الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجيا
ستيفن بير يكتب عن مزايا وكيفية دمج الذكاء الاصطناعي في التعلم والتطوير
حمل الذكاء الاصطناعي معه الكثير من التكهنات والقلق بشأن الوظائف والاستراتيجيات الحالية. ولكن لا مبرر لكل ذلك، خاصة في المجالات التي يكون فيها المحتوى والبيانات شيئاً بالغ الأهمية.

كيوبوست- ترجمات
ستيفن بير♦
يبدأ ستيفن بير مقاله في مجلة “فوربس”، بالإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي، بمختلف منتجاته، بات، ومن دون أن ندرك، جزءاً أساسياً في كل تفاصيل حياتنا اليومية.
إن مفهوم الذكاء الاصطناعي يرتبط لدى معظمنا بصور الروبوتات التي تشبه البشر، بدءاً بعمليات البحث على محرك غوغل، مرورا بمقترحات “أمازون” التسويقية التي يطرحها علينا، وتحذيرات أليكسا لنا بشأن الطقس الماطر المتوقع، وصولاً إلى مواقع الدردشة الآلية.
لا ينبغي النظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه بديل للمشاركة البشرية، بل كوسيلة لتعزيز القدرات البشرية وتحرير المخزون المعرفي لدينا حتى نتمكن من الإبداع والابتكار أكثر.

وعلى الرغم من الوتيرة السريعة لتطور الذكاء الاصطناعي فهو لم يصل بعد إلى إمكاناته الكاملة في مجال التعلم والتطوير. ففي عالم الأعمال والاقتصاد دائم التغير تحتاج عملية التعلم والتطوير إلى أكثر من مجرد توفير التدريب للعاملين في مؤسسةٍ ما، بل إن الأهم هو بناء ثقافة التعلم المستمر التي تتيح التكيف مع الاحتياجات المتغيرة.
تقليدياً، تُستخدَم أنظمة إدارة التعلم كمنصة يمكن للمسؤولين في الشركات من خلالها تحديد وتتبع التدريب المنظم للموظفين. وبالانتقال إلى المستوى التالي يمكن لمنصة نظام إدارة التعلم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي استخدام خوارزميات التعلم لجمع البيانات، وتخصيص تجربة التعلم للمستخدمين.
ويمكن للذكاء الاصطناعي اختبار مستوى ونوعية المعرفة الحالية للمتعلم وتكييف عملية التعلم لتناسب احتياجاته المعرفية. ويمكنه أيضاً تعديل وتيرة وعمق واتساع المحتوى الذي يستهلكه المتعلم وفقاً لمتطلباته الفريدة. كما يمكن للنظام أن يجمع البيانات من جميع المتعلمين الذين يستخدمونه لتكييف عملية التعلم وفق الحاجة.
تاريخياً، تمكنت الاختراعات التي عملت على أتمتة عمل ما من جعل هذا العمل أكثر كفاءة وفعالية وأقل تكلفة، وبالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، فإن عملية التعلم والتدريب يمكن أن تقلِّل عدد ساعات العمل الإداري المنهكة، وبالتالي توفر المزيد من الوقت للابتكار والتطوير.
اقرأ أيضاً: كيف خسرت سيري وأليكسا ومساعد جوجل سباق الذكاء الاصطناعي
ومن المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي تسريعها:
تلخيص النصوص
إنشاء النصوص
تحديد أسلوب الكتابة المناسب لموضوع معين
إنشاء بنوك أسئلة شخصية
إنشاء صور من النصوص
صياغة أسئلة للعملاء بناءً على تحليل احتياجاتهم
تحرير النصوص
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التواصل والتنسيق ضمن المؤسسة، بما يضمن وصول المعلومة الصحيحة إلى كل من يجب أن تصل إليه، وذلك من خلال تدوين الاجتماعات وتوفيرها لمن لم يتمكنوا من حضورها، وتسهيل التواصل وتقديم المعلومات من خلال روبوت المحادثة، وتوفير إمكانية استرجاع المعلومات على الفور أثناء الاجتماعات والعروض التقديمية.

كان التعلم الإلكتروني تقليدياً عملية أحادية الاتجاه، ولكن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يجعل التعلم الإلكتروني يبدو وكأنه يتدفق ذهاباً وإياباً، أو كأنه حوار مع مدرسٍ واسع المعرفة، أو ربما يمكن استخدام الألعاب التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للحصول على تجربةٍ تفاعلية غامرة من خلال تحويل المحتوى المرتبط بالعمل إلى تجربة تعلم تكيفية.
كما يمكن تخصيص برامج الدردشة أو سيناريوهات التعلم بما يتناسب مع مستوى خبرة المتعلم والمستوى الوظيفي له ومدى كفاءته. والأهم من ذلك هو أن المحادثات بين المتعلمين وروبوتات المحادثة يمكن أن تزود الشركات ببيانات مفيدة يمكن استخدامها لقياس احتياجات موظفيها وكفاءتهم.
اقرأ أيضاً: لا خوف من نهاية عالم الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي حتى الآن
وكما كانت عليه الحال في معظم التقنيات الجديدة، حمل الذكاء الاصطناعي معه الكثير من التكهنات والقلق بشأن الوظائف والاستراتيجيات الحالية. ولكن لا مبرر لكل ذلك، خاصةً في المجالات التي يكون فيها المحتوى والبيانات شيئاً بالغ الأهمية.
الذكاء الاصطناعي لن يقضي على التفكير الإبداعي لمصمم تعليمي، ولكنه يوفِّر الوقت من خلال طرح أسئلة تقييمية محتملة، ولن يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على سلب القدرة الفنية للمخرج الإبداعي، ولكنه قد يساعد في توليد الأفكار عندما يكون الوقت أمراً جوهرياً.
وكما يقول دونالد كلارك، الرئيس التنفيذي لشركة “وايلدفاير ليرنينغ”، فإن الذكاء الاصطناعي ليس شخصاً، لا يجب شخصنته، بل يجب اعتباره تقنية كفوءة دون فهم.
♦المدير الإبداعي لقسم إثارة وإشراك المتعلمين في معهد ترينينغ أركيد.
المصدر: فوربس