الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةملفات مميزة
شعار “الموت لخامنئي” لأول مرة: هل هي بداية الربيع في إيران؟
أزمات داخلية وخارجية تعيشها "المملكة الإيرانية"

خاص كيو بوست –
تتواصل لليوم الثاني، تظاهرات عارمة في المدن الإيرانية الكبرى احتجاجًا على تفاقم البطالة وارتفاع أسعار السلع. ويردد المتظاهرون شعارات منددة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، والحكم الديني بشكل عام.
وتتخطى الهتافات مطلب خفض الأسعار أو الفساد لتشمل رأس الحكم في طهران. ما ينبئ بتحرك أكبر في حال استمرت الاحتجاجات واتسعت رقعتها.
وتواجه الشرطة الإيرانية الاحتجاجات بالقمع والاعتقال في مسعى لاحتوائها. وقالت وكالة الأنباء شبه الرسمية “فارس” إن الشرطة فرقت التظاهرات في مدينة كرمان شاه ومدن أخرى، في الوقت الذي امتدت فيه إلى العاصمة، طهران.
اقرأ أيضًا: أزمة سياسية داخلية وشتائم متبادلة تعصف بالنظام الإيراني
“الحرية أو الموت”، “سيد علي عفوًا، حان وقت رحيلك”، “الشعب يلجأ للتسول والآقا (خامنئي) يعيش في نعيم”، “اترك سوريا وفكر في حالنا”، و”لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران”، كانت هذه من بين جملة شعارات رفعها ورددها المتظاهرون.
وبنظرة أولية يفهم أيضًا أن الاحتجاج يطال السياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة العربية والمحيط الإقليمي.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع أزمة كبيرة مندلعة داخل القيادة الإيرانية، تتمحور حول خلافات شديدة، وتهم متبادلة، بين الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس الجهاز القضائي آية الله علي لاريجاني.
واندلع الخلاف الذي تخلله شتائم واتهامات عبر وسائل الإعلام، بعد أن وجه نجاد تهم فساد إلى لاريجاني ليرد الأخير باتهام نجاد بالجنون. وكان لاريجاني قد اتهم نجاد بأنه يحاول خلق الفتنة والاضطراب داخل البلاد، والتحريض ضد الجهاز القضائي وضد الدولة.
وسبق ذلك، نشر نجاد لوثائق قال إنها تظهر قيام الجهاز القضائي بمصادرة أراضٍ وعقارات، بحجة المصلحة العامة، لصالح عائلة لاريجاني، ولمصلحته الشخصية فقط.
أخطر احتجاجات منذ 2009
ويقول متابعون للمظاهرات إن التظاهرات الجارية حاليًا تمثل أخطر احتجاجات شعبية في إيران منذ التظاهرات الحاشدة عام 2009 التي أعقبت شبهات التلاعب في الانتخابات الرئاسية.
اقرأ أيضًا: هل تهب رياح التغيير على النظام الإيراني قريبًا؟
وركزت غالب الشعارات المرفوعة في التظاهرات على رأس السلطة الحقيقي وهو المرشد علي خامنئي، مع مطالبته بالتنحي عن السلطة.
“الموت لخامنئي” ردد المتظاهرون لأول مرة في إيران، وفي مدن أخرى هتف المتظاهرون بشعارات منها: “سيد علي عفوًا، حان وقت رحيلك”.
أسباب عميقة
عدا عن أسعار البيض التي ارتفعت بشكل جنوني إثر إقدام الحكومة على إعدام ملايين الدجاج لإصابتها بانفلونزا الطيور، فإن مسببات أخرى أكثر عمقًا تقف خلف حركة الاحتجاج التي تتصاعد مهددة أركان الحكم بطهران.
“هناك أزمة كبيرة سببتها المؤسسات المالية غير القانونية”، قال النائب الإيراني حميد غارمابي، من مدينة نيسابور لوكالة فارس.
ويرافق تلك الأسباب، شبهات فساد في الجهاز الحكومي، ومخاوف تكبد خزينة الدولة لخسائر باهظة جراء التورط في حروب وصراعات الشرق الأوسط.
“أجندة غربية”
وفي أول ردوده على الاحتجاجات العارمة، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا، اتهم فيه المتظاهرون بتنفيذ “أجندة غربية ضد النظام”، و”بريطانيا وأميركا” بالوقوف وراء الاحتجاجات.
ووصف الحرس الثوري الاحتجاجات بـ”الفتنة الجديدة”، مطالبًا بمواجهة المتظاهرين والخروج بمظاهرة موالية للنظام.
وقال رئيس المحكمة الثورية، حسين حيدري، لوكالة فارس للأخبار، إن 52 محتجًا اعتقلوا لترديدهم شعارات وصفها بـ”قاسية”.
وأضاف: “نعتبر الاحتجاج من حقوق الناس، ولكن إذا أراد البعض التعسف في استغلال هذا الحق، فلن نتوانى في التصدي لهم”.
هل هي رياح التغيير؟
حول إمكانية هبوب رياح التغيير على النظام الإيراني في المستقبل القريب؛ عقد نادي الصحافة الوطني الأمريكي جلسة مؤخرًا، بمشاركة عدد من أبرز الساسة والخبراء والمختصين في شؤون الشرق الأوسط،
وجاء فيها أن الوقت الراهن يمثل فترة مفصلية حاسمة، قد تقود إلى ربيع فارسي، لكنها أيضًا تنطوي على الكثير من المخاطر، خصوصًا بعد وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
الورشة التي سبقت الاحتجاجات الحالية بأيام، تحدثت صراحة عن احتمالية كبيرة لاندلاع غضب قد يفضي إلى تغيير في طهران.
واستند المتحدثون إلى أزمة تشهدها إيران داخليًا بسبب سياساتها الخارجية وغرقها في توتير بؤر صراع عدة في المنطقة المحيطة، خصوصًا سوريا والعراق.
برأيك، هل تستمر الاحتجاجات وتنجح في إسقاط الحكم، أم سيكون مصيرها القمع والركود؟