الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

“سلالة بوتو الحاكمة”.. عن تراجيديا بلد وحياة عائلة

كتاب للصحفي البريطاني أوين بينيت جونز.. يروي خبايا العائلة السياسية الأبرز التي حكمت باكستان

كيوبوست – مروان البلوشي

لمَّا سُئل أحد المحللين الغربيين المتخصصين في شبه القارة الهندية عن رأيه في باكستان، قال ساخراً: “فكرة البلد لوحدها كانت جريمة”، وقبل سنواتٍ وصفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، باكستان بأنها: “المكان الأخطر على الكوكب؛ حيث يجتمع السلاح النووي مع جهاديين يحلمون بالعالم الآخر عبر تدمير الغرب”.

ولكن كل هذه الأوصاف الغربية تفشل في فهم طبقات التعقيد التي تلف هذا البلد المحوري؛ فالأراضي التي تقف عليها باكستان اليوم كانت لقرونٍ طويلة مُستقراً امتزجت عليه بشكل سلمي تقاليد صوفية عريقة احتوت التسنُّن والتشيُّع، مع استمرارية هندوسية أصيلة في الطقوس والألحان والألوان.

اقرأ أيضًا: حسن عباس لـ”كيوبوست”: “لبيك باكستان” تتمدد وسط تخاذل الحكومة

وباكستان، التي تأسست كجمهوريةٍ إسلامية، قدمت مجموعة من ألمع العقول الفكرية العلمانية في النصف الثاني من القرن العشرين؛ مثل: الناشر اللندني الثوري طارق علي، الذي أسس “ذا نيو ليفت ريفيو”، أهم دورية يسارية منذ النصف الثاني من القرن العشرين، والشاعر والنقابي الماركسي فيض أحمد فيض، وأستاذ العلوم السياسية إقبال أحمد، الذي وصفه إدوارد سعيد بأنه كان مُعلماً نخبوياً وأخلاقياً لجيل من المثقفين الراديكاليين؛ أمثال: نعوم تشومسكي، وهوارد زين، وكورنيل ويست.

ورغم التوقعات المستمرة بتصنيفها “دولة فاشلة”؛ فإن باكستان قد نجحت في بناء جيش محترف، وبرنامج نووي وصاروخي باليستي، ومؤسسات تعليمية وبحثية واستخباراتية تُعين الدولة على الاستمرار في أداء مهامها الحيوية. ورغم الأعداد الهائلة من الفقراء التي تعيش في ريفها؛ فإنها تحتوي على عددٍ من أهم وأعرق الحواضر الكوزموبوليتانية في جنوب آسيا، مثل لاهور وكراتشي.

وجه من وجوه الحياة في باكستان

في السنوات الأخيرة، بدأت عناوين جديدة بالخروج من المطابع الغربية لتراجع الأفكار والانطباعات السطحية التي انتشرت عن هذا البلد؛ مثل كتاب «باكستان: بلد صعب» ذي الطابع الاستقصائي للصحفي البريطاني أناتول ليفن، أو كتاب «القتال للنهاية: ثقافة الجيش الباكستاني» للأكاديمية الأمريكية كريستين فير، هذا عدا الكتب التي نشرها الباكستانيون أنفسهم؛ مثل روايات محسن حامد، ومحمد حنيف، وكمالا شمسي، التي وصلت إلى قوائم أشهر الجوائز الأدبية الغربية، أو كتب ودراسات الأكاديمية عائشة صديقي، أو مذكرات فاطمة بوتو عن عائلتها الشهيرة.

وضمن ثورة العناوين هذه، يأتي كتاب «سُلالة بوتو الحاكمة: الصراع على السلطة في باكستان»، للصحفي البريطاني أوين بينيت جونز.

وجه آخر نراه كثيراً في نشرات الأخبار

تداخل بين عائلة وبلد:

تبدأ قصة عائلة بوتو مع البطريرك الكبير شهنواز بوتو خان، في أواخر القرن التاسع عشر، العشيرة السِّندية العريقة أقدم من شهنواز نفسه؛ لكنه امتلك الرؤية الحالمة والدهاء العملي كي يوجه عائلته نحو ثلاثة توجهات سوف تصبغ مستقبلها، وتمنحها هالة من الفرادة والتناقض والجاذبية؛ أولها هو التعاون البراغماتي مع القوة الغربية التي كانت مُتسيِّدة للعالم ولشبه القارة الهندية، ونعني هنا الاستعمار البريطاني، وثانيها هو اعتناق فكرة إقامة دولة وطنية لمسلمي شبه القارة؛ ولكنها دولة بقيم ليبرالية يتساوى فيها جميع المواطنين أمام دستور علماني- أنغلوساكسوني الطابع، وثالثها هو الاحتفاظ بقوة العائلة والعشيرة وعصبيتها الإقطاعية والعرقية رغم أسلوب حياتها المتغرب، ورغم تعليم رجالها ونسائها في أكسفورد وهارفارد وكامبردج، ورغم تأسيس العائلة -في ما بعد- حزباً سياسياً ذا ميول اشتراكية.

وتدور الأيام من بعد شهنواز، حتى وصول ابنه “ذو الفقار علي” إلى منصب وزير الخارجية، وهو في عُمر الخامسة والثلاثين فحسب؛ لكن “ذو الفقار” لم يكتفِ بمجرد الوصول إلى المنصب، كان الطموح الذي يحركه أكبر من ذلك، أو كما يقول مؤلف الكتاب، كانت الشياطين التي تعتمل في داخله تجعله باستمرار يتخيل ويكتب ويعمل عن مستقبل بلده، وكيف سيكون قوة كبرى توازن بين الشرق والغرب، وتمنح العالم مثالاً عن دولة مسلمة حداثية ناجحة بنظام رعاية اجتماعي إسكندنافي، وتسليح نووي، وانتخابات نزيهة، بوتو نفسه كان واعياً لهذا الحراك الذي يلتهب في داخله، وقد وصفه في إحدى رسائله الطويلة التي كان يحرص على كتابتها وتشطيبها بعناية وإرسالها إلى أبنائه وبناته أثناء أسفاره المستمرة: “هناك العديد من الصراعات في داخلي، وأنا أعي هذا، أحاول حلها، أحاول التوفيق بينها أو تجاوزها؛ لكن لا أنجح وسأظل هذا المزيج الغريب من آسيا وأوروبا، تلقيتُ تعليم جنتلمان إنجليزياً، لكن تربيتُ في أجواء عائلة مسلمة، عقلي غربي وروحي تنتمي إلى الشرق”.

اقرأ أيضًا: تصاعد التطرف الديني في باكستان

لكن الصراعات التي كانت تعتمل في داخل “ذو الفقار” تضاعفت عندما أصبح رئيساً للوزراء في أحلك أيام باكستان، بعد هزيمتها المُذلة أمام الهند في حرب 1971، وتقسيم البلاد، وانفصال بنغلاديش -التي كان يُطلق عليها باكستان شرقية- في البداية أبدى “ذو الفقار” كاريزما قيادية وفعالية إدارية بعثت الأمل في قلوب مواطنيه: أطلق سلسلة واسعة من الإصلاحات الاقتصادية التي هدفت إلى نقل الملايين من مواطنيه من الفقر إلى صفوف الطبقة الوسطى، استضاف مؤتمر القمة الإسلامية في 1974، وهناك حرص على توطيد علاقة بلده مع السعودية وإيران في نفس الوقت، وحرص على تقوية علاقاته مع المعسكر الغربي بقيادة واشنطن خلال ذروة الحرب الباردة؛ ولكنه فتح قنوات التفاهم مع بكين بهدف إطلاق برنامج باكستان النووي، وتنبأ -بدقة- بأن الصين ستستيقظ من كبوتها تحت حكم ماو وتتحول إلى قوة عالمية وتكون داعماً لبلده في مواجهة مضايقات الجار الهندي، وتقلبات الحليف الأمريكي.

ورغم أن تزعمه لباكستان تزامن مع بدايات الصحوة الدينية التي اكتسحت موجاتها العديدَ من الدول الإسلامية؛ فإن بوتو حرص على نشر قيم وممارسات ليبرالية في مجتمع محافظ، ولم يخفِ أسلوب حياته المنطلق واستمتاعه بكأسٍ من الويسكي من حين لآخر.

لوهلةٍ ما بدا كل شيء على ما يُرام، إذن ما الذي سوف يُعيق إكمال “ذو الفقار” مسيرة نجاحاته؟ هناك عدة عوامل يذكرها الكتاب؛ منها ما هو متوقع، مثل الغرور والإحساس بالتفوق والمنعة الذي يرافق أصحاب السلطة؛ ولكن أهم هذه العوامل هو المؤسسة العسكرية.

“ذو الفقار علي بوتو” يجلس مع رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي وابنته بينظير في قمة سيملا للمصالحة بين البلدَين بعد حرب 1971

حفيد الفلاحين يقتل حفيد الإقطاعيين:

باكستان بلد مسلم، ويذكر الكتاب ملاحظة مثيرة للانتباه؛ وهي أنها كبعض بلدان العالم الإسلامي، مثل مصر وتركيا، تعيش حياتها السياسية وَفق مفهوم يُسمى: “الجمهورية السلطانية”؛ أي أن هذه دول اعتنقت النموذج الجمهوري الغربي في تنظيم المجتمع سياسياً، ولكنها ورثت بعض ملامح القرون الوسطى الإسلامية؛ ومنها نفوذ العسكر الطاغي خارج ثكناتهم -ولاحظوا أن هؤلاء العسكر كانوا جميعاً أتراكاً، سواء أكانوا عثمانيين في تركيا أم مماليك في مصر أم مغولاً في باكستان- والمؤسسة العسكرية هنا لا تكتفي بدورها المتوقع كحامٍ للأمن الوطني؛ بل تحمل أيضاً على عاتقها رفع لواء مشروع الحداثة، وأحياناً تعتنق وتنشر نسختها الخاصة من الوطنية أو القومية أو ما يجب أن تكون عليه الحياة السياسية.

وربما كان من سوء حظ باكستان -حسب الكتاب- أنها ورثت عشية استقلالها من المُستعمر البريطاني، جيشاً قوياً بتقاليد حربية عريقة (بينما ورثت الهند العديد من المؤسسات المدنية والجامعية والاقتصادية التي أسسها البريطانيون)، قادة هذا الجيش أصروا دائماً على عدم الخضوع للإدارة المدنية المنتخبة، وعلى الاحتفاظ بـ”حصتهم” من القرارات المتعلقة بملفاتٍ سيادية؛ مثل نوعية العلاقة مع هذه القوى العظمى أو تلك، أو حصة المؤسسة العسكرية من ميزانية الدولة أو وضع يدهم على مؤسسات أخرى داخل جسد الدولة.. وهكذا.

اقرأ أيضًا: التجديف في باكستان: السباق اللاهوتي الملتوي تجاه القاع

كي يسيطر على جيشه، قرر “ذو الفقار” أن يتحكم في ترقيات القيادة العليا فيه، وبعد صراعٍ وامتناعٍ طويلَين اختار أكثر الضباط خضوعاً له وأكثرهم تواضعاً من ناحية أصوله الطبقية: ضياء الحق؛ لكن حفيد الفلاحين أثبت أنه يمتلك من الدهاء وشبق السلطة، ما يفوق حفيد الزعماء الاقطاعيين.

وكما يحصل في حكايات الانقلاب على السلطة في العالم الثالث، بدأ ضياء الحق بتعداد وتوثيق أخطاء بوتو في إدارة البلاد أثناء حديثه أمام ضباط وأفراد الجيش، وبدأت رسائل وتقارير مفاجئة بالظهور في الإعلامَين المحلي والدولي؛ لتحكي عن فساد الحكومة، وانتشار الاختلاس والرشوة في الدائرة المحيطة ببوتو، وانتشرت الشكاوى والشائعات عن حياة بوتو الخاصة المتحررة، واشتعلت مظاهرات المعارضة الشعبية والإسلامية -المدعومة من مخابرات الجيش- في ساحات المدن، وأطلقت الشرطة النار على المتظاهرين، وتعالت المطالبات بمحاسبة مَن يجلس على سدة الحكم ويستهتر بأرواح المواطنين، وبدا فجأة وبلا سابق إنذار أن البلاد تتجه نحو منعطف سياسي مسدود.

اقرأ أيضًا: باكستان تمنع عرض فيلم RAAZI.. والسبب.. كشمير

ورغم كل التحذيرات التي أعلنها مستشارو “ذو الفقار”؛ فإنه رفض تصديق أن الضابط الذي اختاره لقيادة الجيش يتآمر عليه وينوي الانقلاب عليه، وعندما وجد بوتو نفسه في السجن بتُهمٍ ملفقة لم يصدق أن الجيش سيتحدى شعبيته في الداخل ومكانته في الخارج ويُنهي حياته، وعندما عرف أخيراً مصيره المحتوم، رفض بشجاعة أن يعترف بما لم يقترفه ويطلب العفو، وقبل إعدامه بساعاتٍ جلس مع ابنته الكبرى بينظير، وأوصاها بأن تتمالك نفسها، وتسافر إلى الخارج مؤقتاً، ثم تعود وتكمل مسيرته السياسية.

هناك الكثير من الدراما الأدبية والسينمائية في قصة “ذو الفقار بوتو”؛ لكن واقع الحياة أكثر درامية أحياناً مما نظن، ولعل أذكى وأبلغ مَن التقط مصير بوتو التراجيدي، هو السفير البريطاني في باكستان موريس جيمس، الذي قال عنه في رسالةٍ كتبها عام 1965: “هو رجل خُلق لِيُعَلق من حبل المشنقة”. كان هذا قبل 14 عاماً من إعدام بوتو شنقاً.

ملصق من انتخابات 1988 ونرى فيه رموزاً عسكرية وتاريخية ومذهبية وثقافية في خلطة تعكس تعقيد التاريخ الباكستاني

التي لا نظير لها:

تمر السنوات وتعود بينظير (التي يعني اسمها في اللغة الأوردية: المرأة التي لا نظير لها) إلى باكستان في 1986 وتفوز بالانتخابات العامة عام 1988، لتصبح أول امرأة في العالم الإسلامي تصل إلى منصب رئاسة الوزراء. ومن تلك اللحظة وحتى خروجها ودخولها السلطة مرة أخرى، وحتى اغتيالها في 2007، ستضطر بينظير للمشي على حبل رفيع للغاية في علاقتها مع الجيش والغرب والإسلاميين، وزوجها آصف زرداري. ففي فترة رئاستها الأولى للحكومة شعر العساكر أنها لم تُظهر الالتزام الكافي لحماية برنامج باكستان النووي، في مواجهة الضغوطات الغربية، أما الإسلاميون فلم يتقبلوا عدة جوانب غير مقبولة في بينظير؛ أولها أنها امرأة تقود بلداً مسلماً، ثم قيمها الليبرالية وتعليمها الغربي وحجابها الذي لم يغطِّ وجهها بالكامل، ثم خلفيتها المذهبية.

آصف زرداري وقد أصبح رئيساً لباكستان في 2008 بعد اغتيال زوجته يرفع صورتها في خطابه أمام الأمم المتحدة

كغالبية الباكستانيين في الماضي، عاشت عائلة بوتو في ظلِّ تداخلات مذهبية جعلت الانتماء إلى التسنُّن أو التشيُّع مسألة ثانوية لا يتم التوقف أمامها مطولاً؛ فرموز الشيعة والصوفية تنتشر في بيوت المواطنين، والاحتفاء بمناسباتهم وتواريخهم جزء اعتيادي من أسلوب الحياة اليومية؛ لكن مشروع الإسلاميين لفرض نسختهم من الإسلام النقي على المجتمع منذ ثمانينيات القرن الماضي لم تتسامح مع هكذا “تساهل”، وهو ما اضطر بينظير إلى إعلان انتماء عائلتها السُّني في مناسباتٍ عديدة، ورغم ذلك ظلَّ شك الإسلاميين مشتعلاً؛ وهو ما تفاقم ووصل إلى درجة تكفير رئيسة الوزراء تحت قبة البرلمان!

أما الغرب فقد رأى في بينظير نموذجاً للمرأة التي كسرت القبضة الذكورية المسلمة، إلا أنها ظلت تُعامل في المِخيال الغربي بعدساتٍ استشراقية تعتبرها بنت مجتمع يعيش خارج الحداثة، وستظل جزءاً منه مهما اجتهدت لتثبت العكس.

اقرأ أيضًا: جماعة جيش محمد.. هل تتسبب في حرب نووية بين الهند وباكستان؟

حياة وموت بينظير (الذي يرجح مؤلف الكتاب أن المخابرات العسكرية تقف وراءه) لا يمثلان تكراراً لحياة وموت والدها فحسب، لكنها تختصر أيضاً محاولة بلدٍ بكامله وأفراد شعبه عيش حياة أفضل رغم عوائق ونواقص الحاضر ورغم الوعي المؤلم بفشل هذه المحاولات، نرى هذا في اعتراف بينظير في حواراتٍ مختلفة مع السياسيين والصحفيين الغربيين بتساهلها مع فساد زوجها وقادة حزبها؛ لأن الفساد المالي جزء من اللعبة السياسية في باكستان والعالم الثالث.

الكتاب لا يخلو من إشاراتٍ إنسانية لطيفة رغم مأساوية موضوعه، فالمؤلف يسجل قصة الحب العميقة بين بينظير وزوجها، وكيف كان آصف حريصاً على تحدي الضوابط الاجتماعية والبروتوكولية كي يعبر عن حبه لزوجته أو كيف تقبَّل أن يعيش في الظلِّ عندما كانت زوجته تمارس عملها رئيسةً للوزراء.

مفترق طرق عائلة وبلد:

الجيل الجديد من عائلةٍ يقوده ولي العهد بيلاوال بوتو، الذي يعيش بين كراتشي ودبي، ورغم أنه لم يكن راغباً في الزعامة السياسية بعد اغتيال والدته؛ فإن وصية أمه (ولاحظوا تشابهاً مع وصية جده “ذو الفقار”) وضغوطات أبيه وأنصار الحزب وقاعدته الشعبية في إقليم السند، أقنعته بالعدول عن رغبته.

بيلاوال بوتو في بداية عمله السياسي

الشاب بيلاوال يعكس في آرائه توجهات العديد من مجايليه من شباب باكستان؛ حيث الرغبة بالتحرر من إرث أسلمة المجتمع والحياة العامة، وتقليل نفوذ العسكر في السياسة، والتمتع بعلاقاتٍ أفضل مع الهند والغرب، والتركيز على التنمية وخفض نسبة الفقر؛ لكن كما تُعلمنا قصة سلالة بوتو وباكستان، الأحلام الجميلة لا تتوافق دائماً مع واقع بلد صعب.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مروان البلوشي

باحث إماراتي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة إدنبرة.

مقالات ذات صلة