الواجهة الرئيسيةترجمات

سياسيان فرنسيان يدعوان بلدهما إلى الانسحاب من كأس العالم قطر 2022

كيوبوست-ترجمات

 مقال نُشر في صحيفة “لوموند” بقلم جان فرانسوا ديبا عمدة بورغ إن بريس، وريجيس جوانيكو نائب برلماني عن إقليم اللوار.

نحن شعب يعشق الرياضة بجميع أنواعها، نحن نؤمن بالأهمية الاجتماعية للرياضة الشعبية، ونعترف أيضًا بالرياضات عالية المستوى، والمسابقات الدولية الكبرى.

 على الرغم من اختلاف اهتماماتنا الرياضية؛ فإننا نرى فرصًا فريدة تجمعنا، ولحظات مشتركة تتجاوز الاختلافات الاجتماعية بيننا؛ أبرزها على سبيل المثال كان في أثناء فوز المنتخب الفرنسي في كأس العالم لكرة القدم الأخيرة.

 لذلك نريد اليوم أن ندق ناقوس الخطر بشأن شروط تنظيم بعض الأحداث الرياضية الدولية الكبرى؛ لأن بعض الحقائق لم يعد محتملًا السكوت عنه هنا، وتنظيم قطر كأس العالم لكرة القدم 2022 بات يشكل جزءًا كبيرًا من تلك الحقائق.

جان فرانسوا ديبا عمدة بورغ إن بريس

 أولًا، بسبب الممارسات الفاسدة لهذا البلد؛ فعندما تم اختيار قطر، بشكل مفاجئ واحتفاء استثنائي، لتنظيم هذه المسابقة، تساءل الجميع عن سبب اتخاذ هذا الاختيار.. نتذكر حينها الخلافات والشكوك التي سبقت هذه الخطوة؛ مما أثار دهشة جميع الرياضيين عندما حصلت بالفعل.

 علينا أن نشير أيضًا إلى أنه في فرنسا، فتح مكتب المدعي العام المالي الوطني (PNF) في عام 2016 تحقيقًا أوليًّا يتعلق بـ”الفساد” و”التآمر” و”استغلال النفوذ” حول الظروف التي أحاطت بخطوة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لمنح حق تنظيم كأس العالم 2018 لكرة القدم إلى روسيا و2022 إلى قطر.

وريجيس جوانيكو نائب برلماني عن إقليم اللوار

 هناك تحقيقان آخران يجريهما (PNF) حول الظروف التي أحاطت بمنح حق تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى، في عام 2014، والتي عهد بها الاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى قطر أيضًا؛ وهي تجري حاليًّا في الدوحة.

 ثانياً، لأن ظروف بناء الملاعب الثمانية والفنادق والبنى التحتية الضرورية، لا تستحق كل هذه المعاناة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. تشير التقديرات إلى وفاة شخص واحد في اليوم على الأقل جراء استغلال تلك العمالة في أعمال البناء، وبحلول عام 2022 ستخلف الخسائر البشرية لتلك المشروعات أعدادًا أكبر من الضحايا. يعيش معظم العمال في ظروف غير إنسانية؛ يوم عملهم يمتد (من اثنتي عشرة إلى أربع عشرة ساعة، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة)، فضلًا عن عدم وجود أية حماية اجتماعية وحرمان معظمهم من الأجور.

اقرأ أيضًا: شعار كأس العالم بقطر 2022 يثير سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي

 لاحظت منظمة العفو الدولية أن المئات من العمال ينتظرون الحصول على رواتبهم لمدة شهور، إذا لم يتم طردهم ببساطة إذا طالبوا بتلك الأجور .

 مَن يستطيع أن يصدق أنه في ظل الحاجة الملحة إلى استكمال المشروعات سيتم تحسين ظروف عمل هؤلاء العمال، رغم أن الجميع يتفق على حقيقة أن قطر لا تفتقر إلى الموارد المالية؟!

اقرأ أيضًا: بعد الكشف عن شعار كأس العالم .. باحث سويسري يشكك في نوايا تحسين ظروف العمال في قطر

 أخيرًا، لا يمكننا أن نقبل أن يتم تنظيم الألعاب في الملاعب المكيفة، صحيح أنها مكشوفة ولكن مكيفة الهواء؛ لخفض درجة الحرارة إلى نحو 20- 25 درجة مئوية! إن مجرد الالتزام بنشر الألواح الكهروضوئية -التي لا تعمل جيدًا مع درجات الحرارة المرتفعة- لن يغير شيئًا من الظروف المناخية؛ الأمر لا يعدو كونه إهدارًا للطاقة.

 هذا المشهد الحزين الذي تابعناه على الشاشات خلال بطولة ألعاب القوى العالمية؛ منافسات تُجرى في ملاعب فارغة وفي ساعات متأخرة من الليل لا يمكن تصورها، وفي ظروف تُعَرِّض صحة الرياضيين إلى الخطر، يعطينا تحذيرًا واضحًا بشأن ماذا سنرى خلال ثلاث سنوات في بطولة كأس العالم؟

كيف يمكن للمرء أن يخاطر بالسلامة البدنية للرياضيين لأسباب مالية وتجارية في البطولات الكبرى؟ هل سيطر الجشع على قيم الرياضة؟

أوضاع مأساوية للعمال في مشاريع قطر لكاس العالم

 في هذه الظروف، نعتقد أن فرنسا يجب أن تتخذ قرارًا حاسمًا، يشكل علامة فارقة في تاريخ هذه المنافسة، ألا وهو رفض مشاركة المنتخب الفرنسي في هذه المسابقة عام2022 .

لقد حان الوقت لكسر هذه الدوامة الجهنمية التي تُمنح فيها حقوق تنظيم البطولات لبعض البلدان في ظل ظروف مريبة، ولأسباب مالية بحتة. لقد حان الوقت لرفض دعم تلك الممارسات شبه العبودية المعروفة للجميع. لقد حان الوقت للعمل بدلًا من الكلام وأن نرفض، باسم التحول البيئي، الانجراف المطلق وراء بطولة ستجعل فرنسا تدافع للحفاظ على لقبها العالمي في قطر داخل الملاعب المكيفة.

اقرأ أيضًا: قناة “VDR” الألمانية تفجِّر فضيحة جديدة حول معسكرات عمال كأس العالم في قطر

 نحن نعرف بالضبط ماذا يعني هذا القرار بالنسبة إلى الرياضة؛ خصوصًا بالنسبة إلى اللاعبين، لكننا نعتقد أن الوقت قد حان لنقول كفى يجب التوقف؛ حفاظًا على شرف هذه الرياضة ولحماية الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى في المستقبل.

 المصدر: صحيفة “لوموند”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة