ملفات مميزة

صحف دولية تكشف شهادات جديدة وتفاصيل تتعلق بقضية خاشقجي

شهادات ودلائل تكشف ما كان يخطط له جمال خاشقجي

ترجمة كيو بوست – 

كشفت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية أن “جمال خاشقجي كان يعمل على تأسيس منظمة “الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن”، التي تحمل اختصار (DAWN)، ومقرها في ولاية ديلاوير الأمريكية.

وقالت الصحيفة نقلًا عن مصادر مقربة من خاشقجي ومطلعة على خطته إن “الصحفي السعودي كان يستعد لتحويل انتقاداته الشفوية للمملكة إلى أفعال عبر هذه المنظمة”. وأكدت الصحيفة الأمريكية أنها “اطلعت على وثائق تفيد أن منظمة خاشقجي حصلت على إعفاء ضريبي من سلطات ولاية ديلاوير”. وتفيد الوثائق، حسب الصحيفة، أن “المبادئ الأساسية للمنظمة تضمنت تقديم روايات مناصرة للربيع العربي عبر صحفيين ومراكز أبحاث وصانعي سياسات”.

اقرأ أيضًا: اعترافات مقرّبين من خاشقجي وتفاصيل جديدة تكشف لأول مرة

ووفقًا للأوراق التي استعرضتها الصحيفة بشكل حصري، “كان من المفترض أن يتولى خاشقجي قيادة المنظمة، وأن يعمل من خلالها على جمع العرب الهاربين إلى عواصم ومدن العالم المختلفة، من أجل الانتفاع من معنوياتهم”. وقد تحدثت الصحيفة مع محرر واشنطن بوست، فريد هيات، وكشف لها بالقول: “كنا نعرف باهتمام خاشقجي ببناء منصات موجهة إلى الشرق الأوسط”، وهذا ما يفسر هجوم “واشنطن بوست” على قيادة السعودية برغم إجرائها تحقيقات أدت إلى الكشف عن الفاعلين في قضية خاشقجي.

 

“تعزيز حركات إسلامية”

وقالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، نقلًا عما وصفته “المطلعين على بواطن الأمور في الشرق الأوسط”، إن “خاشقجي شرع في إنشاء منظمة (الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن)، بغرض تعزيز حركات سياسية إسلامية في جميع أرجاء الشرق الأوسط، على غرار التنظيمات التي نشطت إبان الربيع العربي”. وقد أكد الصحفي الأمريكي غاي تيلور أن “خاشقجي عمل على جمع أموال في تركيا من أجل منظمته قبل اختفائه في القنصلية”، وذلك نقلًا عن أصدقائه المقربين.

وأضافت الصحيفة أن “الأمير محمد بن سلمان لم يكن يتخوف من عمل خاشقجي كصحفي وكاتب عمود في واشنطن بوست، لكن ما أقلق السعوديين هو درايتهم الكاملة بخطط خاشقجي لتغذية مشاريع سياسية على غرار الربيع العربي”.

اقرأ أيضًا: 15 صحيفة وموقعًا أجنبيًا تقدم رواية مغايرة لقصة خاشقجي

بينما كشفت الصحفية كارين إيليوت هاوس، في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن “خاشقجي قرر بالفعل تسجيل منظمة سياسية مقرها الولايات المتحدة، تسمى الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن، ممولة من منافسي السعودية الإقليميين”. وأضافت أن “البعض يقدرون أن اسم خاشقحي، الداعم القوي للإخوان المسلمين، مدرج على كشوفات الرواتب في قطر”.

 

الاستعانة بقطر

ماجي سالم

وما يثير الشكوك أكثر حول احتمالية وقوف الدوحة وراء منظمة خاشقجي المذكورة، هو أن أحد المقربين منه، الصحفي الأمريكي ديفيد أغناتيوس، قد أكد في 12 أكتوبر/تشرين الأول عبر صحيفة “واشنطن بوست” أن “خاشقجي اعتاد على الاجتماع بالمديرة التنفيذية لمؤسسة قطر الدولية المشبوهة، ماجي ميتشل سالم، في الدوحة، منذ نشوب الخلاف بين الرياض والدوحة”.

ولم يكتف أغناتيوس بهذا الكشف، بل أقر بأن “خاشقجي وسالم اجتمعا في لندن، بتاريخ 4 يوليو/تموز 2017، في مطعم “كلوس ماغيوري” في حديقة كوفينت، من أجل إبلاغها برغبته في الرحيل إلى واشنطن بعد أن أطلق ولي العهد السعودي برنامجه الشامل للإصلاح. لكن بعد أسبوعين من وصوله لواشنطن، رغب خاشقجي بالتراجع بسبب مخاطر ما يفعله، فتوجه إلى مكتب المسؤولة القطرية في آب/أغسطس 2018، وسألها ما إذا كان بإمكانه التوقف عما يفعله، والاكتفاء بالذهاب بعيدًا إلى جزيرة نائية، فأجابته بالقول: لا، لا يمكنك التخلي عن ذلك”.

وبرغم عدم حديث أغناتيوس صراحة عن وقوف المسؤولة القطرية وراء منظمة خاشقجي المذكورة، إلا أن المراقبين يرون أن هذه التفاصيل تعني حتمًا رعاية الدوحة لأفكار خاشقجي السياسية، بما فيها إطلاق المنظمة. وهذا ليس مفاجئًا في ظل ما كشفته مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية حول “قيام مديرة المؤسسة القطرية باستقبال خاشقجي فور وصوله إلى واشنطن قادمًا من الرياض، وشرائها ملابس له، وإجرائها ترتيبات مع قناة (بي بي سي) البريطانية ومعهد بروكينغز المعادي للسعودية من أجل مقابلة خاشقجي، وهي برفقته”. علاوة على ذلك، كشف الصحفي بن هوبارد في “نيويورك تايمز” الأمريكية أن “المسؤولة القطرية كانت تطلب من خاشقجي مراسلتها عبر الرسائل القصيرة في حال قرر لقاء أي مسؤولين سعوديين في سفارة واشنطن”.

اقرأ أيضًا: واشنطن تايمز: الدعاية الإيرانية تستهدف الأمير محمد بن سلمان بالشائعات

هذه المعلومات المفاجئة، أثارت الكثير من التساؤلات حول مدى انخراط الدوحة في تأسيس منظمة معادية للرياض، عبر صحفي سعودي اختار لنفسه الهروب إلى واشنطن طوعًا، دون أن تلاحقه سلطات بلاده في يوم ما.

من جانبها، قالت وكالة “أسوشييتد برس“: “إن خاشقجي كان يعمل مع إسلاميين من أجل إطلاق منظمة جديدة تُسمى (Dawn)”، وأكدت أن “خطة خاشقجي تمثلت في إبراز الإسلاميين السياسيين عبر المنظمة باعتبارهم بناة للديمقراطية، إلى جانب تنظيم حملة انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية، إزاء سياستها تجاه إيران وانخراطها في اليمن”.

ونقلت الوكالة عن أحد أصدقاء وجيران خاشقجي في الولايات المتحدة قوله إن “الصحفي السعودي عمل على تكوين اتصالات وموارد لازمة من أجل تمكين خطته”. بينما أجرت الوكالة مقابلة مع الصديق المقرب لخاشقجي، خالد صفوري، الذي أكد أن “خاشقجي باشر بالفعل في إجراءات إطلاق منظمة الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن، في شهر يناير/كانون الثاني”. ووفقًا لصفوري، “كان خاشقجي يعمل بصمت لأنه يعرف أن الخطة قد تسبب مشاكل للمتعاونين معه، لا سيما في دول الخليج”. بينما أكد صفوري لصحيفة “ديلي بيست” أن “خاشقجي قام برحلات متعددة إلى أوروبا، وجمع أموالًا من المغتربين الخليجيين لصالح المنظمة”.

 

تأمين مصادر إضافية لخاشقجي

كما أجرت الوكالة مقابلة أخرى مع السياسي الإخواني عزام التميمي، أحد أبرز أصدقاء خاشقجي، وقال لها: “كنا نتوقع أن تلقى منظمة خاشقجي آذان صاغية من الصحفيين، وأن تدفع باتجاه التغيير، وأن تمثل الإسلاميين، وكذلك الليبراليين”. ولم يتردد التميمي في الكشف عن حقيقة “انخراطه مع خاشقجي عام 1992 من أجل إطلاق منظمة إسلامية في الجزائر، تدعى “أصدقاء الديمقراطية”، قبل أن تعمل الحكومة الجزائرية على إغلاقها”.

اقرأ أيضًا: معهد بروكينغز الأمريكي يدير دعايةً قطرية – إيرانية

لم تكشف أسوشييتد برس تفاصيل أكثر حول خطة الصحفي السعودي، لكنها لفتت الانتباه إلى أن “خاشقجي اشترى شقة في إسطنبول، وقرر التنقل الدائم ما بين تركيا والولايات المتحدة”.

أما صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فقالت إن “خاشقجي كان يعمل على تأمين مصادر تمويل إضافية، ويسعى إلى تشكيل مجلس إدارة المنظمة التي يعمل على إنشائها في واشنطن، بعد أن حصل على “مكافأة” من مركز دراسة الإسلام والديمقراطية”.

بينما أدلى الصحفي الأمريكي الشهير، جون برادلي، بشهادته في مجلة “سبيكتيتور البريطانية“، وقال: “أخبرني أحد المسؤولين الكبار في البنتاغون عام 2005 أن الولايات المتحدة أعدت خطة لشطب كلمة “سعودية” من اسم المملكة؛ بمعنى تغيير النظام الحاكم. تمثلت خطة البنتاغون في إنشاء مجلس من شخصيات سعودية مختارة لحكم البلاد تحت رعاية الولايات المتحدة، من أجل تحقيق السيطرة الأمريكية على النفط. وكان من بين السعوديين الثلاثة جمال خاشقجي، الذي كان على اتصال منتظم مع فريق البنتاغون”.

في ظل شهادة برادلي الصادمة، يرى مراقبون أن خطة إطلاق منظمة “الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن” تعتبر استكمالًا لمشروع طويل الأمد لاستهداف الرياض، شرع به خاشقجي منذ سنوات طوال، وليس وليد اللحظة، وهذا “ما يفسر قلق السعوديين إزاء مخططات خاشقجي”، حسب وصف برادلي. لكن التساؤلات الملحة تبقى حول أسرار الحلقة الثلاثية الخفية بين خاشقجي، والمديرة التنفيذية لمؤسسة قطر الدولية، وخطة البنتاغون بعيدة المدى.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة