الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
ركائز ثلاث تجمع الجهاديين واليمين المتطرف

أبوظبي- كيوبوست
احتضن معهد جامعة نيويورك بأبوظبي، ندوة بعنوان “ركائز التطرف الثلاث”؛ التي ترتكز على كتاب صدر عن دار أكسفورد في 2019، بالعنوان ذاته. وتحدث مؤلفو الكتاب الثلاثة؛ وهم: آري كروجلانسكي أستاذ علم النفس بجامعة ماريلاند، وروهان جوناراتنا أستاذ الدراسات الأمنية بكلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية بجامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة، وجوسلين بيلانجيه أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة نيويورك بأبوظبي.
اقرأ أيضًا: روابط خطرة: حلقة الوصل بين اليمين المتطرف والجهاديين من منظور فرنسي
اعتمد الكتاب على بحوث ميدانية ولقاءات أُجريت مع شخصيات تتبنَّى الفكر الإرهابي من الأيديولوجيات كافة؛ بهدف التوصل إلى عدد من الإجابات حول الروافد المغذية للتطرف العنيف، وكيف يمكن مكافحة التطرف.
اقرأ أيضًا: السعي للفت الأنظار: اليمين المتطرف قبل وبعد كرايست تشيرش
طرح المشاركون عددًا من الأفكار المتعلقة بوجود قواسم مشتركة للتطرف، تجمع بين الإرهابيين الإسلاميين والمتطرفين الأمريكيين البيض على سبيل المثال؛ فالعوامل النفسية الكامنة متشابهة وترتكز على ثلاث دعائم:
الدعامة الأولى: هي الحاجة العالمية إلى الاحترام والشعور بالأهمية، والموجودة لدى كل الناس، (وهي محصلة للدوافع المختلفة لتبنِّي الفكر المتطرف؛ مثل الرغبة في الانتقام، أو الانصياع للقائد الملهم، أو الرغبة في الحصول على المال، أو نيل الجنة ولقاء النبي محمد).
الدعامة الثانية: هي الرواية الأيديولوجية، أو القصة التي ترويها جماعة إرهابية لتبرير أعمالها؛ بما في ذلك الوعود التي تقدمها إلى المنتمين إليها من مكافآت، سواء من حيث الاحترام أو التكريم في الحياة الدنيا أو الآخرة.
الدعامة الثالثة: هي الشبكات التي تربط بين أعضائها؛ فشبكات المتطرفين المتشابهين في الأفكار والتوجهات تمنح الاحترام لأعضائها كمكافأة على الانتماء إلى هذه الأفكار.
اقرأ أيضًا: الجاذبية المتبادلة بين الإسلام السياسي واليمين الأوروبي المتطرف – قصة حب معقدة
من جانب آخر، أشار المحاضرون إلى أن مكافحة التطرف هي عمل مستمر يتكاتف فيه المجتمع والدولة، وأن العمل مع المتطرفين لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع يتطلب استراتيجية ترتكز على ذات الدعائم الثلاث السابق الإشارة إليها؛ ولكن بطريقة عكسية، بمعنى أن يكون الأساس هو الانطلاق من عدم التحامل ضد مجموعات بعينها أو إقصائها من المجتمع، وتبنِّي الدولة روايات مغايرة للتطرف يتم العمل على نشرها، مع تفنيد للسرديات المتطرفة.
اقرأ أيضًا: ألمانيا تدق ناقوس الخطر: الجهاديون واليمين المتطرف معًا!
في الوقت ذاته، العمل على اختراق شبكات التطرف؛ خصوصًا تلك التي باتت منتشرة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت هناك شبكات تعمل بسرية تامة وتتمكن من تجنيد العشرات من أماكن متفرقة حول العالم واعتناقهم الأفكار المتطرفة. ومن المهم التأكيد أن المقاومة المادية والعسكرية للتنظيمات المتطرفة أيًّا كان وصفها لا يمكن أن تفيد وحدها في اقتلاع جذور التطرف ما لم يتوازَ ذلك مع المقاومة الفكرية بالسرد المضاد لهذه الأفكار.