الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
شعار كأس العالم بقطر 2022 يثير سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي

كيوبوست
أثار الشعار الذي أعلنته اللجنة المنظمة لكأس العالم بقطر 2022 استهجانًا وسخرية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وجدوا أن الشعار جاء مناسبًا تمامًا لطبيعة قطر كدولة أرادت أن تُقيم كأس العالم على جثث آلاف العمال المقهورين من بلاد غير بلادها؛ فصممت شعارًا أقرب ما يكون إلى الأفعى أو المشنقة، ويبتعد كل البعد عن شعارات كأس العالم التي يثير الإعلان عنها كل أربع سنوات حالة من البهجة والانتظار في الأوساط الكروية العالمية.
وصمم بعض رواد السوشيال ميديا صورةً انتشرت بينهم مؤخرًا وبشكل سريع؛ حيث استخدموا نفس شعار المونديال القطري، ولكن بعد أن كتبوا عبارة “Victims World Cup Qatar 2022″؛ لتكون أكثر دلالة وتعبيرًا عن كأس العالم التي من المنتظر أن تُقام بعد ثلاثة أعوام من الآن.
اقرأ أيضًا: ملاعب كأس العالم في قطر تُشيد فوق جماجم البشر
وحسب اللجنة المشرفة على استعدادات قطر للمونديال، فإن شعار البطولة استوحي من الشال الصوفي التقليدي الذي يرتديه الناس حول العالم، وفي المنطقة العربية والخليج على وجه التحديد، بأشكال وتصميمات متعددة خلال فصل الشتاء، غير أن الانتقادات طالت هذا التبرير أيضًا؛ حيث إن كأس العالم تعد حدثًا عالميًّا يجب أن يتضمن شعارها ما يشير إلى العالمية، وليس الخيال الضيق للمصمم الذي نفذ التصميم.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أوائل الشهر الماضي، مقاطع مصورة قالوا إنها لمظاهرات عمال في قطر؛ احتجاجًا على أوضاعهم.
وظهرت في الفيديو حشود كبيرة من العمال وهم يقطعون أحد الطرق؛ حيث قاموا بالإضراب عن العمل نتيجة الظروف القاسية التي يعيشونها والرواتب الضعيفة في قطر. وبدا من هذه المقاطع المصورة أن المظاهرات جرت وقت الظهيرة، بينما كان العمال المحتجون يرتدون سترات العمل.
وبعيدًا عن مئات المليارات التي تنفقها قطر لإقامة بطولتها، فإن الكلفة الإنسانية هي الأكبر في تاريخ البطولات الرياضية مجتمعة وليست بطولات كأس العالم فقط؛ إذ أعلنت صحيفة “الواشنطن بوست” أن كأس العالم 2022 لن تبدأ قبل وفاة سبعة آلاف شخص أو أكثر؛ إذ استندت إلى أن عام 2015 شهد وفاة ألف شخص تقريبًا، ما يعني أن السنوات السبع السابقة على إقامة المونديال القطري ستشهد كلفة إنسانية غير مسبوقة، وهي الأرقام التي اتفقت معها.
وأظهرت دراسة حديثة عدد العمال الذين قضوا نحبهم في الأعمال التحضيرية للبطولات العالمية؛ مثل الألعاب الأوليمبية في بكين 2008، وفانكوفر 2010، ولندن 2012، وسوتشي 2014، وبطولات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، والبرازيل 2014.
اقرأ أيضًا: قناة “VDR” الألمانية تفجِّر فضيحة جديدة حول معسكرات عمال كأس العالم في قطر
تصدَّر أوليمبياد سوتشي الشتوية 2014 البطولات الأكثر فداحةً من حيث الخسائر الإنسانية؛ إذ توفي بسببها 60 عاملًا فقط، وهو الرقم الأعلى خلال التحضير للبطولات العالمية الكبرى، لتحطم قطر بذلك الرقم القياسي بموت آلاف العمال بها.
ويعد العمال من الهند ونيبال هم الأكثر تمثيلًا بين عمال كأس العالم بقطر، حسب تقرير نشرته “بي بي سي”، بنسبة 60% من العمال الأجانب، وهناك نحو 1239 حالة وفاة من عمال هنود ومن نيبال فقط خلال ثلاث سنوات؛ مما يعني أن هناك آلاف الحالات الأخرى التي توفيت، وأن هناك آلافًا غيرها ينتظرها المصير ذاته من جنسيات أخرى أيضًا؛ مثل وفاة العامل البريطاني زاك كوكس، في ورشة بملعب خليفة في يناير 2018، بعد سقوطه من على ارتفاع 140 قدمًا.
وكشف تقرير أذاعته قناة “VDR” الألمانية، عن كذب الوعود القطرية بإصلاح أحوال العمال وظروفهم المعيشية؛ حيث تعددت الشكاوى من تأخُّر دفع الرواتب لثمانية أشهر متتالية، فضلًا عن الإقامة في مساكن غير آدمية. كما أوضح التقرير أن السلطات النيبالية كشفت عن أن 1426 عاملًا نيباليًّا لقوا حتفهم في قطر في الفترة بين عامَي 2009 و2019.