الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
سياسة “نتفليكس” الجديدة.. أفلام أكبر وأفضل وأقل

كيوبوست- ترجمات
بوريس كيت♦
يكافح مديرو إنتاج الأفلام في “نتفليكس” بقيادة رئيس القسم سكوت ستوبر، للعمل على خفض النفقات في ظل الواقع الجديد الذي يواجه عملاق البث الرقمي مع تراجع أعداد المشتركين واشتداد المنافسة. وللإضاءة على هذا الأمر، تواصل موقع “هوليوود ريبورتر” مع عدد من مسؤولي “نتفليكس” التي فقدت 44% من قيمة أسهمها بعد الإعلان الصادم عن انخفاض أرباحها في 19 أبريل.
وجاء في مقال “هوليوود ريبورتر”، الذي كتبه بوريس كيت، أن الشركة اتخذت عدداً من التدابير لخفض نفقاتها، وقامت بفصل أكثر من 150 موظفاً؛ ولكن التركيز الأكبر كان في قسم البرامج المخصصة، حيث قضت التخفيضات على قسم أفلام الإثارة الحية العائلية، كما اضطر قسم الأفلام المخصصة المستقل، الذي كان يعمل على إنتاج أفلام تقل ميزانياتها عن 30 مليون دولار، إلى إعادة تنظيم طريقة عمله.
وتقضي سياسة “نتفليكس” الجديدة، بالتركيز على إنتاج أفلام أكبر وأفضل وأقل عدداً مما كانت تنتجه سابقاً. قال تيد ساراندوس، عضو مجلس المديرين في الشركة: اليوم نصدر مجموعة من أشهر الأفلام وأكثرها مشاهدة في العالم؛ مثل فيلم “لا تبحث”، وفيلم “الإشعار الأحمر” وفيلم “مشروع آدم”؛ ولكنه من غير الواضح ماذا يعني توجه “أكبر، أفضل، أقل” بالنسبة إلى مَن هم في الشركة وخارجها.
اقرأ أيضاً: مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 78.. نتفليكس تنتصر مرة أخرى
يقول أحد المطلعين إن الأفلام الصغيرة لن تختفي؛ ولكنها ستصبح أقل وأكثر تخصصاً، وبدلاً من صنع فيلمَين بكلفة 10 ملايين دولار لكل منهما، سيتم صنع فيلم واحد مقابل عشرين مليون دولار؛ ومثال ذلك الصفقة الأخيرة لإنتاج فيلم “مخادعو الألم” التي تزيد قيمتها على 50 مليون دولار. كما أشار ساراندوس إلى فيلم “غراي مان” الذي تزيد ميزانيته على 200 مليون دولار؛ الذي سيُطرح في دور العرض في 15 يوليو، وفيلم “نايفز أوت 2” الذي أبرمت “نتفليكس” صفقة إنتاجه في مارس 2021 بقيمة 469 مليون دولار. وقال: “نحن واثقون من أن هذه الأفلام ستكون أفضل وأكثر تأثيراً من أفلام 2021”.

وينوه كاتب المقال بأن هذا التوجه يختلف تماماً عن سياسة الشركة في السنوات الماضية؛ حيث كان من النادر أن تتجاوز ميزانيات أفلامها 100 أو 150 مليون دولار، وكان يشار إليها على أنها الشركة المنتجة للأفلام متوسطة الميزانية؛ ولكن الشركة لا تقدم تصوراً واضحاً عن هذا التوجه حتى الآن. يقول أحد المنتجين في الشركة: “ستجري محادثات مع المنتجين والمخرجين في الأسابيع المقبلة حول حجم الإنتاج ونوعيته”. ولا يزال عملاق البث الرقمي في حالة من عدم اليقين، وربما يشهد المزيد من خفض التكاليف؛ مما يعني خروج المزيد من المديرين، ويترك المزيد من المنتجين والوكلاء في حالة من الترقب والحذر.
اقرأ أيضاً: “نتفليكس” لا تزال في مرحلة التحدي
ولكن ما يتفق عليه كثيرون هو أن عصر المشروعات باهظة التكاليف؛ سواء أكانت رسوماً متحركة أم أفلاماً حية، قد انتهى على الأرجح. كما أن النهج القائم على فعل أي شيء لجذب المواهب ومنحها تفويضاً مطلقاً آخذ في التلاشي. ولكن كما هي الحال دائماً، ستكون هنالك استثناءات؛ فهذه هي هوليوود في نهاية المطاف، ولكن ما يميز هذا العهد الجديد في جوهره هو الانضباط.
♦كاتب أول في موقع “هوليوود ريبورتر” متخصص في الأفلام.
المصدر: نتفليكس ريبورتر