الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربيةفلسطينيات
سهى عرفات لـ”كيوبوست”: تهديدات بالقتل وصلتني.. وأستغرب الإساءة إلى الإمارات
أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات تحدثت في لقاء حصري مع "كيوبوست" عن حجم الضغوط التي تعرضت لها منذ إعلان موقفها المؤيد لاتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل.. مشيدةً بما قام به حكام الإمارات لدعم القضية الفلسطينية عبر التاريخ

كيوبوست
قالت سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إنها تلقت تهديداتٍ مبطنة بالقتل من السلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية إعلان موقفها من تأييد اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل، ورفض التجاوزات التي حدثت، بتعليماتٍ من السلطة، في حق قادة الإمارات.
وأضافت سهى، في تصريحاتٍ خاصة أدلت بها إلى “كيوبوست”، من مقر إقامتها في مالطا، أنه لا يمكن لها قبول وجود إساءات إلى قادة الإمارات، الذين طالما دعموا الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على مدار أكثر من 5 عقود، وحتى من قبل وجود السلطة الوطنية الفلسطينية؛ “حيث كان يذهب أبو عمار إلى الشيخ زايد؛ ليحصل على الدعم للقضية الفلسطينية، وهو نفس ما كان يحدث مع قادة السعودية”.

وأرجعت أرملة عرفات حديثها عبر وسيلة إعلام إسرائيلية، إلى وجود طلب مسبق من جانبهم في التواصل معها، بالإضافة إلى أنها أكثر تأثيراً في فلسطين؛ خصوصاً أنهم يتابعون الإعلام العبري بشكل جيد للغاية، ولديه مصداقية كبيرة لديهم.
اقرأ أيضًا: كيف تعاملت الصحافة الإسرائيلية مع اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي؟
ضغوط وتهديدات السلطة
وأشارت عرفات إلى أنها فوجئت بقرار السلطة إقصاء شقيقها جابي الطويل، من منصبه كسفير في دولة قبرص، والادعاء هو رفض استضافة فاعلية تتضمن إساءة لقادة الإمارات على خلفية اتفاق السلام، لافتةً إلى أن شقيقها استقبل معارضي الاتفاق خارج السفارة، وتسلَّم رسالتهم ليقوم بتسليمها إلى الرئيس كما هو متبع في مثل هذه الحالات.
وأضافت عرفات أن هناك تعنتاً معه لكونه شقيقها؛ فتارة يتم اتهامه بمخالفة التعليمات، وتارة أخرى يتم إخباره بالاستدعاء إلى رام الله، وتارة ثالثة بالإحالة إلى التقاعد، مؤكدةً أن السلطة تقوم بمعاقبته لكونه شقيقها بسبب مواقفها، وهي سياسة متبعة بشكل واضح بمعاقبة عائلة أي شخص يقول رأياً معارضاً.
وشددت عرفات على أن هذا الأمر يحدث بشكل مستمر ومنهجي مع الفلسطينيين الذين لا صوت لهم سواء في الداخل أو الخارج، ويتكرر معها اليوم، لافتةً إلى أن لديها الكثير الذي يمكن أن تقوله (خصوصاً من أوراق أبي عمار الخاصة التي لم تكشف عنها بعد).
وأكدت عرفات ضرورة أن لا يدفع الفلسطينيون المغتربون ثمن مواقف خاطئة للسلطة؛ فهناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين الموجودين في الإمارات، وهناك 13 مليون فلسطيني حول العالم؛ فلا بد من مراعاتهم في أي مواقف أو قرارات يتم اتخاذها.
وأضافت أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل أنها تواصلت مع بعض الشخصيات من حركة حماس بشكل مباشر، واستمعوا إلى صوتها ورأيها وأبدوا احتراماً لما تقوله حتى لو اختلف معهم، على العكس من السلطة التي “خرج منها عزام الأحمد، عبر شاشات قنوات الإخوان؛ ليقوم بالهجوم عليها وإلصاق الاتهامات بها”، متسائلةً عما إذا كانت السلطة “داعمة للتحالف التركي الإخواني”؛ خصوصاً أن الأحمد لم يتحدث بصفته الشخصية، ولكن بصفته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح؛ الأمر الذي يعني أن هناك توجيهاً مباشراً لانتقادها والإساءة إليها.

موقف الإمارات التاريخي
واستغربت عرفات تشويه صورة الإمارات في الوقت الذي دعم فيه الشيخ زايد وأبناؤه من بعده فلسطين على جميع المستويات، مؤكدةً أن الشيخة فاطمة بنت مبارك دعمت الاتحادات النسائية والأنشطة الإنسانية على مدار سنوات طويلة، مؤكدةً أنه من غير المنطقي أن يتم التفرغ لانتقاد الإمارات وسهى عرفات، وإغفال القضية الفلسطينية وقضية الأسرى.. وغيرها من القضايا التي يفترض أن توحِّد الفلسطينيين والعرب؛ لأن المستفيد في هذه الحالة هو إسرائيل لا الفلسطينيون.

وأشارت عرفات إلى أنها تدافع عن الإمارات من منطق عروبي؛ فهي ليست صاحبة مصلحة معها ولا يوجد لها أي ارتباطات خاصة بأعمال أو غيرها، مؤكدةً أن ياسر عرفات لو كان على قيد الحياة لطلب المساعدة من الشيخ محمد بن زايد على التجاوزات الإسرائيلية، ودعاه للصلاة في القدس معه وليس التحريض على انتقاده والتجاوز في حقه.
اقرأ أيضًا: عضو فتحاوي لـ”كيوبوست”: بوادر تراجع في لهجة الحركة الفلسطينية ضد الإمارات
وشددت عرفات على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واعٍ وقادر على الحكم؛ “لكن الدائرة المحيطة به تدخله في مشكلات عديدة، ومن بينها الأزمة الأخيرة مع الإمارات على الرغم من أن أبا مازن صديق للإمارات ويرتبط بعلاقات جيدة مع قادتها وكذلك زوجته”.
وبشأن تفاصيل التهديدات التي تلقتها، قالت سهى عرفات إنها جاءت إليها وإلى ابنتها أيضاً، عبر الحسابات الخاصة بهما بمواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال “الذباب الإلكتروني”، مؤكدةً أنه في حال استمرار التجاوزات في حقها ستظهر مزيداً من الأوراق، وإذا كانت السلطة لديها رغبة في الصلح، فهي جاهزة شريطة عودة أخيها إلى ممارسة مهام عمله بشكل طبيعي، وتقديم اعتذار لها عما بدر منهم بعد تصريحاتها عن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل.
اقرأ أيضًا: اتفاقية السلام التاريخي …من الشعارات إلى الواقعية السياسية
وختمت عرفات حديثها إلى “كيوبوست”، قائلةً إنها لا تريد إشعال حرب أهلية بما لديها من مستندات وأوراق؛ خصوصاً في ما يتعلق بالدعوى القضائية التي تنظرها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مقتل ياسر عرفات بالسم، مؤكدةً أنهم “توصلوا إلى أن السم وصل إليه من رام الله، وأقوال الشهود متضاربة وكاشفة عن الكثير من التفاصيل؛ لكن لن يتم إعلانها حفاظاً على سرية شهاداتهم”.