الواجهة الرئيسيةتكنولوجياثقافة ومعرفةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

سلطان النيادي يبدأ رحلته التاريخية إلى الفضاء

رائد الفضاء الإماراتي يشارك بأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب لمدة 6 أشهر

كيوبوست

بدأ رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي رحلته التاريخية إلى الفضاء مشاركاً بأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب “طموح زايد 2″، حيث سيقضي 24 ساعة داخل كبسولة تابعة لشركة “سبيس إكس” في مدار حول الأرض قبل الالتحام بمحطة الفضاء الدولية.

وسيشارك فريق المهمة في أكثر من 200 بحث علمي متنوع، خلال فترة وجودهم الممتدة على مدار 6 أشهر، بجانب إجراء 19 تجربة ضمن مهمة “سبيس إكس كرو 6″، فيما ستكون من بين مهام البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، تركيب الأجزاء النهائية لـ «iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية.

وأصبحت الإمارات في المرتبة الــ”11″ عالميا ضمن الدول التي ترسل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية بمهمات طويلة الأمد، بعد مشاركة النيادي الذي حصل خلال 5 سنوات على أكثر من 90 دورة، ووصل عدد ساعاتها إلى أكثر من 1400 ساعة، فيما دخل بعزل صحي قبل أسبوعين مع تدريباتٍ مكثفة قبل الانطلاق، حيث أصبح مؤهلاً لتنفيذ العديد من المهمات المتقدمة من بينها “السير بالفضاء” خارج المحطة لإجراءات عمليات الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها.

اقرأ أيضًا: بعيداً عن الأرض.. مسبار الأمل الإماراتي يعانق “المريخ”

ريادة إماراتية

حال نجاح تنفيذ المهمة وفق الجدول الزمني المخطط لها، فإن سلطان النيادي سيكون أول رائد فضاء عربي يقضي فترة 6 أشهر بالفضاء، بحسب الدكتور يورغ ماتياس ديترمان، أستاذ التاريخ المشارك في جامعة فرجينيا كومنولث الذي يقول لـ”كيوبوست” إن جميع الرحلات السابقة لرواد الفضاء العرب لم تكن لفتراتٍ طويلة، مشيراً إلى أن المدة التي سيقضيها ستجعل أمامه الفرصة لإجراء تجارب علمية والإطلاع بشكلٍ أعمق.

وأضاف أن سلطان النيادي سيكون ثاني رائد فضاء إماراتياً يصل للفضاء الخارجي خلال 4 سنوات، وهو ما يعني أن الإمارات لديها برنامج طموح ومستدام، وهو الأول من نوعه في المنطقة مقارنة مع البرامج العربية السابقة التي كانت قاصرة على مهام فردية ومحدودة في الثمانينيات.

بدأ رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي رحلته التاريخية إلى الفضاء
NASA/Beth Weissinger

نهج زايد

أهم استثمار قامت به دولة الإمارات هو الاستثمار في أبنائها، حيث يحظى الإنسان بأولوية لدى القيادة الإماراتية، ويعتبر هو محور العملية التنموية بحسب الكاتب والمحلل الإماراتي عبد العزيز المعمري الذي يقول لـ”كيوبوست” إن استثمار الدولة في أبنائها هو النهج الذي أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في مقولته الشهيرة “إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في بناء أجيال من المتعلّمين والمثقفين”، وأكد ذلك من بعده المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عندما قال “بناء الإنسان أفضل الاستثمارات فوق أرضنا، وهو الركيزة الأساسية لعملية التنمية”، وعلى نفس النهج يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله “الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشده”، الأمر الذي يؤكد حرص القيادة الإماراتية منذ التأسيس على الاستثمار في الإنسان باعتباره نهجاً ثابتاً وراسخاً في الفكر القيادي الإماراتي.

تعزز الإمارات ريادتها في مجال الفضاء- وكالات
عبد العزيز المعمري

وأضاف المعمري أن هذا النهج أدى لخلق جيل إماراتي متسلح ومتمكن بالعلوم والمعارف، ومنها علوم الفضاء، حيث تعتبر مهمة سلطان النيادي للفضاء إنجازاً إماراتياً جديداً نتيجة الاستثمار الحقيقي في الإنسان والعلم، واستكمالاً لوصول هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، وإرسال مسبار الأمل والمستكشف راشد للفضاء.

وأطلقت الإمارات خلال العام الماضي “صندوق الفضاء الوطني” برأس مال 3 مليارات درهم، والذي يعمل على توفير الموارد المالية، وحوكمة إدارتها، ويهدف إلى تأسيس شركاتٍ وطنية في قطاع الفضاء ودعم المشاريع الاستراتيجية الوطنية والبحثية الجديدة، كما يستهدف استدامة تطوير القدرات في القطاع الفضائي، وتأهيل كوادر إماراتية لقيادة القطاع ذي الأولوية الوطنية، بحسب ما ذكرت “وام”.

يؤكد عبد العزيز المعمري أن طموح الإمارات بلا سقف، ومن بينها المشروعات الطموحة، هناك برامج ومشاريع فضائية عدة، الأمر الذي دفع الدولة لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية حتى أصبحت الأنشط في هذا المجال من بين دول المنطقة، كذلك أسَّست الإمارات عدة مؤسسات ومراكز علمية لتحقيق هدفها للوصول الى الفضاء، منها سبيل المثال مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء، ومشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة، ووكالة الإمارات للفضاء، والبرنامج الوطني للفضاء.

اقرأ أيضًا: رحلة الإنسان إلى الفضاء.. من عبادة الكواكب إلى المحطات الفضائية

وأضاف أن أبوظبي لم تغفل أن تعم الفائدة والخير على الأشقاء العرب، فجاء إطلاق برنامج نوابغ الفضاء العرب والذي أسس في 2020 بهدف تدريب وتأهيل نخبة من المواهب والعقول العربية في علوم الفضاء، وهو ما يتحقق وفق رؤية واستراتيجية وطنية إماراتية حتى 2030 تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في الاستثمار الفضائي وتنويع الاقتصاد الوطني وتوسيع الاقتصاد المعرفي، وتعزيز القدرات في مجال البحث والتطوير والتصنيع لتكنولوجيا الفضاء.

يتفق معه في الرأي يورغ ماتياس ديترمان الذي يقول لـ”كيوبوست” إن الإمارات تحاول تطوير العمل في الصناعات الفضائية كجزء من استراتيجية أوسع لتنويع اقتصاد الدولة، بحيث توفر المشاركة الإماراتية ببعثات لمحطة الفضاء الدولية خبرة بأحدث العلوم والتكنولوجيا بجانب تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة والروسي.

ماتياس ديترمان

ووضعت الإمارات اقتصاد الفضاء ضمن أهم أولوياتها للخمسين عاماً المقبلة، مع بلوغ إجمالي الاستثمار في المشاريع الفضائية للدولة أكثر من 22 مليار درهم، بينما تصاعد حجم الإنفاق التجاري على اقتصاد الفضاء في الدولة إلى 10.9 مليار درهم خلال الفترة من 2015 إلى 2020، وزادت الاتفاقيات التعاقدية للخدمات والتطبيقات الفضائية بنسبة 40 في المائة خلال 2020، وفق وكالة الإمارات للفضاء.

تحرز وكالة الإمارات للفضاء تقدمات سريعة في مدى زمني قصير

يشير يورغ ماتياس ديترمان إلى الأثر الممتد لرواد الفضاء الإماراتيين على غرار سلطان النيادي ليكون نموذجاً ملهماً للشباب من أجل دراسة العلوم والهندسة خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن عالم الفضاء يحظى باهتمامٍ كبير في أدب الطفل بالمنطقة العربية، سواء من خلال القصص الحقيقة أو الخيالية.

يختتم المعمري حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في قطاع الفضاء يعود بفوائد كثيرة، منها أن الأبحاث في هذا المجال تساهم في تحسين حياة البشر، بجانب المساهمة في دعم وتطوير التقدم التقني، والأهم من ذلك أن البرامج الفضائية والعمل والاستثمار فيها يعزِّز من ثقة الشعب، ويعتبر مصدر إلهام للشباب، ويمنحهم شعوراً إيجابياً وثقة، ويرفع الطموح لديهم ويحفزهم للعلم والعمل لبناء مستقبل أفضل.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة