اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةحواراتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

ريتشارد باتر لـ”كيوبوست”: القضية الوحيدة التي يتفق عليها ساسة إسرائيل هي دعم الاتفاق الإبراهيمي

تحدث مدير مركز التواصل والأبحاث البريطاني- الإسرائيلي -في مقابلة خاصة مع "كيوبوست"- عن العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب في ضوء زيارة الرئيس الإسرائيلي الأولى إلى الإمارات

كيوبوست

ريتشارد باتر

أكد ريتشارد باتر، مدير مركز الاتصال والأبحاث البريطاني الإسرائيلي “بيكوم BICOM”، أن زيارة الرئيس الإسرائيلي الأخيرة إلى الإمارات تحمل دفعة للعلاقات الإماراتية- الإسرائيلية، مشيداً بحفاوة الاستقبال التي تلقاها الرئيس الإسرائيلي خلال الزيارة.

وقال باتر، في مقابلة مع “كيوبوست”، إن اتفاقيات إبراهيم أضافت التطبيع الشعبي إلى اتفاقيات السلام بين العرب وإسرائيل؛ وهو أمر أقوى من وقف العنف، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بسبب تكوينها من أطياف مختلفة حزبياً؛ فإن القضية الوحيدة التي يجمع عليها جميع الأحزاب في إسرائيل هي أهمية اتفاق إبراهيم.. وإلى نص الحوار.

* كيف ترى زيارة الرئيس الإسرائيلي الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة؟

– أعتقد أن الزيارة مهمة جداً لمصلحة البلدَين، ولتعزيز العلاقات الثنائية بعد اتفاقيات إبراهيم التي تعتبر الأوسع نطاقاً مع إسرائيل في المنطقة، ولقد رأينا الترحيب المذهل والاستقبال بحفاوة الذي حظي به.

* جاءت الزيارة بعد أسابيع من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي. كيف ترى ذلك، ولماذا برأيك زار العديد من الإسرائيليين الإمارات خلال الأشهر القليلة الماضية؟

– أعتقد أن زيارة الرئيس الأخيرة تأتي في إطار سلسلة مستمرة من الزيارات للمسؤولين الإسرائيليين؛ في البداية جاء وزير الخارجية ليفتح السفارة رسمياً، وهو نوع من البروتوكول الذي يقوم به وزراء الخارجية، ثم جاء رئيس الوزراء كرئيس للحكومة، وأخيراً الرئيس بصفته رأس الدولة؛ لذلك فالأمر على ما أعتقد كان بناءً تراكمياً، ولكنه يُظهر على نطاق واسع مدى دعم الإسرائيليين، فكما تعلمون، الإسرائيليون منقسمون داخلياً حول العديد من القضايا، ولا يتفقون على الكثير من الأشياء؛ ولكن القضية الوحيدة التي يجمع عليها الجميع من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في إسرائيل هي أهمية اتفاقيات إبراهيم، ولذلك رأيت ثلاثة سياسيين من ثلاثة أحزاب سياسية يحملون سياسة السلام والصداقة نفسها.

الرئيس الإسرائيلي وحرمه- وكالات

* زار الرئيس الإسرائيلي الإمارات وسيزور تركيا قريباً، هل تعتقد أنه يمكن أن يلعب دوراً في العلاقات مع أنقرة؟

– هذه مسألة مثيرة، وجميعنا سنراقب ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة. سأسلط الضوء قليلاً على خلفية المسألة، أنا أذكر أنه قبل عشرين عاماً كانت إسرائيل وتركيا تتمتعان بعلاقات جيدة جداً؛ تمثلت في أن دولة يهودية علمانية ودولة مسلمة علمانية يمكنهما أن تقيما علاقات تعاون جيدة في المجالات الاقتصادية والأمنية. وأعتقد أن ما حدث، من وجهة النظر الإسرائيلية، هو أن الرئيس أردوغان قد توجه أكثر نحو المعسكر الإسلامي؛ أراد أن يلعب دور زعيم الإخوان المسلمين، وبدأ باستضافة ناشطي حركة حماس الذين كانوا في نظر إسرائيل إرهابيين يحاولون تنظيم هجمات ضد المدنيين في الضفة الغربية. لذلك عانت العلاقات صعوبات كبيرة؛ ولكن إذا ما كانت تركيا، نتيجة إدراكها خطأ موقفها، تتطلع إلى إعادة بناء العلاقة، فإن هذا سيكون أمراً جيداً، وإسرائيل ستكون جاهزة ويدها ممدودة. هنالك بعض الإسرائيليين الذين سيكونون متشككين نوعاً ما بشأن نهج أردوغان، ولكن إذا كان صادقاً ومستعداً للتحرك ضد “حماس” التي كانت تستخدم تركيا كقاعدة لها، فإن ذلك سيكون مؤشراً على حسن النية يساعد على التقارب وبناء علاقات جديدة وبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

اقرأ أيضاً: أنماط العلاقات العربية– الإسرائيلية ومستقبل السلام في ظل اتفاقات أبراهام

* كيف ترى تطور العلاقة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية، وما مستقبل هذه العلاقة؟

– في البداية، أتذكر أنه منذ الرحلة الأولى التي كانت قبل أقل من عامَين، قامت الحكومتان بتوقيع أكثر من 170 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات، وأعتقد أن هذا كان بمثابة المؤشر الأول على أنه سيكون هناك الكثير من الشراكات والكثير من الزيارات، التي أتمنى أن تكون في الاتجاهَين، وبالتأكيد بمجرد أن ننتهي من الجائحة نأمل أن نرى المزيد من الإماراتيين يزورون إسرائيل. أعتقد أن الأمر يحدث على مستوى العلاقات بين الحكومتَين، وهذا أمر في غاية الأهمية؛ ولكن الأمر الذي لا يقل عنه أهمية بالنسبة إلى منطقتنا هو التواصل بين الشعوب، والآن يمكنك أن ترى ذلك من خلال رجال الأعمال ومشروعات القطاع الخاص، وكذلك من خلال الأفراد والسياحة التي تنمو يوماً بعد آخر، لا شك أن إسرائيل تثمن اتفاقيات السلام التي وقعتها مع الأردن ومصر؛ ولكن هذه العلاقة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة أضافت مستوى آخر إلى تلك الاتفاقيات، وهو هذا النوع من التطبيع الذي يجمع الشعوب مع بعضها، وهذا أمر أقوى من وقف العنف، لذلك فأنا أعتقد أن التكهنات بشأن مستقبل نمو العلاقات ستكون إيجابية للغاية.

قام الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، بزيارة إلى الإمارات هي الأولى من نوعها بعد توقيع اتفاقيات إبراهام للسلام- وكالات

* هنالك اختلاف بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل عندما نتحدث عن إيران. هل تعتقد أن هذا الاختلاف سيؤثر على علاقة البلدين؟

– أعتقد أنه لا يجب على الحلفاء أن يتفقوا على جميع المسائل؛ ولكنني أعتقد أيضاً أنه في نهاية المطاف فإن كلاً من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لديهما اهتمامات مشتركة يمكنهما التفاهم بشأنها. لا يشترك أي من الدولتَين في محادثات فيينا الجارية الآن؛ ولكن كلا البلدين يوجه رسائل مماثلة إلى الأمريكيين بشأن ما يجب عليهم فعله لتخليص منطقتنا من التهديد النووي الإيراني، وكذلك بشأن أجندة إقليمية لمواجهة عدم الاستقرار.

* وبالنسبة إلى الخلاف حول وضع النظام السوري؟

– مرة أخرى تنظر إسرائيل إلى الأمر بشكل مختلف، وما يثير قلق إسرائيل بشكل أساسي هو التغلغل الإيراني في سوريا وفتح جبهة أخرى على إسرائيل في مرتفعات الجولان السورية، وكذلك تهريب الأسلحة التي تمكِّن “حزب الله” من تهديد إسرائيل، ونحن هنا نتكلم عن أسلحة متطورة للغاية؛ لذلك فإن إسرائيل تتصرف، وفقاً لمصادر أجنبية، لمنع السيطرة الإيرانية في سوريا، ولم يكن لها أي موقف معلن بشأن مَن يجب أن يحكم سوريا، ومهمة قوات الأمن الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية هي الدفاع عن مواطنيها؛ لذلك أنا أتفهم وجود اختلاف مع الإمارات التي ترى أن هنالك نوعاً من الفرصة لإعادة العلاقة مع سوريا وإرجاعها إلى النطاق العربي، ولكن هذه بمثابة مسألة أخرى بالنسبة إلى إسرائيل.

اتفاقيات إبراهيم زلزال هز العالم- “ديترويت جويش نيوز”

* كيف ترى الحديث عن العلاقات السعودية- الإسرائيلية؟

– أعتقد أن العلاقات السعودية- الإسرائيلية لا تزال غير معلنة؛ ليس هنالك من تواصل رسمي بعد، ولكن رمزية عبور الرئيس الإسرائيلي الأجواء السعودية كبيرة جداً، لم يكن لهذا الأمر أن يحدث قبل عامَين من اليوم، أعتقد أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية تقيمان نوعاً من العلاقة الهادئة، ومن أجل الإعلان عن هذه العلاقة ولكي يكون السعوديون قادرين على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، فإنهم يقولون إنه يجب أن يكون هنالك تحرك بشأن المسألة الفلسطينية أيضاً؛ لذلك فالسؤال هو: هل يمكن أن يتم الأمر سراً في إطار زمني يمكن لإسرائيل أن تنتقل إليه في السنوات القليلة المقبلة وأن تنخرط بشكل جدي مع الفلسطينيين؛ مما سيسمح للسعوديين بالتغلب على قلقهم بشأن الانفتاح على إسرائيل وإقامة علاقات معها؟ وأنا أعتقد حقاً، وهنا أقتبس من رئيس وزرائنا السابق شيمون بيريز، الذي اعتاد الحديث عن شرق أوسط جديد، أننا نتحدث عن عالم جديد تماماً بمجرد أن يقيم السعوديون علاقات رسمية مع إسرائيل. لذلك، إن شاء الله سنتمكن من مناقشة هذا الأمر في المستقبل.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة