري المتزايد في الحرب الأهلية السورية، وتساءلت عن الأسباب التي دفعت به إلى “التدخل” في بلد عربي لصالح طرف على آخر، واستعداده لـ”التضحية” بالآلاف من جنوده، في الوقت الذي يعلن فيه ولاءً كاملًا للمصالح الوطنية اللبنانية.
“الحرب السورية نزعت عن حزب الله الهوية الوطنية اللبنانية”
يرى الباحث السياسي، المؤلف الأمريكي المعروف، مايكل روبين أن “تدخل حزب الله في شؤون الشعب السوري، وبذل جهوده العسكرية كافة لحماية نظام الأسد، كشف عن هويته الحقيقية وأجندته الإقليمية المرتبطة بإيران، بعيدًا عن الأهداف اللبنانية الوطنية”. وقد نشر روبين مقالته في موقع معهد أبحاث “أميركان إنتربرايز” الأمريكي، تحدث فيها بشكل رئيس عن “مقاصد تدخل حزب الله عسكريًا في حربٍ أهلية مثل سوريا”.
وقال روبين إن “حزب الله اعتاد على تصوير نفسه كمنظمة وطنية لبنانية تسعى للدفاع عن لبنان ومقاومة العدوان الإسرائيلي، إلا أن الحرب الأهلية السورية كذبت هذا المفهوم بشكل رهيب”. وأضاف أن “انتشار قوات حزب الله إلى جانب القوات الإيرانية والسورية، ومشاركته في قتل السوريين، يثبت حقيقة أن أجندة الحزب ليست مبنية على أساس السيادة الوطنية اللبنانية، لا سيما وأن قوات حزب الله تصرفت بناء على أوامر إيرانية بحتة في إطار محور طهران–دمشق–حزب الله”.
وأردف روبين أن “استعداد حزب الله لفقدان أرواح الآلاف من جنوده في حرب سوريا يشير بشكل واضح إلى كينونته كتنظيم إقليمي تابع لإيران بعيدًا كل البعد عن جوهره اللبناني”. وأنهى روبين قائلًا إن “هذه الجهوزية تعني أن حزب الله يقف في طليعة “جيش شيعي إقليمي موحد”، يمكن لطهران استخدامه كقوة مرتزقة في أماكن أخرى، مثل اليمن والعراق، كأداة لتقويض الخصوم ودفع المصالح الإيرانية، دون التدخل الإيراني المباشر”.
“حزب الله يرى لبنان سلعة قابلة للاستهلاك”
“بينما يدعي حزب الله حماية لبنان والوقوف في طليعة الحماة، فإن تصريحاته الكثيرة تؤكد على التزام الحزب الأساسي بتنفيذ التوجيهات الإيرانية بحذافيرها، حتى على حساب المصالح الداخلية اللبنانية”، هذا ما ذكره المؤلف الصحفي الأمريكي البارز ستيفن إيمرسون في مقالته في مجلة “نيوز ماكس” الأمريكية.
وقال إيمرسون في مقالته، التي حملت عنوان “حزب الله حوّل لبنان إلى سلعة قابلة للاستهلاك”، إن “تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تدلل على انتماء وولاء الحزب المطلقين لطهران”. ويضرب إيمرسون مثالًا على ذلك بالقول إن “نصر الله ألقى كلمة أمام إيرانيين في العاشر من آذار/مارس، قال فيها إن إخلاص الحزب لأيديولوجية الثورة الإيرانية يتفوق في الأولوية على الدستور اللبناني. بل وأشار إلى أن الحزب يلتزم بأوامر آية الله خامنئي، ويتجنب أي سلوك قد يزعج المرشد الأعلى الإيراني”.
وأضاف إيمرسون أن “طهران، وبرغم هشاشة اقتصادها، نقلت كميات هائلة من أموالها ومواردها إلى وكيلها في لبنان لأسباب وجيهة؛ أهمها توسيع نطاق نفوذها على اللبنانيين، من خلال حزب الله، وهنا نتحدث عن تمويل يصل إلى أكثر من مليار دولار سنويًا”.
وأنهى إيمرسون مقالته بالقول: “ليس من قبيل الصدفة أن قام حزب الله بتخزين ترسانة أسلحة متقدمة، فضلًا عن تعزيز بنية دعائية ضخمة، ونشر صحف ومجلات وقنوات خاصة به، وكتب كثيرة، تروج لأيديولوجية الجمهورية الإسلامية، على حساب التنمية المجتمعية اللبنانية، فكل هذا يشير إلى أن نصر الله حوّل الحزب إلى دولة داخلة دولة تابعة لإيران”.
“يجب عدم التساهل مع حزب الله”
أما المؤلف والمحلل السياسي الأمريكي ايمانويل أوتولينغي، فقد دعا إلى “الوقوف في وجه حزب الله الذي يخطف لبنان، ويمارس نشاطات بعيدة عن السياستين اللبنانية الداخلية والخارجية”.
وقد نشر أوتولينغي مقالته في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، وقال فيها إن “الإدارة الأمريكية السابقة تساهلت كثيرًا مع ممارسات حزب الله المالية والعسكرية المرتبطة بطهران، لذا يجب على الإدارة الحالية أن تتصرف في الوقت الذي يتواصل فيه الدعم الأمريكي المالي للبنان، واستيلاء الحزب على غالبية ما تحصل عليه بيروت من المساعدات”.
وأنهى أوتولينغي مقالته بالقول إن “حزب الله لم يكتفِ بإطاعة أوامر إيران في ظل ممارسته حكم شامل على لبنان، بل تخطى الحدود، ومارس نشاطات إجرامية في أميركا اللاتينية تتعلق بالاتجار بالمخدرات والأسلحة وغسيل الأموال”.