الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
سجاد يروي خمسة أجيال من التاريخ الفارسي
قد تصل قيمة السجادة التراثية في دبي إلى 2.5 مليون دولار

كيوبوست- ترجمات
باوان سينغ- ديفيد توسينغ
إلى جانب أحدث آخر صيحات الموضة، والعلامات التجارة الفاخرة، تحتدم المنافسة في مراكز التسوق الجذابة في دبي بين تجار السجاد على جذب المتسوقين. يرجع تاريخ متاجر “هيريتاج كاربت” إلى خمسة أجيالٍ من بلاد فارس، وتقول العائلة التي تديرها إنها تمتلك أكبر مجموعة في العالم من السجاد الفاخر اليدوي الصنع.
وفي متجرها في مول دبي، وهو واحد من 18 متجراً في الإمارات، تضم مجموعة “هيريتاج كاربيت” قطعاً تتراوح قيمتها بين بضع مئات وملايين الدولارات. وتضم بعض القطع النادرة التي يصل عمر بعضها إلى 150 عاماً مثل بطانية سرج الحصان التي يُعتقد أنها ترجع للقرن الثامن عشر وتصل قيمتها إلى 200,000 دولار.
قال مدير المجموعة أمير غانبارينيا: “نحن عادة لا نعرض القطع الأثرية للعموم، بل نعرضها على هواة جمع التحف والعملاء المميزين فقط. نحن نحتفظ بها في أقبية خاصة يتم التحكم فيها بدرجة الحرارة والرطوبة للمحافظة على هذه القطع”. وأضاف: “إن الأمان هو مسألة مهمة للغاية، والحمد لله نحن نعيش في واحدة من أكثر دول العالم أماناً”.
بدأت عائلة غانبارينيا العمل في تجارة السجاد منذ عام 1841 وافتتحت أول متاجرها في دبي قبل أربعين عاماً، واليوم تنتشر متاجر “هيريتاج كاربيت” في 29 بلداً تدير فيها 72 متجراً.

يزخر متجر “هيريتاج كاربت” في مول دبي بالقطع النادرة النفيسة، مثل سجادة “رويال ميداليون الفارسية” التي تظهر في الصورة التالية، بإطارها ذي اللون الفستقي، والتي ترجع إلى القرن السابع عشر أو مطلع القرن الثامن عشر، وتحمل بطاقة سعر يبلغ 2.5 مليون دولار.
أشار غانبارينيا إلى أن العائلات الحاكمة في الإمارات هي من أكبر زبائنه، وأنه ممتن لدعمهم المستمر، وقال: “بفضل دعمهم تمكنَّا من الازدهار والتوسع”.
القطع النادرة ليست المنتجات الوحيدة المعروضة في متاجر “هيريتاج كاربت” التي تضم سجاداً وبُسطاً من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من إيران والهند وتركيا، كما تعرض أيضاً السجاد والبُسط بتصاميم عصرية وتجارية.

قال غانبارينيا، مشيراً إلى مجموعة السجاد الآلي الصنع اللافتة للنظر: “نحن نتغير بمرور الزمن، وهنالك الكثير من الطلب على القطع الجميلة الأقل كلفة”. وأضاف: “يفضل كثيرون من جيل الشباب الأشياء البسيطة الرخيصة الثمن. والفرق الرئيسي الذي يميز السجاد اليدوي عن الآلي الصنع هو أن قيمة السجاد اليدوي ترتفع بمرور الوقت. والسجاد الآلي لا يدوم طويلاً؛ لأنه غالباً ما ينسج من ألياف اصطناعية. لذا فهو يفقد قيمته بعد استخدامه”.
تأتي عائلة شهاب مير، مالك متجر “كاني هوم” في مول ابن بطوطة، تنحدر من أجيال عديدة من تجار السجاد في كشمير التي تشتهر بصوف الكشمير، وبالشالات والسجاد الحريري. وتعمل العائلة منذ خمسة أجيال في تجارة السجاد، وتمتلك متاجر في مختلف أنحاء الهند.
افتتح “كاني هوم” متجره الأول عام 2004 في مول ابن بطوطة، ومنذ ذلك الحين افتتح فروعاً له في جامع الشيخ زايد الكبير ومركز التجارة العلمي ومحطة أبوظبي للسفن السياحية، ومجمع السيف في دبي. وإلى جانب السجاد الذي يشكل الجزء الأكبر من مبيعات “كاني هوم” قام مير بتوسيع أعمال متاجره التي أصبحت تبيع كل شيء من الشالات إلى الملابس والمصنوعات اليدوية. وقال “كل شيء يأتي من كشمير”.

أغلى أنواع السجاد المعروض في متاجر “كاني هوم” هي تلك المصنوعة يدوياً والتي يستغرق صنع بعضها عدة سنوات. وبالطبع يشكل قياس السجادة عاملاً مهماً في تحديد سعرها. ومن هذه القطع سجادة حريرية يدوية الصنع أبعادها 60 سم × 90 سم، تحمل رسومات لطيور وأشجار وزهور، يبلغ سعرها 55,000 درهم، وتعرف بسجادة “كاشان” نسبة إلى المدينة التاريخية الإيرانية التي تُشتهر بحريرها وأقمشتها. وقد استغرق صنعُ هذه السجادة عاماً كاملاً.
أشار مير إلى أنه اعتاد أن يزور دبي كسائح، ووجد ثغرة في السوق، وقال: “لم يكن هنالك العديد من المتاجر التي تبيع منتجاتٍ تمثِّل مزيجاً من التراث والحداثة، وقد جئنا لنملأ هذا الفراغ”.
ساعدت التكنولوجيا الحديثة على تخفيض أسعار السجاد، وجعلته في متناول اليد، وأصبح السجاد شبه اليدوي الصنع يغمر الأسواق، ويحمل الكثير منه نفس التصاميم والرسومات التقليدية. ويبلغ سعر سجادة بقياس 60 سم × 90 سم من الحرير المصنوع آلياً بتصميم “شجرة الحياة” نحو 4,980 درهماً، بينما تكون تكلفة النسخة اليدوية أعلى بكثير وتستغرق وقتاً أطول لصنعها.

يقول مير: “يبلغ سعر السجادة شبه اليدوية الصنع الصغيرة قياس 60 سم × 90 سم نحو 800 درهم، بينما يصل سعرها إذا ما كانت يدوية الصنع إلى 50,000 درهم”. ويضيف: “في الماضي لم يكن السجاد الآلي الصنع يتمتع بتصاميم معقدة، ولكن التكنولوجيا تطورت، وأصبح لدينا الآن سجاد شبه يدوي الصنع، يتمتع بنفس مظهر السجاد اليدوي، وبأسعارٍ معقولة. في الماضي كان السجاد الجميل للأغنياء فقط، ولكنه أصبح متاحاً للجميع الآن”.
المصدر: ذا ناشيونال