الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
سجاد الملوك.. معرض للسجاد النادر في “أتلانتيس ذا رويال” دبي
يضم المعرض 30 سجادة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وهي عبارة عن تحف فنية صُنعت ببراعة فائقة من أفخر أنواع الخيوط، وبتصاميم فريدة، وتعود إلى عائلة غانبارينيا، ومجموعات خاصة لهواة جمع التحف من مختلف أنحاء العالم.

كيوبوست- ترجمات
آياز زاكر♦
سلّط آياز زاكر الضوء في “الخليج تايمز”على المعرض الحصري الذي استضافه فندق “أتلانتيس ذا رويال”، وهو أحدث جواهر أفق دبي، وضم قطعاً من السجاد العتيق الذي استخدمه الملوك في القرن التاسع عشر. وقد نظم المعرض كل من أمير غانبارينيا والدكتور أفشين غانبارينيا من شركة “هيريتاج كاربتس” بهدف الحفاظ على تقاليد نسج السجاد اليدوي.
على سبيل المثال، فإن السجادة التي تظهر صورتها أدناه نسجت بناء على أوامر الملك ناصر الدين شاه قاجار، من سلالة قادار، في القرن التاسع عشر، واستغرق العمل عليها أكثر من عشر سنوات، ومرت بمراحل عديدة من المسودات، وتم إحضار فنانين من الهند وأرمينيا والصين لإنهائها. وهي القطعة الأعلى ثمناً في المعرض.
وأشار أمير إلى أن الدافع الرئيسي وراء هذا المعرض هو الحفاظ على فن حياكة السجاد عند جيل الشباب، ونشر ثقافة تقدّر هذا الفن. وقال أمير: “تتراوح قيمة القطع المعروضة بين مئتي ألف وسبعة ملايين دولار”. وأضاف “في هذا المعرض نتيح الفرصة للجيل الجديد كي يفهموا هذا الفن الذي نفتخر به منذ آلاف السنين، ويشعروا به ويلمسوه بأيديهم”.
اقرأ أيضاً: دبي تحتضن معرضاً للسجاد الإيراني يعرض مجموعة تاريخية تقدر بملايين الدولارات
دخلت عائلة غانبارينيا عالم صنعة السجاد منذ عام 1841، وأتقنوا هذه الحرفة وتوارثوها عبر الأجيال. قال محمود غانبارينيا، والد أمير وأفشين ورئيس مجلس إدارة شركة “هيريتاج كاربتس” الذي افتتح أول متجر له في الإمارات قبل أربعين عاماً: “لقد انطلقنا من إيران، واليوم نحن موجودون في 29 دولة حول العالم”. وأضاف: “نشكر الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها الحاليين على دعمهم لنا حتى أصبحت الإمارات بوابة لعرض وبيع هذه القطع الفنية الرائعة في جميع أنحاء العالم. وذلك بفضل الخدمات اللوجستية المتاحة، والاحترافية وسهولة الوصول إلى الدولة”.

ويضم المعرض 30 سجادة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وقال عنها الدكتور أفشين إنها تحف فنية صُنعت ببراعة فائقة من أفخر أنواع الخيوط، وبتصاميم فريدة. وأشار إلى أن القطع التي يضمها المعرض تعود إلى عائلة غانبارينيا ومجموعات خاصة لهواة جمع التحف من مختلف أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً: سجاد يروي خمسة أجيال من التاريخ الفارسي
وقال: “في الماضي كان هنالك وعي أكبر بقيمة السجاد، ليس فقط لقيمته الجمالية، بل لقيمته الاستثمارية. ومن الصعب العثور على تحف جيدة وأصلية، ويتطلب الأمر رحلة طويلة لفهم الفن والنسيج والجودة قبل الشراء”.

نشأ فن صنع هذا النوع من السجاد في إيران قبل أكثر من 2500 عاماً، ولكل سجادة قصة خاصة بها. في الماضي، كانت تنسج كل قطعة وفقاً لطبيعة وتضاريس المنطقة لتعكس الجمال الطبيعي والزخارف الطبيعية والزهور الفنية مثل اللوتس، وفن الخزف الإيراني والشعر الفارسي، والكثير غيرها مما يعكس جمال الطبيعة.
وذكر الدكتور أفشين: “تُعتبر عملية تقادم هذا النوع من السجاد فريدة من نوعها، إذ تصبح السجادة بمرور السنين أكثر نعومةً وإرضاء للعين بألوانها النابضة بالحياة التي تزداد جمالاً”.

وأشار الدكتور أفشين إلى أن هذا الفن مستدام وصديق للبيئة، وأوضح أن عملية صنعه طبيعية بالكامل وأن عائلته بأكملها كانت تشارك في نسجه في الماضي. وأضاف: “كان أفراد الأسرة يقومون بحلق الصوف المستخدم في السجادة من الخراف، ويعمل آخرون على الصباغة والتصميم والنسج وغيرها من المهام”.
بعد حلق صوف الخراف يتم غسله، وتقويم أليافه يدوياً، ثم نسجه في خيوط، يتم بعد ذلك صبغها بصبغات طبيعية بمئات الألوان المختلفة وتجفيفه في أشعة الشمس لعدة أيام.

وأوضح الدكتور أفشين: “يجب على الحائك الرئيسي أن يعمل على التصميم لعدة أيام حسب حجم السجادة. ويتطلب صنع سجادة مساحتها أربعة أمتار مربعة عمل أربعة أشخاص حوالي عشر ساعات يومياً لمدة عامين تقريباً. أما القطع الأكبر ذات التصاميم المعقدة والجودة العالية جداً، فقد يستغرق الأمر أكثر من عشر سنوات حتى تكتمل التحفة الفنية”.
المصدر: خليج تايمز