الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
ساطع الحاج ل”كيوبوست”: لا أعرف ما دار في اللقاءات بأديس أبابا
دعوة عشاء قطرية لمحاولة إفساد مفاوضات فرقاء السودان

كيوبوست
مرة أخرى تظهر الدوحة كداعم لتعزيز الخلافات وإثارة الفتن؛ فبالتزامن مع نشر جريدة “نيويورك تايمز” تسجيلات صوتية تؤكد ضلوع قطر في تنفيذ تفجيرات بالصومال عبر متطرفين قامت بتمويلهم ماليًّا، تحدثت تقارير صحفية سودانية، خلال اليومين الماضيين، عن قيام رئيس حركة العدل والمساواة المسلحة السودانية جبريل إبراهيم، بزيارة السفارة القطرية في أديس أبابا؛ للمشاركة في عشاء شارك فيه رجال من المخابرات القطرية، كان هدفهم إفشال محاولة الوصول إلى اتفاق سوداني في ظل الرغبة القطرية في إعادة حلفائها من الإسلاميين إلى السلطة وعدم نقل السلطة إلى المدنيين.
شاهد: ما فعله الإخوان في السودان
وتشهد العاصمة الإثيوبية، خلال الأيام الجارية، مباحثات مطولة ومستفيضة بين الحركات السودانية المسلحة وقوى إعلان الحرية والتغيير؛ بهدف التوصل إلى اتفاق سلام بين مختلف القوى السياسية، تمهيدًا لتشكيل الحكومة الانتقالية التي ستقود البلاد خلال السنوات الثلاث المقبلة؛ من أجل التمهيد لإجراء انتخابات رئاسية تبدأ مرحلة ديمقراطية جديدة من عمر السودان بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، إثر تظاهرات واسعة عمَّت أرجاء السودان.
ورفضت حركة العدل والمساواة المسلحة، التي تشكل جزءًا من الجبهة الثورية، اتفاق تقاسم السلطة الموقَّع بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، في الوقت الذي تحاول فيه القوى المدنية ضمها إلى الاتفاق؛ من أجل دخول المرحلة الانتقالية بلا عقبات.
اقرأ أيضًا: اتفاق الفرقاء في السودان.. وعقبات مرحلة ما بعد البشير
وسبق أن استضافت الدوحة في نهاية مايو الماضي وفدًا ضمّ عددًا من الشخصيات السودانية؛ منها رئيس الحزب الناصري السوداني ساطع الحاج، وهي الزيارة التي تسببت في اتهامه بالخيانة من قِبَل مدونين سودانيين قاموا بتدشين وسوم ضده على “تويتر” باسم “ساطع الحاج خائن“.

الحاج قال ل”كيوبوست”، إنه موجود في الخرطوم ولا يعرف ما دار في اللقاءات الجارية بأديس أبابا، مشيرًا إلى أنه حاول التواصل مع جبريل إبراهيم؛ لكن هاتفه كان مغلقًا ولم يتمكن من التواصل معه، وهو ما جعله لا يعرف أي تفاصيل عن التقارير الصحفية المنشورة بالصحف السودانية.
واعترف أحمد تقد لسان، أمين التفاوض والسلام بحركة العدل والمساواة السودانية، ل”كيوبوست”، بصحة التقارير الصحفية المنشورة عن تلبية رئيس الحركة لدعوة عشاء من السفير القطري، مؤكدًا أن الأمر ليس بحاجة إلى الحديث في الإعلام.
وأضاف تقد أنه طلب بالفعل من إبراهيم المغادرة قبل أن يتم العدول عن هذا الموقف مرة أخرى؛ حيث عاد للمشاركة في الاجتماعات؛ رافضًا الحديث عن مزيد من التفاصيل انتظارًا لما ستُسفر عنه الاجتماعات.
اقرأ أيضًا: تعثُّر جهود الوساطة يُعيق مسار العملية الانتقالية في السودان
وعن العلاقات القطرية-السودانية قال أدهم محمود، الباحث السوداني بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، ل”كيوبوست”: “إن قطر تواجه مشكلة حقيقية في علاقتها بالسودان؛ خصوصًا بعد رفض استقبال المجلس العسكري وفدها السياسي الذي وصل بعد الإطاحة بحكم البشير”، مشيرًا إلى أن النظام القطري لا يجد سوى في الإسلاميين الأمل الأخير بالنسبة إليه؛ لكي يبقى مؤثرًا في صناعة القرار داخل السودان، وهو ما لن يكون له مكان في الفترة المقبلة.
وأضاف محمود أن الأهداف القطرية تتماهى مع التوجهات التركية والإسرائيلية في آن واحد من حيث الرغبة في عدم وجود استقرار داخل السودان وإثارة الخلافات وجعل التوافق السياسي مسألة لا تتحقق بما يعيق أية خطوة نحو الديمقراطية؛ وهو ما لم يرتبط بالسودان فقط ولكن أيضًا بعلاقاته مع دول القرن الإفريقي، مشيرًا إلى أن المحاولات الخاصة بالوساطات القطرية في تسوية النزاعات الإفريقية السابقة لم تكن سوى مسكنات وحلول مؤقتة، وأكثر ما يضايق الدوحة في الوقت الحالي هو غيابها الكامل عن المفاوضات التي يتم إجراؤها بوساطة إفريقية وإثيوبية.