
كيوبوست-هونج كونج
عادت التحركات الاحتجاجية إلى شوارع هونج كونج مجددًا؛ اعتراضًا على عدم سحب الرئيسة التنفيذية للإقليم مشروع القانون الذي يسمح بتسليم المطلوبين من أبناء الإقليم إلى المحاكم الصينية، وهو المشروع الذي أجبرتها الاحتجاجات على وقف مناقشته وتصريحها بأنه “كأن لم يكن”؛ لكنَّ المتظاهرين يطالبون بسحبه رسميًّا وليس مجرد تعليقه، الأمر الذي يسمح بمناقشته مرة أخرى، حتى أغسطس 2020، حسب وسائل إعلامية.
ووقعت مواجهات مباشرة، أمس “السبت”، بين المحتجين والشرطة، وقام متظاهرون بتحطيم بعض سيارات الإسعاف، كما شوهدت أعلام أمريكية لوَّح بها متظاهرون. ونظَّم المتظاهرون، “الجمعة” الماضية، تظاهرة في قلب المطار قالوا إنها بهدف تعريف السائحين بمقاصد تظاهراتهم وأهدافهم منها؛ لكن الحكومة تقول إن هذه التظاهرات هدفها الإضرار باقتصاد الإقليم، لتأثيرها السلبي على حركة السياحة الوافدة.
وحسب مشاهدات لمراسل “كيوبوست”، بدأت الشرطة الاستعداد لتظاهرات اليوم الأحد بوضع شباك على زجاج السيارات؛ استعدادًا للتعامل مع أعمال الشغب المتوقعة في التظاهرات، بينما دعت الحركة الاحتجاجية إلى تظاهرات يومَي السبت والأحد من الأسبوع الجاري، بالإضافة إلى عدد من الاحتجاجات سيشهدها شهر أغسطس المقبل بميادين مختلفة داخل الإقليم.
اقرأ أيضًا: انتفاضة شباب هونج كونج في وثائقي على “دويتش فيله”
وشهدت التظاهرات للمرة الأولى اعتراضًا شعبيًّا؛ حيث اصطدم المتظاهرون الأسبوع الماضي بالأهالي في منطقة يون لونج بعد هروبهم من الشرطة التي طاردتهم بمنطقة سنترا، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ قرار بالذهاب إلى يون لونج، واتفقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على التجمع في محطة المترو والصعود سويًّا إلى الحديقة. وقام أهالي الحي بارتداء قمصان بيضاء واستخدموا العصي الخشبية؛ لمنع المتظاهرين من الصعود إلى الحي. ويقول الأهالي إنهم حاولوا التواصل مع الشرطة؛ لكن تأخُّر وصولها دفعهم إلى النزول من أجل الدفاع عن أمن حيّهم.
اقرأ أيضًا: المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.. حرب باردة من نوع جديد

وأوقفت الشرطة بعد الرجوع إلى كاميرات المراقبة عددًا من المشتبكين الذين ظهرت صورهم في الفيديوهات المسجلة، بينما كان يرتدي آخرون أقنعةً تغطِّي وجوههم في وقت اتهمت فيه المعارضة الشرطة بالتواطؤ مع المعتدين عليهم ودفع أجور لهم، وسط انقسام في آراء تسود المجتمع بين تأييد كبار السن للحكومة والجيل الجديد من الشباب الذين ترعرعوا تحت تأثير الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت لافتات دعائية للحركة الاحتجاجية التي يرى كبار السن أنها تحمل أفكارًا غربية غريبة على مجتمع هونج كونج.

ولكن لوحظ غياب الأهالي في احتجاجات أمس “السبت”، والذي برره متابعون بأنه ناتج عن حملات القبض على بعضهم وعرض آخرين على المحكمة بتهمة الاعتداء؛ الأمر الذي أثار القلق والحذر. ويقول موظف في حكومة هونج كونج، في حديثه إلى “كيوبوست”، إن أبناءهم تعرضوا إلى “غسيل دماغ”؛ بسبب سيطرة التيار اليساري على الجامعات والمدارس العليا، وهم –حسب قوله- مَن يقومون بقيادة التظاهرات، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشباب أصبحوا يعملون ضد دولتهم؛ بسبب الأفكار التي يتلقونها في المدارس والجامعات، منوهًا بأن العائلات التي ترغب في حماية أبنائها تقوم بابتعاثهم إلى الدراسة خارج هونج كونج.
