الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
سوريا.. ما حقيقة تدريب القوات الأمريكية عناصر من تنظيم داعش؟

كيوبوست- سلمان إسماعيل
انقسم خبراء ومحللون تحدثوا إلى “كيوبوست”، حول صحة ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية في سوريا، حول نقل سجناء من تنظيم داعش الإرهابي من جنسيات مختلفة من أحد السجون الواقعة في نطاق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، إلى قواعدها في العراق، وتدريبهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين وقوات الجيش السوري.
ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها، نقل القوات الأمريكية إرهابيين من “داعش” من أماكن قريبة من قواعدها داخل العراق، تمهيداً لإعادة تدويرهم، وإخراج إرهابيي التنظيم على دفعات من السجون التي تسيطر عليها “قسد”، تمهيداً لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي السورية.
اقرأ أيضاً: فضيحة لافارج.. هل تورطت الحكومة الفرنسية في دعم “داعش”؟
علق الخبير القانوني العراقي الدكتور علي التميمي، قائلاً: “إن مثل هكذا ادعاءات تأتي في سياقات الحروب، وكل دولة طرف في حرب تبحث عن منافذ لإلقاء الكرة في ملعب الخصم، عبر ما يُعرف بالتوجيه المعنوي والحرب النفسية”، لافتاً إلى أن صحة الرواية من عدمها تحتاج إلى تحقيق وأدلة وبراهين، ولا يمكن إطلاق الأحكام جزافاً بأن نقول إن هذه الدولة تدعم المتطرفين، أو تلك الدولة تدرب الإرهابيين، وهذا مخل بالعلاقات الدولية.

وأضاف التميمي، في حديثه إلى “كيوبوست”، أن هذه المزاعم -إذا صحت- تجعل الولايات المتحدة في موقف حرج، ليس فقط في سوريا، بل العراق، وكل الدول التي تتعامل معها، فضلاً عن موقفها أمام المجتمع الدولي، وإذا لم تكن صحيحة فسوف يمنح هذا الأمر الولايات المتحدة الحق في فرض المزيد من العقوبات على سوريا.
وأشار إلى أن التطورات الجارية في الإقليم والعالم تميل إلى الصلح والتفاهم، كما حدث بين إيران والمملكة العربية السعودية مؤخراً، عبر تضييق حدة الخلافات، والبحث عن مسارات لإحلال السلام، والتفاوض على أية نقاط خلافية بين الدول، في سيناريو بديل عن الحرب والسلاح.
اقرأ أيضاً: هجوم شيراز.. مراقبون يشككون في مسؤولية “داعش”
وتابع التميمي قائلاً: الأمور الآن تسير في اتجاه تهدئة بؤر التوتر، وتصفية العلاقات بين الدول؛ لكن مثل هذه الاتهامات غير المعززة بدليل، تعرض مَن يطلقها إلى العقوبات الدولية، وَفق المواد 1 و2 و3 من ميثاق الأمم المتحدة.
لكن مدير مؤسسة جونسن للأبحاث بلندن السوري عمار وقاف، يرى أن الاتهام السوري ينطلق في حده الأدنى من أن تدخل الدول الغربية لصالح تقويض السلطة في دمشق شكَّل فراغاً ساعد في خدمة أهداف قوى الإرهاب.

وأضاف وقاف، في حديثه إلى “كيوبوست”، أن اندفاع دول معينة إلى رعاية قوى الإرهاب بمختلف مسمياتها، بشكل شابه ما حدث في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، يدفع في اتجاه دعم الرواية السورية أيضاً.
وأشار إلى أن القضية الأساسية هي أن أية قوة تمنع الدولة السورية من ممارسة سيادتها على أرضها، وهي حال الولايات المتحدة ووجودها غير القانوني، وغير المرخص له من دمشق، يسهم في تفاقم ظاهرة الإرهاب، لا تضاؤلها.
اقرأ أيضاً: “خلية الناصرة”.. هل وصل “داعش” إلى قلب إسرائيل؟
وأوضح أن وجود القوات الأمريكية لا يمنع الجيش السوري من استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة فحسب؛ بل إنه يمنح تلك المجموعات شرعية مقاومة ما وصفه بـ”الاحتلال” بين الأهالي الذين لا يرحبون بوجود الجيش الأمريكي في مناطقهم.
واختتم مدير مؤسسة جونسن للأبحاث في لندن، حديثه بالإشارة إلى قرائن ودلائل معينة؛ مثل اكتشاف معدات طبية وأدوية مصدرها الجيش الأمريكي بحوزة مجموعات تابعة لـ”داعش” في منطقة البادية، تشكل أرضية لتوجيه إصبع اتهام حول تعاون بين الطرفين، أو على الأقل بين “داعش” ومجموعات مسلحة يحميها الوجود الأمريكي في سوريا، كتلك الموجودة في منطقة التنف على مثلث الحدود السورية- الأردنية- العراقية.

في المقابل، اعتبر المحلل السياسي الأمريكي توم حرب، هذه الأخبار غير دقيقة، وغير حقيقية، ومحاولة من النظام السوري ومجموعة “الممانعة” في المنطقة، لتضليل الرأي العام، والترويج لمغالطات وأكاذيب ضد الولايات المتحدة، بغض النظر عمن يسكن البيت الأبيض، ومَن يدير السياسة الخارجية الأمريكية.
وأضاف حرب، في حديثه إلى “كيوبوست”، أن النظام السوري دأب على مهاجمة الولايات المتحدة عبر الترويج لوقائع دون أدلة؛ ومن بينها ما انتشر في عام 2014 بأن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، كانت تدعم الحركات الأصولية و”داعش” وغيرهما من الحركات المسلحة، وقالوا إنها اعترفت في مذكراتها بصناعة “داعش”، وهو أمر عار من الصحة.

وتابع بقوله: هذا يجعلنا أمام مسلسل أكاذيب مستمر؛ فربما تدرب الإدارة الأمريكية أشخاصاً أو مجموعات لقتال تنظيم داعش وليس العكس، لكن بالنسبة إلى النظام السوري، فحتى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تعتبر مجموعات أصولية، في محاولة لقلب الحقائق، وإبعاد الأنظار عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في سوريا.
واتهم النظام الحاكم في سوريا بقتل الشعب، وتهجير نحو نصف السكان إلى لبنان والأردن ومصر والدول الأوروبية، بالتوازي مع جهود الحلفاء الإيرانيين الرامية لتفتيت الدول العربية وإضعافها، معتبراً هذه الحكومات مجموعات إرهابية تحت غطاء نظامَي البعث السوري والملالي الإيراني.
وطالب حرب، السلطات السورية -إذا كانت تملك دليلاً- على تدريب القوات الأمريكية مجموعات متطرفة أو حركات إرهابية، أو إن كانت ألقت القبض على أحد العناصر المزعومة، بتقديم الحقائق للرأي العام الدولي، والصحافة العالمية، عن مواقع التدريب والمعلومات المتاحة، بدلاً من إلقاء التهم وفبركة الأخبار، حسب تعبيره.