الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةشؤون دولية

ستة ابتكارات رائدة لأمريكيين من أصل عربي

كيوبوست- ترجمات

تتحدث إليزابيث يوكو في هذا التقرير عن ستِّ قاماتٍ أمريكية بارزة، من أصلٍ عربي، قدّمت إسهاماتٍ علمية وطبية وهندسية مهمة، من التشفير، إلى القلب الاصطناعي، إلى الآيبود..

1-الإرسال التلفزيوني وشاشات “إل سي دي”

ولد حسن كامل الصبّاح في النبطية بلبنان عام 1895، ودرس الرياضيات ثم قام بتدريسها في الجامعة الأمريكية في بيروت قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1921. بعد فترةٍ قصيرة من الدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حصل الصبّاح على درجة الماجستير في العلوم الهندسية من جامعة إلينوي، كما تقول لجين نصر الله، الاختصاصية في الاتصالات، في المتحف الوطني العربي الأمريكي في ديربورن، ميشيغان.

التلفاز

في عام 1923، وظفته شركة “جنرال إلكتريك” للعمل في مختبرها الهندسي. وفي الفترة بين عامي 1927 و1935، تقدم بطلب للحصول على براءات اختراع لـ 52 من اختراعاته أثناء عمله في شركة جنرال إلكتريك. بعض براءات الاختراع التي حصل عليها الصبّاح خلال فترة عمله في جنرال إلكتريك تشمل ثلاثة ابتكارات في تكنولوجيا البث التلفزيوني (منحت بين عامي 1928 و1930)، واثنتان لأنابيب أشعة الكاثود (1935).

وعلى الرغم من وفاة الصبّاح في حادث سيارة عام 1935، استمر مهندسو جنرال إلكتريك في الاعتماد على التكنولوجيا التي اخترعها، بما في ذلك تطوير شاشة الكريستال السائل (LCD) بناءً على إحدى براءات اختراعه. قدّم الصبّاح العديد من الإسهامات المهمة الأخرى في العلوم والتكنولوجيا والهندسة، خاصة في مجال الطاقة الشمسية.

اقرأ أيضًا: التلفاز.. الجهاز الذي تنافس على ابتكاره عديد من العلماء

2- تقنية التعرّف على المشاعر

بينما كانت رنا القليوبي تُكمل بحث الدكتوراه في جامعة كامبريدج في إنجلترا، في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، لم تشعر أبداً كما لو أنها تستطيع التواصل حقاً مع ذويها في الوطن. تقول نصر الله: “بعيداً عن عائلتها وأصدقائها في مصر، تمنّت رنا القليوبي أن يتمكن جهاز الكمبيوتر الذي تمتلكه من نقل حالتها العاطفية على نحوٍ أفضل”، وذلك عندما قررت إيجاد طريقة لصنع تكنولوجيا أكثر ذكاءً عاطفياً.

بعد حصولها على الدكتوراه، شغلت رنا القليوبي منصب عالمة أبحاث في مجموعة الحوسبة العاطفية في مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. هناك، أصبحت جزءاً من فريق طوّر “أداة مساعدة سمعية عاطفية”، بالإضافة إلى نظارات يمكنها قراءة المشاعر، إلى جانب الإشارات الاجتماعية.

وابتكرت رنا القليوبي بالاشتراك مع زميلةٍ لها، التكنولوجيا القابلة للارتداء في عام 2006، التي تُعرف رسمياً باسم “أداة الذكاء العاطفي الاجتماعي”، للأشخاص المصابين بالتوحُّد، الذين يجدون صعوبة في تحديد وفهم مشاعر الآخرين أثناء تواصلهم معهم.

في عام 2009، شاركت رنا القليوبي وزميلتها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تأسيس شركة تُسمى “أفيكتيفا” (Affectiva)، التي تستخدم التعلُّم العميق، والرؤية الحاسوبية، وعلوم الكلام، وكميات هائلة من بيانات العالم التي تحدث في الوقت الفعلي لتطوير تقنية التعرُّف على المشاعر.

وفي هذا، تقول لجين نصر الله: “إن تقنيتها الرائدة تقرأ بدقة التغيّرات الدقيقة في تعابير الوجه التي تنقل المشاعر”، مضيفة أن رنا القليوبي عضو في “قاعة مشاهير النساء في الهندسة”.

اقرأ أيضًا: كيف تمنع شركات الهاتف من تعقب تحركاتك؟

“آي فون” أتاح لنا حمل جهاز كمبيوتر صغير للغاية مع إمكانية الاتصال بالإنترنت في جميع الأوقات

3- “آي بود” و”آي فون”

في الماضي غير البعيد، كان الاستماع إلى الموسيقى خارج منزلك يتطلب إحضار الألبوم الفعلي معك على مسجل أو شريط صوتي أو قرص مضغوط. وعلى الرغم من وجود مشغلات “إم بي ثري” المحمولة قبل عام 2001، فإن أياً منها لم يكن شائعاً بما يكفي لجعل الجهاز هو الطريقة القياسية للاستماع إلى الموسيقى أثناء التنقل.

في ذلك الوقت، قام الرئيس التنفيذي لشركة “آبل” ستيف جوبز بتعيين المخترع العربي الأمريكي أنتوني “توني” فاضل، مسؤولاً عن مجموعة مشاريع خاصة جديدة داخل الشركة المكلفة بالقيام بذلك. وكانت النتيجة جهاز “آي بود”، الذي أُطلق في عام 2001.

واصل فاضل، المعروف الآن باسم “والد جهاز آي بود”، الإشراف على أول 18 محاولة للجهاز قبل أن يُكلّفه جوبز بمهمته التالية؛ تطوير هاتف محمول فيه العديد من الميزات نفسها مثل آي بود.

هذه المرة، كان المنتج النهائي هو “آي فون”، الذي أتاح لنا حمل جهاز كمبيوتر صغير للغاية مع إمكانية الاتصال بالإنترنت في جميع الأوقات، وفي هذه العملية، تغيّرت طريقة وصول الأشخاص إلى المعلومات. وشارك فاضل في تطوير الأجيال الثلاثة الأولى من “آي فون”.

توني فاضل

4- تطوير الجراحة

ولد مايكل ديباكي (الاسم الإنجليزي لـ دبغي) في ليك تشارلز بولاية لويزيانا عام 1908 لمهاجرين لبنانيين، ونشأ وهو يقضي بعض الوقت في صيدلية والده ويستمتع بالخياطة والبستنة، وتعلّم كيفية عمل المحركات والآلات الأخرى. حصل على شهادته الطبية في عام 1932 وعمل في قسم الاستشاريين الجراحيين في مكتب الجراح العام للجيش من عام 1942 إلى عام 1946.

خلال هذا الوقت، طور دبغي وزملاؤه “وحدات مخصصة لتقديم الرعاية الجراحية” للجنود المُصابين بالقرب من الخطوط الأمامية. نُشرت هذه الوحدات لأول مرة في عام 1943، على الرغم من أنها اشتهرت بعملهم خلال الصراعين الكوري والفيتنامي، عندما كانت تُعرف باسم وحدات المستشفى الجراحي المساعد المتنقل.

تواصلت إسهامات دبغي الجراحية على مدى العقود العديدة التالية، وشملت إجراء أول إزالة ناجحة لانسداد الشريان السباتي (1953)، وتطوير المفهوم الكامن وراء جراحة تحويل مسار الشريان التاجي (1963)، والريادة في مجال التطبيب عن بُعد مع أول استعراض لجراحة القلب المفتوح المنقولة إلى الخارج عبر الأقمار الاصطناعية (1965)، وكان أيضاً أول من استخدم القلب الاصطناعي الجزئي (1966).

مايكل ديباكي

5- أمن الإنترنت

في حين أن أمن الانترنت أصبح من أهم المجالات الآن، لم يكن هذا هو الحال عندما بدأ عالم التشفير المصري المولد، طاهر الجمل، عمله الرائد في هذا المجال، في ثمانينيات القرن العشرين. نشر الجمل ورقة في عام 1984، حول “نظام التشفير والتوقيع الإلكتروني على أسس الخوارزميات”، التي أصبحت أساس خوارزمية التوقيع الرقمي، ثم استخدم هذا العمل في تطوير خوارزمية التوقيع الرقمي (DSA).

أصبح ابتكار الجمل أكثر تأثيراً بعد أن اعتمده “المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا”، وصار المعيار للتوقيعات الإلكترونية.

اختراع الجمل للوغاريتم المنفصل كان أيضاً علامةً فارقة مهمة في التشفير. فقد ألهم عمله أشكال التشفير الأخرى، ومهّد الطريق لإنشاء خوارزميات أكثر تقدماً، مثل معيار التشفير المتقدم. بالإضافة إلى ذلك، كان الجمل القوة الدافعة وراء طبقة منافذ التوصيل الآمنة (SSL)؛ وهو عبارة عن بروتوكول يحافظ على أمان الاتصالات عبر الإنترنت، مثل البريد الإلكتروني، والرسائل الفورية. وبفضل هذا التطور التكنولوجي الكبير، يعرف الجمل باسم “والد SSL”.

عالم التشفير المصري المولد، طاهر الجمل

6- مخروط الوافل

على الرغم من أنه قد لا يكون الاختراع الأكثر تقنية في القائمة، فإن مخروط الوافل يبرز ليس فقط لأنه لذيذ، ولكن لأنه لم يدّع ابتكاره شخصٌ واحد، بل أربعة أمريكيين عرب مختلفين. يؤكد الرجال الأربعة أن ابتكارهم للآيس كريم نشأ في معرض شراء لويزيانا عام 1904، المعروف باسم معرض سانت لويس العالمي.

لكن وفقاً للجين نصر الله، كان لكل من إرنست حموي، ونيك كباز، وآبي دومار، وليون هولوي قصته الخاصة حول كيفية توصلهم إلى مخروط الوافل في عام 1904. وتضيف قائلةً: “نحن نعطي الفضل لجميع القصص الأربعة، لكننا لا نعترف بأيٍّ من القصص على أنها أكثر منطقية من القصص الأخرى.. لا يزال لغزاً حتى يومنا هذا!”

وعلى الرغم من أننا قد لا نعرف أبداً من ابتكر لأول مرة مخروط الآيس كريم الصالح للأكل الذي يُحمل في اليد، يمكن القول إن المعرض العالمي لعام 1904 وبائعي الحلويات الأمريكيين العرب كان لهم يد في انتشار ما نعرفه الآن باسم مخروط الوافل.

المصدر: هيستوري

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات