الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

سوريا: استراتيجية إسرائيل تنجح في قطع الإمدادات الإيرانية

إسرائيل تواصل الضغط من أجل استمرار محاصرة الدعم العسكري الإيراني لحزب الله وغيره من الحركات الموالية لطهران في المنطقة

كيوبوست

يُنظر إلى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطاري دمشق وحلب، الأسبوع الماضي، باعتبارها جزءًا من استراتيجية عسكرية تقوم بها تل أبيب على الأراضي السورية، في محاولة لقطع الدعم الإيراني عن الحلفاء هناك، وعلى رأسهم حزب الله.

وقال تقرير نشرته وكالة “رويترز”، أخيراً، إن تل أبيب تحاول قطع طرق الإمداد الجوي التي تستخدمها إيران من أجل نقل شحنات الأسلحة إلى سوريا، في وقتٍ باتت فيه الضربات الجوية تشكِّل ضغطاً كبيراً على هذه الإمدادات خلال الفترة الماضية.

وأضاف التقرير أن طهران لجأت لنقل الأسلحة جواً مع تعطل عمليات النقل البري خلال الفترة الماضية، في وقتٍ تنظر فيه تل أبيب إلى الأسلحة الإيرانية باعتبارها خطراً يهدد الأمن القومي الإسرائيلي، مع تأكيدات لمسؤولين إسرائيليين.

اقرأ أيضًا: صاروخ سوريا وانتقام إسرائيل ورسالة إيران

سياسة واضحة

تقوم إسرائيل باستهداف المراكز الإيرانية في سوريا، بحسب الدكتور نير بومز، الزميل والباحث في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، والذي يؤكد في تعليقٍ لـ”كيوبوست” أن هذا الأمر نهج متبع منذ سنوات، لم يتأثر بتغير المسؤولين العسكريين باعتباره من الأمور التي يُوجد إجماع عليها، لافتاً إلى أن بلاده لن تسمح بحدوث هبوط لطائرات تحمل أسلحة إيرانية في المطارات السورية.

نير بومز

وأضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية جاءت بناءً على معلوماتٍ استخباراتية وصلت إلى تل أبيب، مشيراً إلى أن التحركات التي تقوم بها إسرائيل هدفها إلحاق الضرر بالجهود التي تقوم بها إيران لمساعدة حزب الله بالأسلحة عبر سوريا، خاصة وأن هذا الأمر يتم بشكلٍ منتظم، وبمساعدةٍ من الجيش السوري.

وقال رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، إن هدف إسرائيل في سوريا هو منع خطة إيران في “إقامة جبهة أخرى ضد إسرائيل في سورية، وتعزيز قدرات حزب الله في لبنان، مؤكداً أن إسرائيل “نجحت في إحباط هذه الخطة بشتى الطرق”.

مسيرة بالسيارات لأنصار “حزب الله” في لبنان- “ناشيونال إنتريست”

يشير الكاتب والمحلل السياسي والاستراتيجي جلال بنا، إلى الرؤية الإسرائيلية التي تخشى أن تتمكن إيران من الوصول إليها، عبر الحدود الشمالية، وجنوب لبنان عن طريق حزب الله، وعبر الحدود الجنوبية في غزة عن طريق حماس والجهاد الإسلامي، وهو أمر يقلق القادة السياسيين والأمنيين في إسرائيل  بشكلٍ كبير، علماً بأن إسرائيل، ومنذ التسعينيات، ترصد ميزانية غير محدودة من أجل محاربة إيران، وكما هي تقول “النظام الإيراني” وليس الشعب الإيراني.

جلال بنا

وأكد أن إسرائيل توجد بشكلٍ مكثف في إيران عن طريق تمركزها هناك، منذ فترة عهد الشاه الإيراني وحتى الثورة الإيرانية مع بداية الثمانينيات، حيث عملت إسرائيل عن طريق شركات من القطاع العام والقطاع الخاص بشكلٍ حر في كافة المرافئ، إضافة إلى أن علاقات إسرائيل مع كردستان تسهِّل عليها الوصول لإيران جغرافيًا واقتصاديًا وأمنيًا، لأن العلاقات الكردستانية الإسرائيلية وطيدة جداً منذ الستينيات.

استهداف مستمر

ووفق بيانات إسرائيلية رسمية، فإن الجيش الإسرائيلي نفَّذ 50 عملية عسكرية على الأراضي السورية في 2020، وُصفت بكونها عمليات نوعية.

وبحسب مقالٍ كتبه عاموس هرئيل في “هآرتس”، فإن عملية القصف الإسرائيلية الأسبوع الماضي استهدفت المطارين قبل وصول شحنة عسكرية إيرانية، اضطرت على إثرها طهران لإعادة الشحنة مجدداً دون أن تصل إلى سوريا، وهو ما يأتي ضمن جزءٍ من الملاحقات الإسرائيلية لأنشطة طهران في المنطقة، مشيراً إلى أن تل أبيب كان لديها طموحٌ بعيد المدى بالإيقاع بين الداعمين الرئيسين للنظام السوري روسيا وإيران، وهو ما لم يحدث في وقتٍ باتت فيه موسكو باحتياج إلى طهران، على خلفية الحرب الروسية-الأوكرانية.

اقرأ أيضاً: هل أصبحت سوريا أرض تصفية حسابات بين إيران وإسرائيل؟

واعتبر أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة على سوريا أسفرت عن نتيجةٍ استراتيجية مهمة، فالرئيس السوري بشار الأسد منع الإيرانيين من مهاجمة إسرائيل من داخل الأراضي السورية، مشيراً إلى ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، حول قرار الأسد حظر الأعمال الانتقامية من داخل الأراضي السورية منذ 3 سنوات.

يشير جلال بنا إلى أن الأمن الإسرائيلي ينشط بشكلٍ كبير في سوريا، وهو يقوم برصد كل التحركات الإيرانية، ليس لمنعها من دخول سوريا، بل لقطع الطريق لإيصال الأسلحة الذكية، وخاصة الصواريخ بعيدة المدى لحزب الله التي تقوم -وفقًا للتقديرات الإسرائيلية- بتركيز صواريخها نحو تل أبيب، لأن إطلاق صواريخ من لبنان يصل مداها إلى مركز إسرائيل، أو منطقة الجنوب، قد يقلب موازين القوى كافة.

يؤكد نير بومز أن إسرائيل ستواصل الضغط من أجل استمرار محاصرة الدعم العسكري الإيراني لحزب الله، مشيراً إلى أن ما حدث باستهداف مطاري حلب ودمشق لن يكون الأخير، ولكنه جولة من عدة جولات سنراها خلال الفترة المقبلة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة