الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية

شبهات حول تورط قطر في دعم انفصاليي أوكرانيا

 باحثة إيطالية: تقارب متزايد بين الجهاديين واليمين المتطرف

كيوبوست

   أعلنت الشرطة الإيطالية أنها ضبطت أسلحة ترجع إلى الجيش القطري مع أعضاء جماعات يمينية متطرفة في حملة مداهمة أمنية شمال البلاد، وكان من بينها صاروخ جو- جو في حالة تشغيل جيدة ويتبع سلاح الجو القطري الذي حصل عليه من فرنسا، وهو من طراز “ماترا”؛ حيث عُثر عليه مع مجموعة من الأسلحة المتطورة، منها قاذفات صواريخ وبنادق هجوم آلية كانت داخل مخزن.

وفي الوقت الذي أعلن فيه مفوض شرطة تورينو، جيوسيبي دي ماتييس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس، أن لديهم بعض الأفكار بشأن ما يمكن استخدام المعدات المضبوطة فيه، لكنهم لن يتكهنوا بها في الوقت الحالي، قالت مسؤول مكافحة الإرهاب أوجينيو سبينا، إنهم لا يمتلكون ما يدفعهم للشك في تدبير مؤامرة لاستخدام الأسلحة.

الباحثة الإيطالية سارة بروسكيفيج

وتعليقاً على الحادثة قالت رئيسة تحرير موقع عين أوروبية على التطرف، الباحثة الإيطالية سارة بروسكيفيج  إن ترسانة الأسلحة التي عثرت عليها الشرطة الإيطالية تضم صاروخاً فرنسي الصنع بيع لقطر، وبعضاً من مخلفات  القوات النازية.

 وقالت بروسكيفيج في تعليق لموقع كيوبوست  يبدو أن عملية الشراء قام بها ثلاثة نشطاء – من الحزب اليميني المتطرف “فوروزا نوفا”  وهو حزب فاشي حديث الولادة- عبر وسيط ثالث، وقد تمت عملية التواصل بينهم من خلال الواتس آب ما سهل على الشرطة الإيطالية مراقبتهم والقبض عليهم. وأضافت الباحثة الإيطالية أنه في الوقت الحالي فإن إيطاليا تشهد مثلها مثل العديد من الدول الغربية الأخرى، تصاعداً واضحاً في التطرف اليميني والجهادي، وأصبح صوت جماعات اليمين المتطرف أكثر انتشاراً معتمدا على ما يروجه من دعاوى مناهضة للهجرة والمهاجرين.

 وأكدت الباحثة أن كشف هذه الذخيرة يشير إلى أن اليمين المتطرف بات يستلهم أفكار الجهاد الإسلامي والتيارات الجهادية الأكثر عنفا التي تفتقر إلى الارتكان على خلفية أيديولوجية وعقائدية صلبة، وتعطي الأولوية للفعل والقيام بعمليات بدلا من إنتاج الأفكار. مؤكدة أن هذا التطور يتماشى جنباً إلى جنب مع التقارب المتزايد بشكل عام بين الجماعات الجهادية والجماعات اليمينية المتطرفة،  وذلك حسب قولها سيمثل على الأرجح أحد التهديدات الرئيسية لجهود مكافحة الإرهاب في المستقبل.

ويرجح أن تكون الأسلحة القطرية التي تم ضبطها قد تم تزويد الانفصاليين المدعومين من روسيا بها ضمن التوتر في شرق أوكرانيا الذي اندلع في أبريل 2014 وأسفر حتى الآن عن مقتل نحو 10 آلاف شخص، في وقت يسود فيه الهدوء المنطقة منذ عام تقريبًا؛ الأمر الذي يعني ضلوعًا قطريًّا في دعم الحركات الانفصالية بأوكرانيا وإمدادها بالسلاح قبل أن يتم تهريبه إلى إيطاليا، ويقع في أيدي النازيين الجدد.

وخلال عام 2014 سعى انفصاليون موالون لروسيا للسيطرة على عدد من المدن شرقي أوكرانيا، في واحدة من أكثر المواجهات التي خاضتها الشرطة الأوكرانية من أجل الحفاظ على استقرار وحدة البلاد، بينما يعتبر وجود السلاح القطري مع الحركات الانفصالية بمثابة مخالفة دولية صريحة لشهادة المستخدم الأخير -التزام قانوني دولي يلزم طرفَي صفقة السلاح بعدم تحويله إلى طرف آخر- الأمر الذي يعطي الحق لفرنسا في وقف تصدير السلاح إلى الدوحة، كما يعتبر دليل إدانة جديدًا على دعم الدوحة لحركات التمرد التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار ليس عربيًّا فقط ولكن عالميًّا أيضًا.

جانب من الأسلحة المضبوطة- المصدر الشرطة الإيطالية

وحسب البيان الرسمي للشرطة الإيطالية، فإن قسم مكافحة الإرهاب في تورينو المعروف باسم “ديغوس”، أنهى عملية حيازة أسلحة الحرب بعد تحقيقات بدأت قبل عام تقريبًا بتنسيق مع الإدارة المركزية للشرطة؛ حيث جرت مراقبة بعض الأشخاص المرتبطين باليمين المتطرف، والذين شاركوا بالاقتتال في أوكرانيا ضد الانفصاليين.

وقالت الشرطة إن الموقوفين الثلاثة أحدهم سويسري والاثنان الآخران إيطاليان بينهما موظف سابق بالجمارك الإيطالية، حسب بعض وسائل الإعلام الإيطالية التي تترقب الإعلان عن مزيد من النتائج خلال الأيام المقبلة.

ورغم تأكيد الشرطة الإيطالية أن بعض الأسلحة المضبوطة تابعة للجيش القطري؛ فإن الدوحة لم تصدر بيانًا رسميًّا للرد على هذه الدلائل التي لا تقبل التشكيك، خصوصًا مع وجود أرقام للأسلحة مكَّنت الشرطة الإيطالية من معرفة مصدر تصنيعها والجهة المستوردة لها.

وقبل أقل من شهرَين شهد البرلمان الإيطالي استنكارًا للدور القطري في دعم وتمويل مساجد ومؤسسات دينية في إيطاليا تقوم بنشر الفكر المتطرف؛ وهو ما يرجح إمكانية مناقشة الأمر في البرلمان خلال الفترة المقبلة، لا سيما إذا ثبُت أن الجيش القطري كان على علم بأن أسلحته دخلت إلى الأراضي الإيطالية بحوزة النازيين الجدد، ولم يقُم بالتواصل مع السلطات بروما.

وخلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الدوحة في ديسمبر 2017، أعلنت قطر صفقة أسلحة فرنسية ضمن مشروعات مشتركة مع شركات فرنسية؛ في مقدمتها الحصول على 12 طائرة رافال حربية و500 عربة عسكرية، بالإضافة إلى إبداء رغبة في شراء 490 عربة عسكرية من طراز “vpsi” التي تقوم بتصنيعها شركة “نكستر” الفرنسية الحكومية، وتصل قيمة العربات وحدها إلى نحو 1.5 مليار دولار، في وقت تصدرت فيه قطر قائمة الدول الأكثر شراءً للسلاح من فرنسا العام الماضي بـ2.4 مليار دولار، حسب مجلة “لوبز” الفرنسية، في تقرير ترجمه موقع “العربية نت”.

وحسب موقع “تكنولوجيا الجيوش” المتخصص في الشأن العسكري، فإن قطر زادت من واردات الأسلحة بأكثر من 22% على أساس سنوي في 2018، مع تخطيط للحصول على فرقاطات من إيطاليا، وصفقة طائرات جديدة من فرنسا والولايات المتحدة.

ويرى خبراء عسكريون أن كميات الأسلحة التي تتعاقد عليها الدوحة سنويًّا أكبر بكثير من احتياجاتها الفعلية؛ خصوصًا أن مساحتها 11.5 ألف كم فقط!

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة