الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

سوريا.. تنسيق عسكري سري بين الجيش التركي وجبهة النصرة في إدلب

شريف شحادة لـ"كيوبوست": "ما قدمه الدكتور بشار الجعفري من معلومات وأدلة تُدين التدخل التركي والجماعات المتطرفة التي تواليه، لا يُعد أمرًا جديدًا بالنسبة إلى الملف السوري؛ حيث تم تقديم مثل هذه المعلومات منذ عام 2012".

كيوبوست

قال الدكتور بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال آخر جلسة لمجلس الأمن حول سوريا: “إن اجتماعًا جرى مؤخرًا بين ضباط أتراك ومجموعات مسلحة تقاتل على جبهات ريف إدلب وريف حلب، ومن بين هذه المجموعات أعضاء من جبهة النصرة”.

وكشف الجعفري عن معلومات سرية تؤكد أن الاجتماع عُقد في مطار تفتناز العسكري بريف إدلب الشمالي، لافتًا إلى أن هجومًا نفذته “النصرة” في نفس اليوم على مقرات الجيش السوري في بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي، بمشاركة وحدات من الجيش التركي جنبًا إلى جنب مع مقاتلي جبهة النصرة.

اقرأ أيضًا: بسبب سوريا.. أمريكا توقف برنامجًا استخباراتيًّا سريًّا مع تركيا

تمويل الإرهابيين

ووضع مندوب سوريا هذه المعلومات بعهدة أعضاء المجلس، واصفًا التدخل التركي بالاحتلال المباشر لأرض سوريا، ومتهمًا مندوبي الدول الأوروبية بتوفير حماية لتركيا بصفتهم أعضاء في حلف الناتو.

واعترف مسلحون أَسَرهم الجيش السوري في محيط مدينة حلب، الشهر الجاري، بأن الجانب التركي أسهم في أنشطة جماعة جبهة النصرة الإرهابية، وقدم إليها التمويل ومدَّها بالمقاتلين والكوادر.

النازحون من شمال سوريا بعد الهجوم التركي – وكالات

أردوغان والجماعات المتطرفة

المحلل السياسي السوري والبرلماني السابق شريف شحادة، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تصريحات الدكتور بشار الجعفري تعد تأكيدًا للمعلومات التي تم تداولها حول العلاقة الوثيقة بين نظام أردوغان والجماعات الإرهابية؛ بما فيها جبهة النصرة، والتي تقدم إليها بلاده الدعم والمأوى وتمدّها بما تحتاج إليه ماديًّا ومعلوماتيًّا؛ من أجل تنفيذ مطامع تركيا في المنطقة”.

اقرأ أيضًا: مسلحو أردوغان العرب يحولون شمال سوريا إلى منطقة غير آمنة

وأضاف شحادة: “عديد من التقارير الاستخباراتية كشفت عنها أجهزة أمنية لدول أوروبية وأظهرت العلاقات المريبة لأردوغان مع المتطرفين، وهؤلاء هم سلاحه الأكبر وجيشه الحقيقي في معركته في سوريا، وفي ليبيا أيضًا؛ لأنه لن يغامر بجيشه في معارك كهذه يدرك جيدًا أنه قد يحقق أهدافه من خلال استخدام وكلاء له يؤدون هذه الأدوار مقابل دعم مادي ولوجستي وتسهيلات أخرى تدبَّر في الخفاء. وللأسف، فإن العالم يكتفي بعقد المؤتمرات والمباحثات؛ لكن لا أحد يأخذ خطوة جادة وحقيقية نحو إنهاء هذا الصراع الدائر منذ عقد تقريبًا، وبعد أن باتت سوريا ساحة حرب لعدة دول وجماعات متطرفة”.

المحلل السياسي السوري والبرلماني السابق شريف شحادة

مجلس الأمن

وأوضح المحلل السياسي السوري والبرلماني السابق أن مجلس الأمن لن يقوم بالدور الكبير الذي كان من المنتظر منه أن يلعبه في ما يخص الأزمة السورية، مؤكدًا أن ما قدمه الدكتور بشار الجعفري من معلومات وأدلة تُدين التدخل التركي والجماعات المتطرفة التي تواليه، لا يُعد أمرًا جديدًا بالنسبة إلى الملف السوري؛ حيث تم تقديم مثل هذه المعلومات منذ عام 2012 واطَّلعت عليها قوى عالمية وإقليمية وأوروبية، وحصل مجلس الأمن على المعلومات الكافية التي تؤهله لاتخاذ ما يلزم من قرارات لوضع حد للأزمة؛ لكن لم يصدر عنه أي تحركات، ولذلك فإن انتظار موقف جاد وحاسم منه تجاه تركيا يعد بمثابة الأمر المستحيل؛ حيث كان من الأجدى أن يعترض المجلس ويحاول وقف العملية العسكرية التركية شمال سوريا منذ بدايتها في أكتوبر الماضي، والتي أقدم عليها أردوغان كمحتل.

اقرأ أيضًا: الغزو التركي لسوريا: نعمة لداعش

 وكان الجعفري قد هاجم النظام التركي، خلال جلسة للجمعية العامة الأممية حول “الميزانية البرامجية للأمم المتحدة لعام 2020″، الشهر الماضي، متهمًا تركيا بأنها دولة ذات تاريخ قذر، وأنها باتت وحيدة بلا أصدقاء حولها سوى قطر، التي هددها الجعفري بأنها لن تفلت من العقاب.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة