الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
شبه الجزيرة العربية كانت ممراً للهجرات البشرية المبكرة من إفريقيا

كيوبوست- ترجمات
تشارلز تشوي
نشر موقع “لايف ساينس”، مؤخراً، مقالاً يضيء فيه على أكبر دراسة تتم على الجينوم العربي، كشفت عن أقدم المجموعات السكانية المعاصرة، وسلطت الضوء على كيفية انتشار الإنسان الحديث من إفريقيا إلى أنحاء العالم. قال المؤلف الرئيسي للدراسة يونس المقرب، لموقع “لايف ساينس”: “هذه هي أول دراسة واسعة النطاق على الشعوب العربية”.
وقد وجدت الدراسة أن الحمض النووي لشعوب الشرق الأوسط له مساهمة وراثية كبيرة عند شعوب أوروبا وجنوب آسيا وحتى أمريكا الجنوبية. ومن المرجح أن ذلك يرجع إلى انتشار الإسلام في العالم وتزاوج الأشخاص المنحدرين من أصول شرق أوسطية مع شعوب تلك المناطق. كما أشارت الدراسة إلى أن أسلاف سكان شبه الجزيرة العربية قد انفصلوا عن الأفارقة الأوائل منذ أكثر من تسعين ألف سنة مضت، وهي الفترة نفسها التي انفصل فيها أسلاف الأوروبيين والجنوب آسيويين عن الأفارقة؛ مما يوحي بأنهم هاجروا من إفريقيا إلى بقية أنحاء العالم عبر شبه الجزيرة العربية. وفي وقت لاحق، انفصل سكان شبه الجزيرة العربية عن أسلاف الأوروبيين منذ نحو 42 ألف سنة، ثم عن سكان جنوب آسيا بعد عشرة آلاف سنة تقريباً.
اقرأ أيضاً: علماء الآثار التوراتيون يعثرون على جبل سيناء
وبعد مقارنة الجينوم البشري الحديث مع الحمض النووي البشري القديم، اكتشف العلماء أن مجموعة فريدة من عرب شبه الجزيرة العربية ربما تكون هي الأقدم بين كل المجموعات العرقية المعاصرة في الشرق الأوسط. وقال الباحثون إن أفراد هذه المجموعة ربما يكونون أقرب الأقارب لأوائل المزارعين والصيادين وجامعي الثمار الذين عاشوا في الشرق الأوسط.

وجاء في المقال أن الجماعات العربية على ما يبدو قد خضعت للعديد من الانقسامات قبل ما يتراوح بين 12,000 و20,000 سنة، وقد تزامن ذلك مع تفاقم الجفاف في شبه الجزيرة العربية؛ حيث هاجرت بعض الجماعات إلى مناطق أكثر خصوبة لتشكل مجتمعات من المستوطنين، بينما بقيت جماعات أخرى في المناطق الجافة التي دفعتهم للتحول إلى نمط الحياة البدوية.
اقرأ أيضاً: أدلة جديدة على أن شبه الجزيرة العربية كانت خضراء ذات يوم
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الدراسة قد اكتشفت وجود معدلات مرتفعة من زواج الأقارب في بعض مجموعات شبه الجزيرة العربية القديمة، ومن المحتمل أن يكون هذا الأمر ناتجاً عن الطبيعة القبلية لهذه المجتمعات والحواجز التي كانت توضع أمام الزواج من خارج القبيلة. وهذا الأمر يمكن أن يسلط الضوء على بعض الطفرات النادرة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالأمراض. ولذلك ربما ستساعد هذه الدراسة في الكشف عن أسباب بعض الاضطرابات الوراثية وفي تشخيص وعلاج بعض الأمراض في المجتمعات التي شملتها الدراسة.
المصدر: لايف ساينس