الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

رغم محاولات الجماعة المستميتة.. لا مكان للإخوان في الحوار الوطني

لا يرى النظام المصري أن هناك داعياً لدعوة "الجماعة" إلى طاولة الحوار في ظل الأزمات التي يعيشها التنظيم داخلياً

كيوبوست

لا يزال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يحاولون الحديث عن إمكانية الانخراط في الحوار الوطني الذي تجرى فعالياته بين القوى السياسية المختلفة، والذي انطلق الشهر الماضي بدعوة من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، حيث وجهت الدعوة إلى مختلف الأحزاب السياسية والتيارات المدنية؛ من أجل المشاركة في الجلسات وعرض مطالبها والاستماع إليها.

وعلى الرغم من التصريحات التي اعتبرت مغازلة إخوانية للنظام، والتي قام بها القائم بأعمال مرشد الجماعة إبراهيم منير، عبر إعلان اعتزال العمل السياسي وعدم التنافس على السلطة وعودة الجماعة إلى الإطار الدعوي؛ فإن هذه التصريحات لم تجد رد فعل من النظام المصري الذي رفض دعوات سابقة أطلقتها الجماعة للحوار المباشر، بعدما فشل نهج العنف الذي انتهجته الجماعة في أعقاب 30 يونيو.

تظاهرات 30 يونيو أسقطت حكم الإخوان – أرشيف

ويتردد أن ثمة وساطات من بعض الأطراف للقبول بالجلوس مع الجماعة والحوار معها، في وقت تعاني فيه انشقاقات داخلية بين جبهتَي إسطنبول ولندن، وفي وقت حاولت فيه الجماعة -عبر قياداتها- مغازلة النظام أكثر من مرة، بينما كانت جميع التصريحات الصادرة من الرئيس المصري حاسمة بعدم التصالح مع الجماعة ورفض أية دعوات للحوار مع أعضائها، سواء أكانوا الموجودين في الخارج أم بالسجون بموجب أحكام قضائية.

لا تنازلات

لا يوجد ما يجعل النظام المصري يقدم تنازلات للجماعة، التي تعيش أسوأ أزماتها باعتراف قيادتها في الوقت الحالي، حسب مصدر مطلع على تفاصيل مناقشات الحوار الوطني؛ أكد أن مسألة الجماعة والتصريحات التي صدرت من قيادتها لم تكن محل مناقشة في أي من الجلسات بين الأعضاء، سواء المغلقة أو المناقشات المفتوحة.

اقرأ أيضًا: مخاطر تبييض وجه جماعة الإخوان المسلمين

وأضاف أن أي تحرك من الدولة المصرية تجاه الجماعة سيكون مكسباً لها؛ خصوصاً في ظل الأزمات المتعاقبة التي تواجهها، سواء بسبب الخلافات أو تراجع مصادر التمويل، مشيراً إلى أن الدولة المصرية لن تكسب شيئاً من الحوار مع الجماعة في الوقت الذي تكسب فيه الجماعة، وبالتالي لا يوجد لدى القاهرة ما يجعلها تدعم الجماعة في أزمتها بعدما نجحت السياسة المصرية في التعامل مع مواقفها على مدار السنوات الماضية بشكل حاسم.

وصنف القضاء المصري جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية، وصدرت أحكام بالسجن المؤبد والإعدام بحق أعضائها المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية خلال السنوات الماضية؛ حيث اعترفت الجماعة عدة مرات باتباع نهج العنف في محاولة لإجبار الدولة على التراجع عن خطواتها ضدها.

علم وشعار جماعة الإخوان المسلمين- أرشيفية

حسم مسبق

عماد الدين حسين

مسألة انخراط الجماعة في الحوار الوطني تم حسمها بحديث واضح من رئيس الجمهورية ومنسق الحوار الوطني، حسب عضو لجنة الحوار الوطني الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ عماد الدين حسين، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن الموقف من الجماعة محسوم برفض وجودها؛ وهو أمر لم يحدث فيه أي تغيير.

يتفق مع هذا الرأي الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ومدير المرصد المصري، محمد مرعي، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إنه في الوقت الذي وجدت فيه القوى السياسية والوطنية أهمية في الحوار والنقاش، اعتقدت الجماعة الإرهابية أن الحوار يمكن أن يشملها، ومن ثَمَّ شرعت في إصدار بيانات وعمل وساطات لعرض رؤيتها للحوار؛ لكن في الواقع شروط الانضمام إلى الحوار لا تنطبق عليها بشكل واضح.

اقرأ أيضًا: “ميراث الكراهية”.. محاولة لتفكيك خطاب الإخوان

محمد مرعي

وأضاف أن المشاركة في الحوار تشترط الاعتراف الكامل بالنظام السياسي القائم بعد ثورة 30 يونيو، واحترام الدستور وعدم التورط في جرائم إرهابية أو التحريض على العنف؛ الأمر الذي يجعل مشاركتهم في الحوار مستحيلة، لافتاً إلى أن الجماعة أدركت بشكل واضح استحالة وجودها، ومن ثَمَّ بدأت في الفترة الأخيرة العمل على التشكيك في جدوى الحوار وتشويه صورة المنسق العام للحوار بنشر أخبار كاذبة منسوبة إليه وإلى أعضاء مجلس الأمناء.

يختتم مرعي حديثه بالتأكيد أن الحوار يهدف إلى طرح مجموعة من المقترحات والتوصيات حول الإصلاحات في بعض السياسات العامة التي تهم غالبية المصريين، وهو أمر يلقى رد فعل إيجابياً بين القوى السياسية المؤيدة والمعارضة بشكل واضح.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة