الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

شعر “بويول” ومشجعات المنتخب: هكذا أحرج المونديال نظام إيران

الاحتجاج النسائي ضد الحظر سلط الأضواء على الداخل الإيراني

كيو بوست – 

رغم الأداء الكبير الذي ظهر به المنتخب الإيراني قبل مغادرة المونديال من بوابة بطل أوروبا، إلا أن الوضع يختلف عندما يتعلق الأمر بصورة عشاق هذا المنتخب من الإيرانيين الذين جاؤوا إلى روسيا، والتي عادة ما تحرج الدولة والنظام الإيراني أمام العالم.

ففي حين تفرض الدولة أحكامًا دينية صارمة، وتسيّر الحياة الاجتماعية بقبضة الحكم الديني للدولة، حاول مشجعو المنتخب الإيراني التحرر في روسيا، وإظهار عيوب التحكم السلطوي للدولة.

اقرأ أيضًا: بالفيديو: أحدث فضائح شرطة الأخلاق الدينية في إيران

 

احتجاج نسائي

أولى الصور التي أظهرتها الجماهير الإيرانية، تمثلت باحتجاج نسائي في أكبر حدث رياضي، عندما رفعت نساء إيرانيات لافتات تحتج على استمرار نظام بلادهن بمنع المرأة من دخول الملاعب.

ومنذ عام 1980، تحظر الدولة الإيرانية دخول النساء إلى الملاعب للتشجيع؛ إذ يفتي رجال دين شيعة محافظون بعدم جواز أن تشاهد النساء المشجعين الذكور، أو سماع شعاراتهم المبتذلة أو الاختلاط معهم.

ورفع المشجعون الإيرانيون الملصقات ضد الحظر خلال مباراة منتخب بلادهم مع المغرب في العاصمة الثقافية لروسيا.

فيما أقامت فرقة الريغي الإيرانية Abjeezreleased أغنية، دعمًا للنساء في ملاعب كرة القدم. وتضمنت كلمات الأغنية: “المقعد الفارغ بجانبك هو مكاني / أن يكون لي بجانبك هذا حقي!”.

وأعادت السلطات مؤخرًا اعتقال أبرز محامية لحقوق الإنسان في البلاد، نسرين سوتوده، التي دافعت عن النساء المحتجات على حكم الحجاب الإلزامي في إيران.

كما اعتقلت السلطات الإيرانية 35 امرأةً عندما زار جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، طهران في آذار/مارس، بسبب محاولتهن الدخول إلى ملعب أزادي، أكبر مجمع رياضي في العاصمة الإيرانية.

 

فرصة سانحة 

الطمس الذي تواجهه المرأة داخل إيران، يدفعها لاقتناص أية فرصة خارجها للتعبير عما قد تمنع منه في بلادها. على سبيل المثال، قضية الفرض الإلزامي للحجاب التي تُمارس الدولة أساليب قمعية في تطبيقه، من خلال الشرطة النسائية. لعل أبرز الأمثلة التي تسربت مؤخرًا، قيام إيرانيات خلال الاحتجاجات الشعبية بنزع الحجاب، وكان رد الشرطة بالاعتداء عليهن بقوة.

وقد مثلت مشاركة المنتخب الإيراني في مباريات كأس العالم في روسيا، فرصة جيدة للنساء الإيرانيات لممارسة الحريات التي لا يستمتعن بها بتاتًا في بلادهن. ولا يقتصر الأمر هنا على مسألة نزع الحجاب، فقد ظهرت مشجعات إيرانيات بلباس عصري بجوار الرجال. وعلقت صحيفة ديلي ميل البريطانية بالقول إن المشجعات الإيرانيات ظهرن بشكل متحضر.

هذه الخطوات التي أقدمت عليها النساء الإيرانيات في روسيا، أغضبت الأوساط السياسية في العاصمة الإيرانية طهران، وتسببت بإحراجها، لكن مثل هذه الصور تلقى دعمًا من الأوساط المدنية التي تصارع للتخلص من القبضة الدينية.

“نحن فخورون جدًا بالفتيات اللواتي يرغبن اليوم في خوض المخاطر علنًا، لكن يجب ألا يواجهن أية عواقب على مثل هذا التصرف الطبيعي، لا ينبغي أن يكون استمتاع المرأة بالرياضة جريمة”، كتبت الصحافية الإيرانية إيغانيه رزيان في واشنطن بوست.

 

حادثة بويول والتلفزيون الإيراني

سلطوية وأصولية النظام الإيراني لم تقتصر على النساء في الشأن الرياضي، إذ لم يسمح التلفزيون الإيراني بظهور نجم دفاع برشلونة الإسباني السابق كارلوس بويول على شاشة التلفزيون الإيراني في إطار تغطية مونديال روسيا.

لم يتخيل نجم البارسا أن شعره الطويل قد يحول دون ظهوره على الشاشة الإيرانية؛ إذ تفاجئ بعد وصوله إلى مقر القناة، بمنعه من الدخول، وهو ما وضع مقدم البرنامج عادل فردوسيبور في موقف محرج للغاية، بعد ظهوره على الهواء دون الضيف. وأرجعت تقارير متطابقة سبب المنع إلى شعر بويول الطويل.

“أحيطكم علمًا بأن كارلوس بويول كان من المفترض أن يحضر معنا على الهواء الليلة، لكنه موجود الآن في فندقه. وقد فعلت كل ما في وسعي ليكون معنا، لكنني لم أتمكن من تحقيق ذلك. أعتذر عما حدث”، قال المقدم الإيراني.

فيما عم الغضب أوساطًا عدة في البلاد، وعلقت ناشطة على مواقع التواصل ساخرة بنشر صورة لفتاة، مرفقة بعبارة: “هكذا يرى التلفزيون الإيراني بويول”.

وقالت الصحفية الإيرانية سابا أزرابايك على حسابها على موقع تويتر: “لقد كنتِ سببًا في فضيحتنا دوليًا”، في إشارة إلى القناة الثالثة الإيرانية.

السلطة الدينية والسياسية في إيران، ورغم ما تفرضه من تعتيم على الوضع الاجتماعي داخل البلاد، إضافة إلى القيود الدينية الصارمة، إلا أنها تبدو غير قادرة على منع الصورة الحقيقية من الوصول للعالم في الخارج. 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة