الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
روسيا تعرض الحرية على السجناء لقاء القتال في أوكرانيا

كيوبوست- ترجمات
نيك والش♦
بعد ما يقارب ستة أشهر من الحرب المستعرة في أوكرانيا؛ بدأ الحديث عن عروض تقدمها السلطات الروسية للسجناء؛ بإطلاق سراحهم، إذا هم وافقوا على القتال في صفوف قواتها. وقد أجرت شبكة “سي إن إن” تحقيقاً صحفياً موسعاً حول هذه القضية، ونشر موقع الشبكة، مؤخراً، تقريراً بقلم نيك والش، يوجز فيه ما توصل إليه فريق التقصي، بعد حوارات أجراها أعضاء الفريق مع سجناء روس وأفراد عائلاتهم وأصدقائهم.
وقد توصل التحقيق إلى أن هنالك مؤشرات على أنه تم الاتصال بمئات السجناء؛ من القتلة ومجرمي المخدرات، في السجون المنتشرة في جميع أنحاء روسيا؛ ومنها السجن الذي يقبع فيه السجين الأمريكي بول ويلان، الذي قال شقيقه ديفيد إنه سمع أن عشرة متطوعين قد غادروا السجن إلى خطوط القتال في أوكرانيا.

وفي مكالمة أجرتها شبكة “سي إن إن”، عبر هاتف ذكي مهرب مع أحد السجناء المحكومين بجريمة مخدرات، اشترط عدم ذكر اسمه، قال: “إنهم يقبلون القتلة لا المحكومين بجرائم الاغتصاب أو التحرش بالأطفال أو المتطرفين أو الإرهابيين”. وأضاف: “يعرضون علينا العفو مقابل ستة أشهر من الخدمة، وهنالك حديث عن رواتب تتراوح بين مئة ألف ومئتي ألف روبل شهرياً”.
اقرأ أيضاً: وضع “المقاتلين الأجانب” في أوكرانيا: الخرافات والحقائق
وأوضح السجين أن رجالاً مجهولين، يعتقد أنهم يتبعون شركة أمنية خاصة، جاؤوا إلى السجن في مطلع يوليو، وقدموا هذه العروض للنزلاء. وأوضحوا لهم أن الذين سيوافقون على العرض سيخضعون لبرنامج تدريب عسكري، لمدة أسبوعين، في منطقة روستوف جنوب روسيا، حتى لو كانوا لا يمتلكون أية خبرة عسكرية سابقة. وقال السجين: “إذا كان ذلك صحيحاً، فأنا أوافق على العرض بلا تردد. بدلاً من أن أقضي عشر سنوات أخرى هنا، يمكنني الذهاب إلى منزلي وأطفالي بعد ستة أشهر إذا كنت محظوظاً.. فقط إذا كنت محظوظاً. إذا كان هذا الخيار ممكناً فلمَ لا؟”. وذكر أنه تم بالفعل اختيار 50 نزيلاً للتجنيد من بين ما قيل إنهم 400 سجين، تقدموا بطلبات التجنيد.
ثم ينقل كاتب المقال عن فلاديمير أوستيشكين، الذي يترأس جمعية تدافع عن حقوق السجناء في روسيا، أنه تحدث عن موجة كبيرة من عروض التجنيد، التي تقدم للسجناء، وأن بعض هؤلاء تلقوا وعوداً بأن عائلاتهم ستحصل على خمسة ملايين روبل (82 ألف دولار) إذا ما لقوا حتفهم في المعارك؛ ولكن أوستيشكين قال إن هذه الوعود فارغة، وليس هنالك من ضمانات أو عقود موقعة، وإن الأمر كله غير قانوني. وتكهن أوستيشكين بأن هؤلاء السجناء سوف يُستخدمون كطعم؛ لاستدراج نيران المدفعية الأوكرانية؛ ليتمكن الجيش الروسي من تحديد مواقعها واستهدافها بدقة.

وقد نشر التقرير بعضاً من رسائل الدردشة بين سجناء وأفراد عائلاتهم؛ كان من بينها رسائل تبادلها سجين مصاب مع زوجته، من أحد مستشفيات لوهانسك، جاء فيها أن ثلاثة، فقط، لا يزالون على قيد الحياة من أصل عشرة سجناء، كانوا في وحدة زوجها. كما أظهرت رسائل أخرى مدى اليأس الذي يعيشه السجناء العالقون في نظام السجون في روسيا؛ حيث تصل نسبة الإدانة إلى 99% من القضايا المعروضة أمام المحاكم الروسية.
اقرأ أيضاً: المجد لأوكرانيا: تحليل الرواية التي تستخدمها كييف لجذب المقاتلين الأجانب
قال نشطاء روس وسجناء، إن التجنيد في السجون يتم من قِبل “فاغنر” الأمنية، التي لا تخضع للقانون الذي يحظر على الجيش الروسي تجنيد المدانين، ولم يتمكن فريق “سي إن إن” من الاطلاع على أي من عقود التجنيد التي وقعها المجندون؛ لذلك فإن شروط التجنيد وهوية رب العمل لا تزال غير واضحة. ومن المعروف أن شركة “فاغنر”، التي تعمل في مناطق مختلفة من العالم، هي أكبر مقاول عسكري في روسيا. ويعتقد أنها مملوكة ليفغيني بريغوزين؛ الذي يعرف باسم “طباخ بوتين”.
♦مراسل “سي إن إن” للشؤون الأمنية، حائز على جائزة إيمي الدولية للصحافة.
المصدر: سي إن إن