الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
سياسي عراقي فاسد يكشف نفاق الإخوان المسلمين حيال القدس
خميس الخنجر يخوض الانتخابات المقبلة رغم تصنيفه على لائحة العقوبات الأمريكية بتهم دعم وتمويل الإرهاب

كيوبوست
أثار خميس فرحان الخنجر؛ السياسي العراقي الذي يتزعم تحالفاً انتخابياً جديداً اسمه “العزم”، والمقرب من طهران وتنظيم الإخوان المسلمين، غضبَ الشارع السُّني، بعد قيامه بتنظيم وقفاتٍ احتجاجية ومسيرات مستمرة، يطالب من خلالها بتحرير القدس من أيدي الإسرائيليين، بينما لا تزال مناطق عديدة في العراق تحت هيمنة وسلطة واحتلال الميليشيات الولائية.
العرب السُّنة طالبوه أولاً بتحرير منطقة جرف الصخر الواقعة شمالي مدينة بابل العراقية من أيدي الفصائل المسلحة الشيعية، والتي تمنع منذ سنوات أهلها الأصليين من العودة إليها بحججٍ واهية، كما طالبوه بتحرير آلاف المخطوفين السُّنة الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الساعة، أو على الأقل السعي لمعرفة مصيرهم وهل لا يزالون على قيد الحياة أم تمت تصفيتهم، وذلك قبل الذهاب إلى فلسطين في دعاية انتخابية مبكرة عبر كسب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: الأحداث في غزة.. استثمار إخوان الأردن لتحقيق مكاسب شعبية
دعم الإرهاب
وأصدر القضاء العراقي مذكرة قبض قضائية في أكتوبر 2015 على الخنجر، المتهم من خصومه السياسيين، وشيوخ عشائر المحافظات المحررة، بدعم وتمويل الإرهاب والمساهمة في إدخال تنظيم داعش إلى المناطق السُّنية؛ فتم الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، بينما أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات بتهم تتعلق بالفساد، إضافة إلى ثلاثة قادة في ميليشيات عراقية متهمة بقتل المتظاهرين، وانتهاكات حقوق الإنسان.
وخلال سيطرة تنظيم داعش على أراضٍ واسعة، عمل الخنجر على تشكيل قوة مسلحة بلغ تعدادها 3 آلاف مقاتل؛ غالبيتهم شبان سُنة، جرى تدريبهم وتجهيزهم في تركيا بهدف إشراكهم في عمليات تحرير نينوى من قبضة مسلحي “داعش”.
ويقدِّم السياسي الملياردير خميس الخنجر، حسب تقارير، مبالغ كبيرة من المال إلى شخصياتٍ سياسية عراقية شيعية وقادة في الميليشيات المرتبطة بطهران تربطه علاقات وثيقة بهم، مقابل شراء الذمم أو الحصول على مناصب مهمة داخل الحكومة العراقية لأشخاص يتم ترشيحهم من قِبل الخنجر.

وعلق عضو المعارضة العراقية عن محافظة الأنبار مصطفى الدليمي، لـ”كيوبوست”، قائلاً: إن السياسي الخنجر لا يمثل توجهات وتطلعات وطموح المناطق السُّنية، وبالأخص الغربية من العراق؛ لأنه مدعوم بشكل مباشر من قِبل تنظيم الإخوان المسلمين وتركيا، ويضيف: هؤلاء أصبحت سياستهم معروفة في مناطقنا باعتبارهم إحدى الأدوات الأساسية التخريبية التي سهَّلت دخول تنظيم داعش إلى محافظاتنا وتدميرها، فضلاً عن تحالفهم مع حزب الدعوة المقرب من طهران.

وأضاف الدليمي أن تحالفات الخنجر أغلبها مع سياسيين مشبوهين، ولهم تاريخ ملطخ بدماء العراقيين؛ مثل سياسيين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين (جناح العراق)؛ حيث بدأ تحالفه الجديد، الذي يتنافس في الانتخابات النيابية المقبلة، بالاعتماد عليهم كمرشحين عن مناطق حزام بغداد الشمالي، وتابع: مشروعنا القادم هو إزاحة وضرب الأشخاص المرتبطين بالمشروع الإيراني الإخواني؛ لأنهم للأسف البوابة الوحيدة التي تدخل من خلالها الأحزاب الإسلامية إلى العراق.
اغتيال المشهداني
ومع دخول الموسم الانتخابي ذروته، اغتال مسلحون عضو تحالف “العزم” هشام المشهداني، بعدما أمطروه بوابلٍ من الرصاص، أمام منزله شمالي العاصمة بغداد؛ ما اعتبره رئيس تحالف “العزم” خميس الخنجر، في تغريدةٍ على حسابه عبر “تويتر”، رسالة خطيرة ضد المرشحين والناشطين.

لكنَّ مصدراً مقرباً من الناشط المدني المغدور، رفض الإفصاح عن اسمه لدواعٍ أمنية، نفى لـ”كيوبوست”، أن يكون المشهداني أحد أعضاء هذا التحالف، قائلاً إن الخنجر قتل هشام مرتَين؛ الأولى عندما نعاه في تغريدته، والثانية عندما نسبه إلى تحالف “العزم” الذي كان هشام مضطراً إلى التعامل معه في إطار الأعمال الإغاثية، والحصول على أموال ومساعدات إنسانية للمحتاجين.
اقرأ أيضًا: هل الحكومة العراقية جادة في محاكمة “عصابة الموت”؟

من جهته، علَّق مؤيد الجحيشي؛ خبير أمني، لـ”كيوبوست”، قائلاً: إن زعيم تحالف “العزم” حمل السلاح ضد الدولة والمؤسسات الأمنية، إضافة إلى كونه مُعاقباً من وزارة الخزانة الأمريكية، وقد يُمنع من خوض الانتخابات المقبلة؛ فهو لم يكمل الابتدائية، وتحالف مع شخصياتٍ متهمة بالفساد؛ مثل صالح المطلك، المتهم بسرقة أموال النازحين، وسليم الجبوري، المتهم أيضاً في ملفات فساد.
وختم الجحيشي متسائلاً: كيف لهذا التحالف أن يخوض الانتخابات في مناطق مدمرة، والأهالي لا يتمكنون من العودة إلى ديارهم؛ بسبب سطوة الميليشيات الإيرانية؟