الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

صاروخ كوريا الشمالية الجديد قد يغير المعادلة العسكرية في شرق آسيا

كيوبوست- ترجمات

براد ليندون♦

أعلنت كوريا الشمالية، قبل أيام، اختبارها صاروخاً جديداً (فرط صوتي)، تزعم أنه من أسرع الصواريخ في العالم وأكثرها دقة. وقد أثار هذا الإعلان اهتمام السياسيين والعسكريين وصناع القرار في مختلف أنحاء العالم؛ خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد عرضت شبكة “سي إن إن” تحليلاً حول هذا الموضوع، بقلم براد ليندون.

يشير ليندون إلى أن المواصفات الدقيقة لصاروخ “هواسونغ-8” الكوري الجديد لا تزال غير معروفة؛ ولكنه يقول إنه من الممكن أن تصل سرعة هذا النوع من الصواريخ إلى عشرين ضعف سرعة الصوت، مع تمتعها بقدرة عالية للغاية على المناورة، تجعل إسقاطها أمراً شبه مستحيل. ويقول إنه إذا كان بإمكان كوريا الشمالية إنتاج صواريخ فرط صوتية، فإن ذلك يمكن أن يغير المعادلة العسكرية في المنطقة.

 اقرأ أيضاً: ما هي أكثر الدول امتلاكًا للأسلحة النووية؟

ويستشهد ليندون بكلام المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية درو تومبسون: “إن الصاروخ فرط الصوتي يمكنه تجاوز أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ المتطورة، ويمكن أن يغير قواعد اللعبة إذا ما تم تحميله برأس نووي؛ ولكنْ هنالك فرق كبير بين الرغبة في الحصول على هذا السلاح والحصول عليه بالفعل”.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية قد أعلنت أن تطوير هذا السلاح الاستراتيجي كان إحدى الأولويات الخمس الأولى للخطة الخمسية الدفاعية للبلاد.

الصاروخ فرط صوتي الذي اختبرته روسيا عام 2018

وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية قد تمكنت من تفجير ست قنابل نووية في تجارب سابقة؛ فلا يزال الخبراء النوويون في اتحاد العلماء الأمريكي غير واثقين من أنها نجحت في تطوير رأس نووي ووضعه على صاروخ لإيصاله إلى هدفه.

ويشير تقرير “سي إن إن” إلى أنه على الرغم من تأكيد وكالة الأنباء الكورية نجاح التجربة؛ فإن المحللين الغربيين الذين شاهدوا الصورة التي نشرتها الوكالة للصاروخ، يقولون إنه يحمل مواصفات الصاروخ فرط الصوتي. وقالت مصادر عسكرية كورية جنوبية، بعد تحليل البيانات المتوفرة حول عملية الإطلاق، إن الصاروخ يبدو أنه في مراحل مبكرة من التطوير، وسيستغرق نشره وقتاً ليس بالقصير. كما أكد رئيس الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي، في بيانٍ للصحفيين، أنه لا يزال من الممكن الكشف عن الصواريخ الكورية الشمالية واعتراضها باستخدام الإمكانات العسكرية المشتركة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضاً:  ترامب وكيم: أزرار النووي على طاولة واحدة هذه المرة!

ثم ينتقل ليندون، في مقاله، إلى شرح مبسط عن آلية عمل الصواريخ فوق الصوتية التي يتم إطلاقها إلى ارتفاعات عالية جداً، ولكنها على عكس الصواريخ الباليستية لا تعتمد على الجاذبية الأرضية، عندما تبدأ بالانحدار نحو هدفها من ارتفاعات تصل إلى ألف كيلومتر؛ بل تبدأ بعملية الهبوط السريعة في وقتٍ مبكر قبل أن تعود لتتخذ مساراً أفقياً منخفضاً قبل وصولها إلى هدفها، وتستخدم أجهزة الملاحة الداخلية لتصحيح مسارها نحو الهدف، بينما تنطلق بسرعة تصل إلى 12 ضعف سرعة الصوت، في حين يوفِّر لها المسار المنخفض إمكانية البقاء تحت مستوى رصد أجهزة الرادار؛ مما يعقد الأمر بالنسبة إلى الدفاعات المضادة.

ويُعتقد أن دولتَين فقط تمتلكان صواريخ فرط صوتية صالحة للخدمة. ففي ديسمبر 2019 أعلنت روسيا دخول منظومة صواريخ “أفانغارد” فرط الصوتية في الخدمة، وفي يناير 2020 أشرف الرئيس الروسي بوتين، على اختبارات منظومة كينزال الجديدة قبالة شبه جزيرة القرم.

عرض عسكري كوري شمالي ظهر فيه ما يبدو أنه صواريخ باليستية تُطلق من الغواصات- “سي إن إن”

كما عرضت الصين في عرضٍ عسكري عام 2019 صاروخ “DF-17” فرط الصوتي الذي يمكنه حمل رأس حربي إلى مسافة أمتار قليلة من هدف على مسافة 2500 كيلومتر.

ويلفت تقرير “سي إن إن” إلى أن أكثر ما أثار قلق خبراء الصواريخ هو أن تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أشار إلى استخدام “أمبولة وقود الصواريخ”، وهذا يعني أنه يتم تزويد الصواريخ بالوقود في المصنع، وليس بعد نشرها، وهذا يعني أن الوحدات العسكرية لن تضطر إلى قضاء الوقت لتزويد الصواريخ بالوقود في الميدان، كما أنها تطيل من فترة صلاحية الصاروخ بعد نشره، وهذا ما يعتبره الخبراء خطوة كبيرة لكوريا الشمالية.

اقرأ أيضاً:  ميزان القوى العسكرية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية

وعلى الرغم من ذلك؛ فقد صرح مسؤولون عسكريون أمريكيون بأن “التجربة الكورية الأخيرة لا تمثِّل تهديداً مباشراً للأفراد أو للأراضي الأمريكية أو لحلفائنا”؛ ولكنهم أشاروا إلى “التأثير المزعزع للاستقرار لبرنامج التسلح غير المشروع” لكوريا الشمالية.

ومن المعلوم أن كوريا الشمالية ممنوعة من تطوير واختبار الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية بموجب القانون الدولي، وقد تعرضت إلى عقوباتٍ من الأمم المتحدة لانتهاكها هذا المنع.

تجربة إطلاق صاروخ من على متن قطار في 15 سبتمبر 2021 من مكان غير معروف في كوريا الشمالية- “سي إن إن”

وفي ختام تقريره، يشير ليندون إلى أن هذه التجربة هي الثالثة لكوريا الشمالية خلال شهرٍ واحد؛ حيث أعلنت بيونغ يانغ أنها اختبرت صواريخ كروز بعيدة المدى في 11 و12 سبتمبر الماضي، وفي السادس عشر من الشهر نفسه اختبرت كلتا الكوريتَين صواريخ باليستية؛ مما رفع من حدَّة التوتر في المنطقة.

اقرأ أيضاً:  التجربة الكورية مع واشنطن: هل تجبر طهران على الرضوخ أم مواصلة العناد؟

وقد جاء الاختبار الأخير قبيل خطاب ممثل بيونغ يانغ لدى الأمم المتحدة كيم سونغ، أمام الجمعية العمومية في نيويورك، انتقد فيه الوجود الأمريكي في المنطقة، واتهم الولايات المتحدة باستفزاز بلاده من خلال التدريبات العسكرية في المنطقة، وقال: “إن بيونغ يانغ مستعدة للرد وبطيب خاطر في أي وقت على أية مبادرة ودية من واشنطن”؛ ولكنه أضاف: “في الوقت الراهن، كما يعلم العالم بأسره، فإن الوسائل الهجومية الفعالة هي بالطبع جزء من قوة الردع العسكرية لدينا”. ويؤكد ليندون أنه لا يزال ينبغي التأكد من أن الصواريخ فرط الصوتية ستكون جزءاً من قوة الردع الكورية الشمالية. ويشير إلى رأي ليف- إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيوها في سيؤول، الذي يرى أن صاروخ بيونغ يانغ فرط الصوتي قد لا يحتاج إلى أن يكون بنفس الدقة التي تتوفر في صواريخ الدول الأخرى. ويقول: “إذا تمكنت بيونغ يانع من تركيب رأس نووي على صاروخ فرط صوتي بدائي، فسيكون سلاحاً خطيراً؛ لأنه لن يكون دقيقاً بما يكفي ليهدد هدفاً محدداً كالعاصمة الكورية الجنوبية مثلاً”.

♦معد برامج أول في شبكة “سي إن إن”، مقيم في هونغ كونغ.

المصدر: سي إن إن

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة