الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دولية

زيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية في حقيقة الأمر تتعلق بروسيا

كيوبوست- ترجمات

بريان بينيت♦

قالت مجلة تايم إن رحلة جو بايدن عبر الشرق الأوسط للمرة الأولى كرئيس، تحمل العديد من الملفات التي ينتظر مناقشتها مع مختلف قادة المنطقة؛ غير أن هناك ملفات قد انحسر عنها الضوء، مثل تركيزه على حملة حقوق الإنسان، ليفسح المجال أمام أجندة السياسة الواقعية.

اقرأ أيضاً: بايدن يتوجه إلى السعودية بآمال كبيرة وتأثير متضائل

ويقول آرون ديفيد ميلر، المستشار السابق لشؤون سياسة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية: “لقد أعطى الغزو الروسي لأوكرانيا هذه الرحلة تركيزاً أكبر على المنافسة بين القوى العظمى”.

وحتى مع بدء العقوبات في إلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي، فإن الولايات المتحدة ترى دولاً في مختلف أنحاء العالم حذرة في رهاناتها مع أو ضد موسكو.

منشأة معالجة خريص في حقل خريص النفطي بالمملكة العربية السعودية- “بلومبرغ”

فإسرائيل، على سبيل المثال، مستمرة في الحفاظ على علاقاتها المفتوحة مع روسيا على أمل إدارة التهديدات الأمنية القادمة من سوريا؛ حيث تمتلك روسيا قاعدة عسكرية، وتميل إلى إقامة علاقات طويلة الأمد بين الإسرائيليين واليهود الروس.

اقرأ أيضاً: أزمة في العلاقات الأمريكيةالشرق أوسطية

ومن جانبها، ترى المملكة العربية السعودية أن علاقتها مع روسيا الغنية بالنفط وسيلة للمساعدة في التأثير على أسواق الطاقة العالمية، التي يعتمد عليها الاقتصاد السعودي إلى حد كبير.

وهناك مصالح متقاطعة مماثلة تظهر في جميع أنحاء العالم؛ حيث يقول ميلر: “من بين الدول العشر الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، هناك دولة واحدة فقط اندفعت إلى اتخاذ حزمة شاملة من الإجراءات ضد روسيا؛ وهي نحن”. 

الجلسة الافتتاحية لندوة منظمة الطاقة الدولية أوبك حول آفاق مستقبل الطاقة في الرياض.. السعودية فبراير 2022- “رويترز”

ولهذا السبب، فإن رحلة بايدن تشكل جزءاً من جهود أوسع نطاقاً تبذلها الولايات المتحدة لدعم ما يطلق عليه الخبراء الاستراتيجيون داخل الجناح الغربي “القوى الوسطى“؛ وهي تلك الدول التي يمكن استدراجها إلى الجانب الروسي مع تسبب الصراع في أوكرانيا في إعادة احتدام المنافسة بين موسكو وواشنطن.

اقرأ أيضاً: نيويورك تايمز”: زيارة بايدن إلى السعودية انتصار للواقعية السياسية

وقد اتفقت مجموعة منتجي النفط التي تقودها السعودية، في يونيو الماضي، على زيادة مبيعات النفط؛ لكن الإنتاج تخلَّف حتى الآن عن الأهداف.

وسوف تستغرق أية زيادة في إنتاج النفط من المنطقة شهوراً حتى يكون لها تأثير على أسعار الغاز المرتفعة بالفعل في الولايات المتحدة؛ وهو ما يشكل أزمة سياسية كبيرة لبايدن مع خوضه انتخابات التجديد النصفي.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي خلال جلسة مجموعة العشرين في بوينس آيرس- “أسوشييتد برس”

ولأكثر من عقدَين من الزمان، عملت الولايات المتحدة على دمج روسيا في الاقتصاد العالمي على أساس فكرة مفادها أن مصالح روسيا سوف تبدأ في التوافق بشكل أكبر مع المصالح الاقتصادية الأمريكية والأوروبية؛ إلا أن بوتين أظهر من خلال غزواته المتكررة لأوكرانيا أنه غير راغب في كبح جماح طموحاته. 

اقرأ أيضاً: هل تقف العلاقات السعوديةالأمريكية على مفترق طرق حاسم؟

والآن أصبحت علاقات روسيا بالاقتصاد العالمي أحد أصولها الاستراتيجية؛ حيث تعاني الولايات المتحدة وأوروبا من مدى صعوبة عزل الاقتصاد الروسي الذي يبلغ حجمه 1.7 تريليون دولار دون الإضرار بالاقتصاد الأوروبي والأمريكي.

وأشارت المجلة إلى أنه بعد مغادرة بايدن، يعتزم بوتين زيارة المنطقة في الأسبوع المقبل؛ حيث من المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي في طهران مع زعيمَي إيران وتركيا. وتشعر إدارة بايدن بالقلق من بيع إيران طائرات من دون طيار إلى روسيا؛ بهدف استخدامها في ساحة المعركة في أوكرانيا.

مراسل مجلة “تايم” في البيت الأبيض.

المصدر: مجلة تايم

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة