الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
شخصيات كردية وغربية تدعو من باريس لردع المتطرف أردوغان
خالد عيسى ممثل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية دعا في حديثه لـ"كيوبوست" إلى ضرورة التنسيق مع الدول الأوروبية لمنع تدفق الجهاديين الذين أطلق سراحهم أردوغان من المخيمات الى أوروبا، مما سيخلق تهديداً حقيقياً على هذه الدول.

كيوبوست – خاص
في مسيرة حاشدة شهدتها باريس، جاب المئات من الأكراد شوارع العاصمة الفرنسية، منددين بما وصفوه اعتداء سافراً يشنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، على مناطقهم في شمال شرق سورية.
رجال ونساء وحتى أطفال، حملوا الأعلام الكردية والصور التي تعكس بشاعة المجازر التي تقترفها قوات أردوغان وسط صمت دولي مطبق، منهم من جاء من تركيا ومنهم من جاء من إيران والعراق، والكل متفق على مرارة هذا الفصل الجديد في مسيرة شعب قسمه الاستعمار، وحرمته المصالح من تشكيل دول مستقلة.

ضحايا ونازحون
مالذي يدفع طفلا مثل “رامي” لم يتجاوز العاشرة من عمره للخروج في مسيرة مماثلة، قصة حرصت كيوبوست على معرفتها، يقول رامي:”انا أكره الحرب، لقد وصلت إلى فرنسا مع عائلتي هرباً من تنظيم الدولة الإسلامية، لكن جدي وجدتي ما زالا هناك، أخشى ما أخشاه أن يُقتلا على يد داعش أو على يد الاتراك “.
اقرأ أيضًا: انشقاقات رسمية في تركيا وغضب شعبي ينذران بانتهاء عهد أردوغان
والدة رامي وشقيقه الرضيع يقفان على مقربة منه، هي سيدة كردية تحدثت لـ”كيوبوست” عن فظائع شهدتها في سورية على يد تنظيم الدولة الإسلامية، عائلات كاملة قام التنظيم بتصفيتها، وعُثِر على جثثهم مقطعة، وتضيف: ” ما تفعله تركيا اليوم هو تحرير هؤلاء الإرهابيين والسماح لهم بالعودة إلى تهديد حياة الأكراد مرة أخرى”.
ويؤيدها في هذا الكلام “أحمد” الكردي الذي يعيش في ديار بكر التركية، وهو لا يأبه بما قد يحصل له في تركيا من بطش في حال تسرب اسمه الى المخابرات التركية كأحد المشاركين في هذه التظاهرة: ” كل ما نريده اليوم هو أن تخرج تركيا من سورية، وتترك الأكراد وشأنهم، نحن هنا ليسمعنا المجتمع الدولي كقومية كردية بغض النظر عن البلدان التي جئنا منها، لكن مع الأسف أعتقد بأن الدول الغربية ستنظر الى مصالحها أولاً قبل الإقدام على أي خطوة لمساعدتنا “.

مخاوف حقيقة
الرئاسة الفرنسية أعلنت السبت 12 تشرين الأول أكتوبر، أن الرئيس إيمانويل ماكرون قد طلب في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب وقف الهجوم التركي في سورية ” في أسرع وقت”، مؤكداً على ضرورة منع عودة ظهور داعش في المنطقة قبل كل شيء، ” ودعم الذين قاتلوا على الأرض إلى جانبنا ضد الإرهابيين وحماية السكان المدنيين” كما قال.
تصريحات أكدها د.خالد عيسى ممثل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، عيسى الذي التقى الرئيس الفرنسي بصحبة ممثلين عن الاكراد السوريين، أشار إلى الاهتمام الدولي بما يحصل في سورية، وأن هناك توافقاً تاماً حول ضرورة فرض عقوبات على أنقرة، بالشكل الذي سيجبر اردوغان على التراجع عن تدخله العسكري.
اقرأ أيضًا: تراجع الديمقراطية والحريات والليرة.. سياسة أردوغان في أسبوع واحد

وشدد عيسى في حديثه لـ”كيوبوست” على ضرورة التنسيق مع الدول الأوروبية، ” لمنع تدفق الجهاديين الذين أطلق سراحهم أردوغان من المخيمات الى أوروبا، مما سيخلق تهديداً حقيقياً على هذه الدول “، وبالفعل فمنذ بدء التدخل التركي في شمال سورية، لوحظ أن القوات التركية قد استهدفت بشكل خاص البلدات والمدن، التي كان تنظيم “داعش” يسيطر عليها، وهو ما يعني ” ان أنقرة قد تقدم على إحياء الخلايا النائمة لهذا التنظيم وتسليمها تلك المناطق مرة أخرى ” كما يقول أحد ممثلي الأكراد في باريس .

عقوبات دولية
إميلي دو مونشالان وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون الاتحاد الأوروبي أكدت على تصدر ملف العقوبات التي ستتخذ بحق تركيا، أولويات قمة الاتحاد مطلع الأسبوع المقبل، وهو الأمر الذي شدد عليه الفيلسوف الفرنسي المعروف برنارد هنري ليفي الذي تواجد بقوة في مظاهرة الأكراد بباريس وتحدث قائلا: ” سأبدأ مع أصدقائي الأكراد بدعم حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والعمل أولاً على وقف ابتزاز تركيا، وثانياً على إيقاف ما يفعله هذا الإسلامي المتطرف رجب طيب اردوغان، وثالثاً ضرورة العمل على مقترح لتسليح قوات سورية الديموقراطية في وجه ما تتعرض له المناطق الكردية في سورية”.

ومن المعروف أن ليفي هو من أكثر الأصوات المدافعة عن حق الأكراد في تأسيس كيانهم المستقل في الشرق الأوسط، وأحد اكبر الداعمين للقضية الكردية في فرنسا، وكان الفيلسوف الفرنسي قد أجبر العام الماضي على الغاء حفل توقيع كتابه “الامبراطورية والملوك الخمسة”، في مدينة بوردو جنوب غرب فرنسا ، لدواع أمنية حيث تعرضت المكتبة للتهديد من قبل مجهولين مناوئين لهذا الكتاب الداعم للقضية الكردي.
وكانت لوحات إعلانية لمجلة “لوبوان” تصف على غلافها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “بالديكتاتور”، أثارت العام الماضي غضب ناشطين اتراكاً، وكتب ليفي حينها: “أؤمن بعمق بانه بالحزم، وبالحزم وحده يجب الرد على هؤلاء الذين هددوا يوماً بحرق كشك لبيع الصحف، لأنه عرض غلافاً لمجلة عن الديكتاتور التركي، وادعوا في يوم آخر بأنهم أسكتوا كاتباً حراً”.