الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

سيناريوهات ما بعد مقتل البغدادي

كيوبوست

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، مقتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في إدلب السورية، على أيدي القوات الخاصة الأمريكية، واصفًا إياه بـ”الكلب”، وموضحًا أن العملية تمت بحرفية عالية بعد تعاون استخباراتي مع أجهزة دول أخرى، موجهًا الشكر إلى روسيا وسوريا والأكراد؛ بسبب التعاون لتنفيذ هذه العملية المهمة والخطيرة.

وأكد ترامب أن عددًا كبيرًا من مسلحي “داعش” قُتلوا في العملية، في حين لم تخسر القوات الأمريكية جنديًّا واحدًا، مشددًا على أن العالم الآن بات أكثر أمانًا بعد التخلص من الإرهابي الأخطر، حسب وصفه.

سيناريوهات ما بعد البغدادي

د. جاسم محمد

بدوره، قال الدكتور جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات الإرهاب: “إن مقتل أبي بكر البغدادي لا يعني نهاية (داعش)؛ حيث سيتأثر التنظيم قطعًا بهذا الحادث، لكنه تنظيم غير مركزي؛ ودليل ذلك ما مرّ به تنظيم القاعدة الذي استمر رغم مقتل قياداته ومؤسسيه”. وتابع جاسم حديثه إلى “كيوبوست”، قائلًا: “سيخسر التنظيم كثيرًا من الكاريزما بعد البغدادي، وسيخسر أيضًا مصادر للتمويل والتجنيد؛ لكنها ليست النهاية، ومن المتوقع أن يقوم التنظيم بردة فعل أتوقع أن تكون ضعيفة؛ خصوصًا أنه فقد عنصر المبادرة في الغرب وفي أوروبا، ولذلك ربما تأتي ردة الفعل في إفريقيا أو ربما في أفغانستان”.

اقرأ أيضًا: مقتل أبي بكر البغدادي في إدلب

د. رائد العزاوي

وأكد الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أن المعلومات التي أوردتها الاستخبارات العراقية تؤكد أن البغدادي دخل إدلب مساء أمس، وأن التخطيط لعملية قتله لم يكن معدًّا له سلفًا، بل تم بشكل مفاجئ وسريع للغاية، موضحًا لـ”كيوبوست” أن وجود البغدادي في إدلب التي يسيطر عليها أبو محمد الجولاني، قائد “أحرار الشام”، سينتج عنه انشقاقات كبيرة؛ سواء أكانت داخل جبهة النصرة أم داخل تنظيم داعش.

 

خليفة البغدادي

وأضاف العزاوي: “سنشهد معارك طاحنة على الأرض في سوريا بين الجماعتَين؛ وهو ما يجعلنا لا نثق في ظهور خليفة متفق عليه يتولَّى مكان البغدادي، ولا يعني هذا نهاية (داعش)، بل هو مرحلة أخرى جديدة”.

اللواء/ عماد علو

وذكر اللواء عماد علو، مستشار المركز الأوروبي لدراسات الإرهاب، أن مقتل البغدادي يُعد بداية صراع داخل تنظيم داعش بين الجناح العراقي والجناح الذي يتكون من المقاتلين من جنسيات أخرى غير عراقية، والعملية القادمة ستكون اختيار خليفة البغدادي الذي عُيِّن في ما مضى المدعو عبد الله قرداش؛ ليخلفه.

وأضاف علو، خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “أتوقع أن تحدث صراعات تؤدي إلى تشظي التنظيم أو انقسامه أو ظهور تنظيمات بمسميات جديدة؛ لأن البغدادي لم يصبح خليفة لـ(داعش) إلا بعد مبايعة عدة تنظيمات إرهابية أخرى له في ليبيا والجزائر والمغرب ونيجريا وسيناء والعراق وسوريا، وبالتالي سيكون التساؤل هو: هل ستبايع هذه التنظيمات عبد الله قرداش خليفةً لها أم لا؟”.

وطرح علو تساؤلًا يجد أنه في غاية الخطورة؛ هو: ماذا كان يفعل أبو بكر البغدادي في إدلب القريبة من الحدود التركية التي تسيطر عليها جبهة النصرة التي تعد خصمًا لتنظيم داعش؟ هل كان يحاول إعادة لحمة التنظيم والاندماج من جديد أم كان يحاول الهروب عبر تركيا في اتجاهات خارج منطقة الشرق الأوسط ثم تم تضييق الخناق عليه؟

اقرأ أيضًا: البغدادي يشغل وسائل الإعلام العالمية بمقتله مجددًا

تمدُّد “داعش” في إفريقيا

جمال رائف

وحسب الباحث السياسي جمال رائف، فإن التحركات الأخيرة لتنظيم داعش قبل مقتل البغدادي، كانت تشير إلى أن التنظيم ينشط في إفريقيا؛ وذلك بسبب انحسار التنظيم في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإنه يبحث عن التمدُّد جغرافيًّا في بيئات أخرى أكثر خصوبةً بالنسبة إليه. وأضاف رائف، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن “التنظيمات الإرهابية لا تموت، والوضع الحالي لـ(داعش) يشير إلى أن انشقاقات ستحدث، وأن التنظيم سيصيبه الضعف والتشرذم؛ لكنه سينتج عنه تنظيمات أخرى ستقوم بتنفيذ عمليات أكثر دموية وشراسة في مناطق أخرى من العالم”.

رد فعل “داعش”

وأوضح الباحث السياسي أن التنظيم قد يستخدم أسلوب الذئاب المنفردة في تنفيذ عمليات نوعية ردًّا على مقتل البغدادي؛ لكنها لن تكون في الداخل الأمريكي. كما أن رد الفعل القوي يحتاج إلى تواصل بين أفراد التنظيم؛ وهو ما يعتبر بعيدًا خلال الوقت الراهن الذي تزداد فيه التوقعات باندلاع خلافات وانشقاقات في التنظيم.

الدكتور سامي مبيض

وقال الكاتب والمؤرخ الدكتور سامي مبيض: “إن (داعش) سيرد على مقتل البغدادي بعمليات ليست بالضرورة في سوريا والعراق؛ بل ربما تأتي ردة الفعل في دولة أوروبية، والأمر هنا لا يخص (داعش) وحده؛ بل ستقوم التنظيمات الأخرى الموالية له والمتحالفة معه بالتفكير في ردود أفعال للثأر لمقتل البغدادي”.

وأوضح مبيض لـ”كيوبوست” أن مقتل البغدادي لن يُعرقل التنظيم كثيرًا؛ خصوصًا أن المرحلة الحالية كانت تستوجب زعيمًا ميدانيًّا بصفات غير البغدادي، الذي سيبقى رمزًا كبيرًا لدى كل مَن انضم إلى “داعش”؛ لكن التنظيم سيتجاوزه بحثًا عن قيادة جديدة لمرحلة أخرى بعيدة تمامًا عن مرحلة البغدادي الذي مثَّل العصر الذهبي بالنسبة إليهم.

هل يستفيد ترامب؟

د. محمد مجاهد الزيات

وبدوره، أوضح الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن الرئيس دونالد ترامب سيحقق مكاسب كبيرة من وراء مقتل البغدادي، موضحًا لـ”كيوبوست”: “من ناحية، يواجه ترامب أزمات متزايدة داخليًّا ويحتاج إلى نوع من الإنجاز يمكن تسويقه لاستيعاب ذلك، ومن ناحية أخرى كان التخلص من البغدادي أحد وعوده الانتخابية، فضلًا عن إمكانية استمرارها في تبرير الانسحاب العسكري من سوريا”. وأكد الباحث جاسم محمد، أن هذه العملية تصب في صالح ترامب، الذي سيستخدمها كورقة رابحة للترشُّح لفترة انتخابية ثانية، تدعم سياسته ووعوده الانتخابية، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية عليها تقديم إثباتات أكثر قوةً بشأن مقتل البغدادي.

شاهد أيضًا: فيديوغراف.. مخاوف من استعادة قوة “داعش”

وتابع محمد حديثه إلى “كيوبوست”، قائلًا: “الحمض النووي وحده غير كافٍ، والأمر يحتاج إلى إظهار شواهد وأدلة مثلما حدث في مقتل أسامة بن لادن”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة