الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
صالح مسلم: أمريكا لم تخذلنا.. ولم نطلب الانفصال عن سوريا

كيوبوست
أجرت قناة “روسيا اليوم” مقابلةً مع السياسي الكردي صالح مسلم، المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني، تطرَّقت إلى مستقبل العملية التركية في سوريا التي تستهدف القضاء على الوجود الكردي هناك، فضلًا عن مناقشة العلاقة مع الأمريكان وما إذا كان الأكراد يشعرون بالخذلان بسبب موقف الإدارة الأمريكية.
وأكد مسلم أن الأكراد تعرَّضوا إلى الخذلان من قبل على يد روسيا التي تخلَّت عنهم في عفرين، موضحًا أن الروس يتعاملون وَفق مصلحتهم الخاصة ولا ينشغلون بأي حسابات لا تصب في صالحهم، مناشدًا الرئيس بوتين أن لا يخذل الأكراد مرة أخرى عند لقائه المرتقب مع أردوغان، مشددًا على أن روسيا قادرة على أن توقف تركيا عن عملياتها الغاشمة في تركيا وانتهاكاتها ضد الأكراد.
اقرأ أيضًا: الغزو التركي للأكراد.. خيانة ترامب المخجلة لسوريا
الخذلان الروسي في عفرين
وأوضح المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني أن الروس اتفقوا معهم على مواجهة تركيا، ووضعوا بالفعل قوات في عفرين؛ ولكن عندما اتفقوا مع الأتراك قاموا بسحب قواتهم، وأخبروا الأكراد أنهم غير مكلفين بحمايتهم، وأنهم أمام حلَّين لا ثالث لهما: إما الاستسلام للنظام السوري، وإما سيقوم الأتراك بالتدخل العسكري؛ وهو ما حدث.
ورغم التصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، التي أكد فيها أن بلاده لم تتعهد بحماية الأكراد 400 عام، رفض مسلم اعتبار الموقف الأمريكي من العملية التركية بمثابة تخلٍّ عن الأكراد، مؤكدًا أنهم لم يطلبوا الحماية من الولايات المتحدة وأن الاتفاق اقتصر فقط على القتال ضد “داعش”، وعند الخروج الأمريكي من سوريا لم يقُم الأكراد بطلب بقاء الأمريكان، وما قدمته إدارة الرئيس ترامب من وعود تخص تحقيق الاستقرار في سوريا والقضاء على “داعش” لم تكن وعودًا خاصة بالأكراد، بل وعود قطعتها أمريكا على نفسها وقامت هي بالتخلِّي عن هذه الوعود؛ وبالتالي لم تخذلهم أمريكا.
أمريكا لم تخذلنا
وأشار السياسي الكردي إلى أن الأمريكان لم يوجدوا في عفرين ولم يخذلوا الأكراد، وأن مَن فعل ذلك كان الروس، الذين رفضوا الاستجابة للأكراد عندما اقترحوا عليهم التواصل مع النظام السوري للتوصل إلى حل سياسي؛ بسبب العلاقات الجيدة بين روسيا من جهة والنظام السوري من جهة أخرى، وظلوا في النهاية بلا حراك لم يفعلوا شيئًا، منوهًا بأن المواقف الروسية المتتابعة هي ما سببت فتورًا في العلاقات بينها وبين الأكراد.
الأكراد لم يطلبوا الانفصال
وشدَّد مسلم على أن الأكراد لم يطالبوا بالانفصال عن سوريا وإقامة حكم ذاتي لهم، موضحًا أنهم يقفون إلى جانب الجيش السوري ويريدون، سواء من الروس أو الأمريكان أو أي طرف يتدخل، أن يساعد في بقاء الوحدة السورية والحفاظ على الأراضي السورية من الانتهاكات التي يمثلها جيش أردوغان حاليًّا، لافتًا إلى أن الأكراد سوريون في النهاية، مطالبًا النظام السوري بأن يقبل مكوناته على اختلاف أطيافها ويسمح لها بالعيش جنبًا إلى جنب داخل سوريا.
اقرأ أيضًا: السياسة الخارجية لأردوغان تُعَجِّل بانهيار تركيا
وتعليقًا على مقطع فيديو يظهر فيه مواطنون سوريون يقذفون المقاتلات والقوات الأمريكية المنسحبة بالحجارة، ويوجهون إليها الشتائم، قال صالح مسلم: “إن هذه ردود أفعال شعبية تحدث باستمرار، وقد حدثت تصرفات مماثلة تجاه القوات الروسية شمال حلب”، موضحًا أن هذه مشاعر طبيعية يجب على الدول الكبرى كأمريكا وروسيا أن تتفهمها وتستوعبها جيدًا.
اتفاقية أضنة باطلة
وبشأن النية لتجديد المفاوضات حول اتفاقية أضنة، والتي تسمح للجيش التركي بالتوغُّل بعمق خمسة كيلومترات في شمال سوريا، شدَّد السياسي الكردي صالح مسلم على أنها اتفاقية غير معمول بها في الأمم المتحدة، ولم يوافق عليها البرلمانان التركي والسوري، كما أن الأكراد يرحبون بأي تقارب تركي- سوري بشرط أن لا يكون على حساب الشعب السوري، وهذه اتفاقية مرفوضة شكلًا وموضوعًا من جانب الأكراد.
واقترح مسلم أن توجد قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المناطق الحدودية المتنازع عليها والتي تزعم تركيا أنها تسبب لها إزعاجًا، مرحبًا بتولِّي قوات دولية هذه المسؤولية.
اقرأ أيضًا: شخصيات كردية وغربية تدعو من باريس إلى ردع المتطرف أردوغان
وبدوره، علَّق الباحث السياسي الدكتور إبراهيم مسلم، قائلًا: “إن هدف الغزو التركي هو ضرب المشروع الديمقراطي في شمال شرق سوريا، والذي يقوده الكرد، ومن خلال هذا المشروع تُحل قضايا جميع مكونات المجتمع السوري، وليس فقط القضية الكردية في سوريا؛ لذلك كان هذا الغزو البربري من قِبَل الجيش التركي والمرتزقة الذين تم تأهيلهم بعد أن كانوا جزءًا من تنظيمات إرهابية، كتنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة، ومجاميع إرهابية أخرى تحمل فكر الإخوان المسلمين والقاعدة”.
وأضاف مسلم أن قوات سوريا الديمقراطية لن تلتزم بنتائج الاجتماع الذي جمع كلًّا من بوتين وأردوغان، والذي أسفر عن وقف العمليات العسكرية التركية، مع احتفاظ تركيا بالأراضي التي احتلتها في هذه المعركة، وتسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بعمق 10 كم باستثناء مدينة قامشلي، على أن تنسحب قوات سوريا الديمقراطية إلى بعد 30 كم.
وتابع الباحث السياسي: “هناك اتصالات جرت مؤخرًا بين قوات سوريا الديمقراطية والرئيس دونالد ترامب، تفيد دعم أمريكا لهذه القوات؛ لاستئناف محاربة (داعش) ومنع التقدم التركي. أيضًا قرار البرلمان الأوروبي بإدانة تركيا ووصف تدخلها بالغزو والاحتلال ودعوتها إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها، وفرض عقوبات رادعة عليها.. كل هذه أسباب كي ترفض قوات سوريا أي اتفاقات تعيق عمليتها الديمقراطية وتهدد الوحدة السورية”.
وبخصوص العلاقة مع كلٍّ من أمريكا وروسيا، أكد مسلم أن موقف الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من الدولتَين هو الموقف نفسه، قائلًا: “مثلما تخلَّت عنهم الولايات المتحدة في شرق الفرات، تخلَّت عنهم روسيا في مقاطعة عفرين، لذلك كل ما تتم مطالبته من هاتين الدولتين هو الوقوف مع الإنسانية والالتزام بوعودها في حماية مكونات المجتمع السوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية من كل تهديدات الدول الإقليمية سواء أكانت تركيا أم إيران، والتركيز على روسيا بعدم تفضيلها النظام السوري على السوريين، وفي المقابل على الولايات المتحدة الأمريكية عدم تفضيل مخاوف الأمن القومي التركي الخرافي على مصالح السوريين وأمنهم”.