الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

رعايا تركيا الأفغان.. ضحايا جدد لأردوغان

يعتمد الرئيس التركي على سياسة التخلي عن الحلفاء إذا ما انتفت الحاجة إليهم أو وجدت صفقة قد تمنحه مكاسب أكبر

كيوبوست

يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضباً أفغانياً شعبياً متزايداً بسبب تخليه عن ما يقرب من 120 موظف أفغاني، وظفهم الجيش التركي في إطار مهمة حلف الناتو في أفغانستان، وهي المهمة التي انتهت مع سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول في أغسطس الماضي.

تظاهر ثلاثون من هؤلاء الموظفين من التقنيين والمترجمين الذين عملوا تحت إدارة تركيا خلال الفترة الأخيرة، بسبب أن عقودهم تنتهي بنهاية ديسمبر الجاري، ولكنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ أغسطس، ويعيشون الآن في ظلِّ ظروف قاسية للغاية، فضلا عن ضبابية مستقبلهم، حيث تجمع الموظفون خارج السفارة التركية، وهم يهتفون: “نريد العدالة”، رافعين لافتاتٍ تندد بـ “لا مبالاة” أنقرة.

اقرأ أيضًا: هل من دور لأردوغان في أزمة الهجرة على حدود بيلاروسيا؟

أوضاعهم صعبة

المحلل السياسي التركي فائق بلوط يرى أن الشعب الأفغاني يعيش أوضاعاً صعبة للغاية منذ سقوط كابول في يد حركة طالبان، ومن المفترض أن تحاول كل دولة مد يد المساعدة لهم لانتشالهم من أزمتهم الحالية.

فائق بلوط

يضيف المحلل السياسي التركي خلال حديثه مع “كيوبوست”: أزمة الموظفين الأفغان مع الحكومة التركية تؤكد السمعة غير الطيبة التي رسخ لها أردوغان خلال الفترة الماضية، حيث إنه يعتمد على سياسات التخلي عن الحلفاء إذا انتهت الحاجة إليهم أو باتت هناك صفقة ربما تمنحه مميزات أو مكاسب أكبر، وهو في هذه الحالة لم يكسب شيئاً، وإنما وجد نفسه لن يخرج بأي منفعة إذا تجاوب معهم وساعدهم “ففضل التفكير في شيء أكثر فائدة من ذلك، وهي نظرة براجماتية للغاية، وغير مقبولة بطبيعة الحال”.

وبحسب تصريحات أسد الله رحماني المترجم الفوري لدى تركيا منذ 2001، فإن السلطات التركية “تخلت عنه”، موضحاً أنها لا ترد على طلبات الإجلاء، مؤكداً أن عدد الموظفين يقترب من 120 موظفاً، لا يعرفون وجهة لهم حتى الآن.

مقاتلو “طالبان” يقومون بدورية في كابول بعد الاستيلاء عليها- “أسوشييتد برس”

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يؤكد أن أزمة الموظفين الأفغان كانت ستلقى تجاوباً سريعاً من الحكومة التركية، في حال كان هناك مكسب إنساني وراء تلك المساعدة، مستشهداً بالتصرفات التركية في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.

طارق فهمي

يوضح د.فهمي، خلال حديثه مع “كيوبوست”، أن أردوغان تقارب مع القارة الإفريقية، وأنجز مشروعات تنموية ومجتمعية كبيرة ومهمة داخل القارة، فضلاً عن تقديم مساعدات إنسانية، متحدثًا طوال الوقت عن إنسانية تركيا تجاه إفريقيا والظروف المعيشية القاسية لمواطنيها، “ولكن لأن الأمر يصب في مصلحته على المدى البعيد حيث دخلت إفريقيا في استراتيجية تركيا منذ فترة وهناك عدة أهداف سياسية واقتصادية يضع أردوغان عينيه عليها، ولذلك يضع جميع إمكاناته لتسهيل الظروف في إفريقيا، ولكن هذا الأمر لا يحدث مع المواطنين في أفغانستان حالياً لأنه لا يوجد مكسب ما منتظر من وراء تقدم المساعدة لهم”.

اقرأ أيضاً: التغلغل التركي الناعم في إفريقيا بين الاقتصاد والمسلسلات المدبلجة

يوضح المحلل السياسي التركي فائق بلوط في ختام حديثه مع “كيوبوست” أن أزمة المواطنين الأفغان مع تركيا تفتح باباً للتساؤلات حول كيفية إدارة الأمور على المستوى الدولي، “بمعنى أنه يجب أن تكون هناك حماية لهم ولغيرهم في مثل ظروفهم من المجتمع الدولي، ولا يقتصر الأمر على دولةٍ بعينها سواء تركيا أو غيرها، كي لا يبقى الأمر مقتصراً على مدى تجاوب هذه الدولة من عدمه، ولذلك يحتاج الأمر إلى تدخل دولي لإجلاء هؤلاء الموظفين، والاستجابة لطلباتهم”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة