الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
زلزال تركيا سببه حركة الصفائح التكتونية
من الناحية الجيولوجية هذه المنطقة محصورة بين الألواح التكتونية الإفريقية والآسيوية والعربية.. وهي السبب خلف النشاط الزلزالي الأخير

كيوبوست- ترجمات
بايمايا واي-هاس♦
عندما ضرب الزلزال المدمر جنوب تركيا، انهارت عشرات المباني وقُتل المئات وأُصيب الآلاف وفقد عشرات الآلاف من السكان منازلهم. وهذه المنطقة ليست غريبة على الزلازل؛ ولكن تتميز عن غيرها من المناطق ذات النشاط الزلزالي المرتفع التي يمكن إرجاع نشاطها إلى التقاء صفيحتَين تكتونيتَين رئيسيتَين فقط، فالوضع في محيط بحر إيجة مختلف تماماً؛ حيث ترجع أسباب الهزات والزلازل إلى أن البانوراما الجيولوجية المعقدة التي تشكِّل المنطقة تشوبها شبكة من الفوالق والعيوب.
وقد وصف عالم الجيولوجيا البحرية بجامعة لشبونة جواو دوارتي، هذه المنطقة بأنها “من أكثر المناطق تعقيداً في العالم”، بينما قالت لورا غريغوري، باحثة الزلازل في جامعة ليدز في المملكة المتحدة، إن التعقيد التكتوني يجعل من الصعب جداً فهم المخاطر في هذه المنطقة. وقالت: “لا يوجد فالق واحد كبير يمكننا التركيز عليه؛ ولكن هنالك العديد من الجيوب الموجودة على مساحة واسعة يمكن أن يسبب معظمها زلزالاً مدمراً كالذي حدث مؤخراً”.
شاهد: فيديوغراف.. الإمارات توجه بمساعدات عاجلة لسوريا وتركيا بعد الزلزال
في عام 1688 ضرب زلزال مدمر قوته 7 درجات، محيط مدينة إزمير؛ أدى إلى انخفاض سطح الأرض بأكثر من قدم، وذهب ضحيته أكثر من 16,000 شخص. وفي عام 1903 ضرب زلزال قوته 8.3 درجة بالقرب من جزيرة كيثيرا اليونانية، فكان أقوى الزلازل التي سجلتها الأجهزة الحديثة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبين عامَي 1993 و1999 ضربت زلازل مدمرة تجاوزت قوتها 7 درجات، مناطق متعددة من الجزء الشمالي من صفيحة الأناضول؛ وهي الجزء التكتوني الرئيسي الذي يقع تحت تركيا.
من الناحية الجيولوجية، هذه المنطقة محصورة بين الألواح التكتونية الإفريقية والآسيوية والعربية. فإلى الشرق من بحر إيجة، تصطدم الصفيحة العربية بالصفيحة الأوراسية، وتدفع سلسلة من الجبال؛ ومنها جبال زاغروس، كما تدفع بصفيحة الأناضول باتجاه الغرب. يصف خبير الصفائح التكتونية بجامعة تكساس، هذه العملية بقوله: “تدفع صفيحة الأناضول نحو الخارج؛ مثل بزرة البطيخ بين إصبعَين”.

تقول الباحثة في مركز ألاسكا للزلازل، إيزغي كاراسوزين: “إن سبب اتساع رقعة هذه المنطقة هو موضع نقاش كبير، ومن المحتمل أن يكون هنالك مزيج من ثلاث قوى رئيسية وراء ذلك”.
اقرأ أيضاً: حيوانات تستشعر الكوارث!
يأتي أحد الأسباب من تأثير “بذرة البطيخ” الذي يسبب ما يُعرف بالإفلات التكتوني. مع تحرك الصفيحتَين العربية والأوراسية الأكبر حجماً حول صفيحة الأناضول، يتم دفع صخور القشرة الأرضية والضغط عليها. والسبب الرئيسي الآخر هو ما يُعرف باسم “ارتداد اللوح” الذي يحدث عندما تتجعد إحدى الصفائح التكتونية تحت صفيحة أخرى، وهذا ما يحدث عندما تغوص الصفيحة الإفريقية تحت النصف الغربي من صفيحة الأناضول، تحت بحر إيجة. أما السبب الثالث فهو الجاذبية؛ فمركز صفيحة الأناضول سميك جداً، مما يعني أن كل شيء يريد أن يغرق ويتوسع نحو الحواف بفعل الجاذبية.
وبعد الزلزال الكبير يستمر العلماء في مراقبة الهزات الارتدادية؛ حيث تعد البيانات التي يتم جمعها بفهم أفضل للمخاطر الكامنة في الطبقات التكتونية في المنطقة. ويمكن للعلماء فقط من خلال دراسة كل من الأحداث الماضية والحالية أن يأملوا في تحسين فهمهم للمخاطر التي تحيط بالمنطقة، وربما في يوم من الأيام التوصل إلى إمكانية توقع الزلازل قبل وقوعها.
المصدر: ناشيونال جيوغرافيك