الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية
سياسة الإمارات الخارجية.. الحوار هو الحل
مسؤول إماراتي رحَّب بمراجعة تركيا سياساتها تجاه مصر والسعودية من جهة وجماعة الإخوان المسلمين من جهة ثانية

كيوبوست
عبَّر مستشار رئيس الإمارات للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عن طريقة إدارة الإمارات سياستها الخارجية بشكل واضح من خلال الحوار؛ باعتباره هو الحل وليس المواجهة، مؤكداً أن أبوظبي تبذل كل ما في وسعها لتغليب لغة الحوار بين الدول.
وخلال مشاركته في مؤتمر السياسات العالمي، الذي استضافته أبوظبي للمرة الأولى بداية الشهر الجاري، أكد قرقاش أن بلاده تحاول إدارة التنافس الدائر منذ فترة طويلة بين إيران وتركيا، عن طريق الحوار؛ لتجنب أية مواجهات جديدة، لافتاً إلى الدور التاريخي الذي ظلَّت تلعبه دولة الإمارات كوسيط وداعم من خلال تبنيها أولوية الحفاظ على النسيج القائم على الثقة في المجتمع الدولي؛ من أجل تشجيع التفاعل الإيجابي بين الدول.

سياسة واقعية
تتسم سياسة دولة الإمارات بالواقعية والتكيُّف مع المتغيرات في البيئة الإقليمية والدولية، حسب الكاتب الإماراتي الدكتور البدر الشاطري، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن الإدراك المتزايد لدى أبوظبي، كما عبر عنه الدكتور أنور قرقاش، بأن واشنطن تحاول تقليص دورها في المنطقة، وتَعهَد إلى القوى الإقليمية بدور أكبر للاهتمام بأمنها والسياسات الإقليمية، فإن الإمارات تسعى إلى تصفير المواجهات الإقليمية مع دول مثل تركيا وإيران.

هناك استفادة لتركيا والإمارات من إعادة تحسين العلاقات، حسب المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، الذي يشير، لـ”كيوبوست”، إلى أن هناك توسعاً من بلاده على حساب النفوذ الإيراني في المنطقة، لافتاً إلى أنه على الرغم من العلاقات الجيدة التي تجمع بين أنقرة وطهران؛ فإن هناك تنافساً في المصالح بالمنطقة.
وأضاف أن تركيا لديها اهتمام بالخليج بشكل عام، وبإقامة علاقات جيدة مع دول الخليج، وترفض التدخل الإيراني في المنطقة، وفي ضوء تراجع الاهتمام الأمريكي فإن أنقرة تأمل في تعزيز علاقاتها على جميع المستويات مع الخليج.
اقرأ أيضًا: كيف دعمت الإمارات حقوق الإنسان حول العالم؟
وتضمنت مبادئ “وثيقة الخمسين” لدولة الإمارات، التي جرى إعلانها الشهر الماضي، تأكيد حُسن الجوار وتحقيق الاستقرار وبناء علاقات إيجابية ومستقرة في المحيط الجغرافي، وتأكيد الدعوة إلى السلم والسلام والمفاوضات، والحوار لحل الخلافات كافة باعتباره أساس السياسة الخارجية للدولة.

يشير البدر الشاطري إلى أن إيران وتركيا أبدتا كثيراً من المرونة تجاه عدد من قضايا المنطقة، والتي كانت محور الخلاف مع الإمارات في السابق، في إطار سعي دول المنطقة كافة، لمعالجة المواجهات السابقة التي لم تخدم مصالحها بل عطلتها، لافتاً إلى أن أبوظبي ترى أن التعافي من الجائحة وما صاحبها من انحدار اقتصادي لجميع دول العالم له الأولوية في استراتيجية البلاد.
اقرأ أيضًا: عضوية الإمارات في مجلس الأمن تتمتع برمزية وأهمية كبيرتين

يؤكد المحلل السياسي التركي بكير أتاجان، أن امتلاك الإمارات القدرات المالية يجعل لديها إمكانية الاستثمار في تركيا؛ بما ينعكس على مجالات التعاون المشترك بين البلدَين، وهو ما جرى مناقشاته خلال الفترة الماضية؛ خصوصاً عند زيارة مستشار الأمن القومي لتركيا ولقائه الرئيس أردوغان، لافتاً إلى أن التعاون الاقتصادي بين أنقرة وأبوظبي دليل قاطع على اتجاه البلدَين للعمل بإيجابية في الفترة المقبلة؛ لا سيما بعد جائحة كورونا وتراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
وخلال كلمته في مؤتمر السياسات العالمية، أكد الوزير قرقاش أن إعادة دراسة تركيا، في الفترة الأخيرة، سياساتها تجاه مصر وجماعة الإخوان المسلمين والسعودية.. وغيرها، أمر مرحب به جداً، مشيراً إلى أن الأتراك كانوا إيجابيين جداً بشأن ما قيل لهم.

يؤكد فراس رضوان أوغلو أن تحسين العلاقات التركية- المصرية أمر مهم لصالح دول الخليج بشكل خاص، ولصالح المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى تحول هذا التحالف لتحالف استراتيجي سيكون أمراً صعباً، ولن يكون هناك دعم له من أطراف أخرى؛ مثل فرنسا واليونان على سبيل المثال لا الحصر، لشعورها بتهديد مصالحها حال تكون تحالف بين القاهرة وأنقرة.
يختتم البدر الشاطري باستعارة جملة الصحفي الأمريكي ديفيد إقنيشس، بأن الإمارات “تسعى لأن تكون سنغافورة لا أسبرطة”؛ وهو ما يفسر سياستها الخارجية بشكل واضح.