سكان غزة يشتكون من غياب العدالة في توزيع المساعدات

كيو بوست –

بالموازاة مع الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة، واعتماد أهالي القطاع على المساعدات الخيرية الخارجية، يشكو الفلسطينيون داخل القطاع، من حصار آخر مفروض عليهم من قبل حكومة حماس، التي تقوم بتوزيع المساعدات على الموالين لها، فيما تحرم الغالبية العظمى من الفقراء والمستقلين الذين لا ينتمون للحركة.

وفي مسح أجراه مركز الإحصاء الفلسطيني بداية هذا العام، وصلت نسبة الفقر بين الفلسطينيين داخل القطاع إلى 53%، مع انخفاض شامل في القدرة الشرائية للمواطن، نتيجة ارتفاع نسبة البطالة إلى 55%، وتأثير ذلك على أسلوب المعيشة من مأكل وملبس وصحة، وانعدام الأمن الغذائي.

ويجعل ذلك غالبية سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الإنسانية الخارجية، في ظل تردي الظروف المعيشية، نتيجة الحصار الجائر الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ 11 عامًا، بالإضافة لتأخر وصول أموال المانحين نتيجة الانقسام والظروف السياسية.

إلّا أن مواقع التواصل الاجتماعي، استطاعت كسر حاجز الصمت عن الطريقة غير العادلة التي تنتهجها حماس في توزيع المساعدات، فقد ارتفع صوت الفلسطينيين، متهمين حماس بأنها تقوم ببيع المساعدات في الأسواق، وبأنها تقوم بتوزيع الباقي على الأسر الموالية لها.

بيع المساعدات الذي تنكره حماس، كان قد لمّح في السابق إلى وجوده، القيادي في حركة حماس صلاح البردويل، الذي نقلت عنه وسائل إعلامية الشهر الفائت قوله بأن المساعدات الغذائية في غزة تباع من أجل تدوير عجلة الاقتصاد المحلي داخل القطاع!

فيما اعتبر مراقبون بأن انتهاج حماس لسياسة بيع المساعدات، يحرم الأسر الفلسطينية من مستلزماتها اليومية، إذ يعتمد أكثر من 60% من الفلسطينيين داخل القطاع في معيشتهم على المساعدات الغذائية المقدمة من أطراف عربية ودولية.

 

الانتقائية وغياب العدالة في التوزيع

لم تقتصر الانتقادات الموجهة لحماس على بيع المساعدات الغذائية؛ فقد تناقلت تقارير إعلامية العام الماضي معلومات عن قيام الحركة ببيع الوقود الوارد من جمهورية مصر العربية، إلى شركات خاصة بأسعار مرتفعة، بدلًا من استخدامه في زيادة القدرة الإنتاجية لمحطات توليد الكهرباء.

وأرجع مراقبون ذلك إلى أن الحركة تعتمد على المساعدات لتثبيت أركان حكمها، والدفع لعناصرها، على حساب الاحتياجات الأساسية للشعب.

وقد صرّح القيادي في حركة حماس، خليل الحيّة، العام الفائت علانية، بأن “مال حماس لحماس”، مما يدل على أن الحركة رفعت يدها عن القيام بدورها كحكومة لأفراد الشعب كافة، وتحولها لحركة تحتكر المساعدات، لمصلحة الموالين لها، من دون أي شعور بالمسؤولية تجاه باقي المواطنين الفلسطينيين.

وفي الوقت الذي تعالت فيه الأصوات الآتية من غزة، تنتقد طريقة توزيع حماس للمساعدات، وإنكار المواطنين لأي مساعدات تلقوها من الحركة -على الرغم من مطالبتهم بتلك المساعدات- نقلت وسائل إعلامية عن مواطنين، بأن المساعدات التي تأتي إلى غزة، سرعان ما يتم نقلها إلى مخازن سرية تابعة للحركة.

ويأتي ذلك في ظل ادعاء متحدثين باسم الحركة بأن المساعدات تذهب إلى مستحقيها! على الرغم من أن جميع أفراد الشعب بات يستحق تلك المساعدات.

يحدث هذا، في ظل تراكم الأزمات المعيشية، وغياب أية آلية عادلة في التوزيع.

 

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات