الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

ريفي لـ”كيوبوست”: لا أستبعد عودة سياسة الاغتيالات لـ”حزب الله”

وزير العدل اللبناني الأسبق والمدير الأسبق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي نفى أية علاقة له بالمحور التركي.. وطالب بانتخابات مبكرة وحكومة وحدة وطنية لإنقاذ لبنان

كيوبوست

أكد اللواء أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني الأسبق، والمدير الأسبق لقوى الأمن الداخلي، أن الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب، لا يمكنها ضبط الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالبلاد، مشيراً إلى أن القرارات تمرر فيها بموافقة “حزب الله”، بينما لم يستبعد عودة الحزب إلى سياسة الاغتيالات من أجل تحقيق أهدافه.

واستبعد ريفي، في مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، نشوب حرب تقليدية مع إسرائيل، مؤكداً أن الانسحاب الأمريكي من تمويل قوات اليونيفيل، سيؤدي إلى ضعف كبير في الإمكانات التي تمكنها من أداء مهامها.. وإلى نص الحوار..

•هل تتوقع حرباً لبنانية- إسرائيلية بسبب التوترات الموجودة على الحدود؟

– أستبعد أن تكون هناك حربٌ تقليدية متمثلة في اجتياح إسرائيلي بري؛ لكن يمكن أن نجد ضربات جوية ينفذها سلاح الطيران الإسرائيلي لمواقع يعتقدون أن بها مستودعات للذخيرة أو صواريخ باليستية؛ لكن لن يتجاوز الأمر بتوقعاتي هذه الغارات المحدودة.

قوات اليونيفل على الحدود اللبنانية – أرشيف

•كيف ترى الجدل المثار حول التمديد لقوات اليونيفيل، والتلويح الأمريكي بسحب التمويل المقدم إليها؟

– لا أعتقد أن انسحاب اليونيفيل بشكل كامل من لبنان أمر وارد؛ لكن واشنطن تضغط لتعديل مهمتها، وكونها الممول الأكبر سيؤثر الأمر على وجود القوات بالفعل. وأعتقد أن الأمم المتحدة ستضطر إلى تخفيض عدد القوات والمهام التي تقوم بها اضطرارياً؛ لتضمن الحفاظ على الحد الأدنى من دورها، فلا مفر من وجود قوة دولية تشرف على كل الحدود اللبنانية وتراقب ما يحدث، والانسحاب الأمريكي سيؤدي إلى تقصير وضعف بالإمكانات.

 اقرأ أيضًا: أزمة السفيرة الأمريكية تكشف عن سيطرة “حزب الله” على القضاء في لبنان

•لماذا لم تنجح الحكومة اللبنانية بعد مرور عدة أشهر على تأليفها في التعامل مع المشكلات بالشارع؛ خصوصاً في ما يتعلق بالاقتصاد؟

– لا نراهن كلبنانيين على هذه الحكومة؛ فهي أكثر عجزاً من أن تضبط الأمور؛ سواء في الداخل أو حتى في العلاقة مع المجتمع الدولي، هي حكومة من صنيعة “حزب الله” وتنفذ أجندته، صحيح أن بعض الوزراء فيها أشخاص محترمون؛ لكن تظل الحكومة تابعة للحزب ولا توافق وتمرر إلا ما يوافق عليه الحزب.. على المستوى النظري نرى تصريحات إيجابية؛ لكن في التطبيق نجد الوضع مختلفاً. أزمة لبنان في الوقت الحالي تتمثل في طبقته السياسية، والتي أصبحت مرتهنة لـ”حزب الله” الذي حول نفسه إلى ما يشبه المرشد على الجمهورية اللبنانية.

•لكن الحكومة تتهم أطرافاً داخلية بالعمل ضدها؛ خصوصاً في ما يتعلق بالسعي نحو الحصول على مساعدات من الخارج؟

– الحكومة الحالية تلقي فشلها على الآخرين؛ القرار الدولي كان واضحاً تجاه لبنان من البداية، عليكم كلبنانيين القيام بإصلاحات أولاً؛ لكي نتعاون معكم، وحكومة حسان دياب عاجزة عن إعادة ربط لبنان بالعالم العربي والغربي، وقامت بربط لبنان مع إيران في لحظة تصادم بين المشروعين العربي والغربي من ناحية، والمشروع الإيراني من ناحية أخرى، وسندفع كلبنان ثمن هذا الصدام، المطلوب في الوقت الحالي هو بمثابة عملية جراحية عاجلة للبلاد؛ من أجل رفع القبضة الإيرانية عنها، حتى تعود الدولة اللبنانية إلى هويتها الطبيعية، فـ”حزب الله” وكيل إيران في البلاد هو رمز للفساد ونهب الأموال العامة من خزانة الدولة، وليس من مصلحة لبنان في الوقت الحالي الحصول على أية مساعدات مالية من أصدقائنا؛ لأن هذه المساعدات ستطيل الوضع الحالي الذي نتمنى التخلص منه قريباً.

اقرأ أيضًا: وزيرة الإعلام اللبناني لـ”كيوبوست”: كل شخص أخل بأموال الشعب سيحاسب!

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون

•تتحدث عن تغييرات محورية ويتبقى أكثر من عامين على فترة بقاء الرئيس ميشال عون؟

– لا أعتقد أن العماد ميشال عون سيبقى حتى انتهاء فترته، وعليه الاختيار بين أن يكون أداة بيد المشروع الإيراني أو رئيساً للجمهورية اللبنانية، معبراً عن اللبنانيين كافة؛ فأكبر خطيئة سياسية حدثت في تاريخ لبنان هي التسوية الرئاسية، باعتقادي نحن اليوم في نهاية مرحلة نتمنى أن لا تطول؛ لأن وضع البلد لن يتحمل، المطلوب اليوم هو تقصير ولاية مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة وطنية لبنانية على غرار ما حدث في العراق؛ حتى يعود لبنان إلى موقعه الطبيعي.

اقرأ أيضًا: هل تستطيع حكومة “حزب الله” إنقاذ الاقتصاد اللبناني من الانهيار؟

•لكن الآلية لتنفيذ هذا التصور غير موجودة؟

– التعديل الدستوري ليس مطروحاً؛ ولكن يمكن طرح تقصير ولاية رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات نيابية جديدة؛ فالثورة الشعبية نزعت الشرعية عن مجلس النواب وأسقطتها عن الجميع، ويمكن أن تحدث الانتخابات النيابية المبكرة من خلال استقالة كتل نيابية ونواب، استجابة للمطالب الشعبية.

متظاهرون يرفعون الأعلام اللبنانية وسط بيروت- أرشيف

•هل يمكن أن يحدث ذلك من خلال تيار المستقبل بقيادة الرئيس سعد الحريري باعتباره يقود المعارضة اليوم؟

– لا أعرف مَن يمكن أن يفعل ذلك، وتيار المستقبل لا يقود المعارضة في الوقت الحالي، كما أن الثورة بها عقول لشباب وفتيات لبنانيين يمكن أن يقدموا لبلدهم الكثير؛ وهو ما نراهن عليه.

اقرأ أيضًا: “لبنان يقايض”.. هكذا يحاول اللبنانيون التغلب على أزمتهم الخانقة

•لكن حتى اليوم نقترب من 8 أشهر دون التقدم خطوة إلى الأمام، والأوضاع الاقتصادية تتجه من سيئ إلى أسوأ؟

– بالفعل، وقد تتطور الأمور لتصل إلى مرحلة أكثر سوءاً ستؤدي إلى شلل في المؤسسات، وبدأت بوادر هذا الأمر في المستشفيات التي أعلنت عدم قدرتها على استقبال بعض الحالات. ومن خلفيتي الأمنية، يمكن أن أؤكد أن انهيار الأوضاع المعيشية سيؤدي إلى زيادة الجرائم اليومية من سرقات وسطو، وستتزايد حالات الانتحار مع عجز الأفراد عن تأمين قوت يومهم لأولادهم.

حادث اغتيال رفيق الحريري – أرشيف

•وبالنسبة إلى الجرائم السياسية، هل تتوقع أن يقوم “حزب الله” بالعودة إلى سياسة الاغتيالات؟

– قياساً على المراحل السابقة، لا نستبعد هذا الاحتمال، فالحزب في كل أزماته اختار اغتيال شخصيات مؤثرة حتى يوجه الأوضاع إلى الاتجاه الذي يراه، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. ومن هنا أنبه دائماً الشخصيات اللبنانية لضرورة أن يكونوا في حالة يقظة أمنية دائماً.

اقرأ أيضًا: يد “حزب الله” الثقيلة تعزل لبنان عن العالم

•بمناسبة الاغتيالات، المحكمة الجنائية الدولية ستصدر حكمها في حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الشهر المقبل، هل ترى أن الحكومة اللبنانية ستتعاون مع الحكم؟

– هناك اتفاق ملزم بين المحكمة الدولية والدولة اللبنانية ممثلة في الحكومة، وكنت أحد المسؤولين الذين أسهموا في تقديم شهاداتهم للمحكمة، وهناك أدلة جنائية تُدين “حزب الله” وأعضاءه، ومَن يُقال إنه قُتل من المتهمين المطلوبين للعدالة في القضية علينا التأكد من مقتله عبر تحليل الحامض النووي، وليس مجرد أقاويل من الحزب وأعضائه؛ فهناك أشخاص يُقال إنهم قتلوا وأُعلن ذلك، لكنهم في الحقيقة يعيشون بأسماء جديدة في بلاد أخرى، فالقاتل مجرم وإرهابي يجب أن يسلم إلى العدالة، ولا يمكن أن يكون قديساً كما يتعامل “حزب الله” مع أعضائه حتى المتورطين في الجرائم.

بهاء الحريري

•طرح اسمك ضمن مجموعة شخصيات تعمل على التنسيق مع بهاء الحريري لمشروع سياسي يعتمد على المحور التركي خصوصاً في طرابلس؟

– هذا الحديث ليس له أي أساس من الصحة؛ لبنان عربية وستبقى عربية التوجه، وما يثار هو محاولة لشيطنة مدينة طرابلس بشكل رئيسي. مع احترامنا للأتراك والإيرانيين لبنان سيظل في محيطه العربي. أما السيد بهاء الحريري فهناك اتصالات معه، واتفقنا أن نلتقي في إحدى الدول بعد استقرار الأوضاع، وإتاحة حرية التنقل. لم أطَّلع بعد على مشروعه السياسي؛ لكن تربطني علاقة صداقة معه، وهذه العلاقة لن يكون لها أي تأثير على تعاوننا السياسي، إذا حدث، وبرأيي أن المنافسة السياسية حق مشروع لكل اللبنانيين؛ سواء بهاء الحريري أو غيره.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة