الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

ردود أفعال الإيرانيين على الهجوم على سلمان رشدي تتراوح بين الإشادة والقلق

كيوبوست- ترجمات

مارتن تشولوف ♦

شغل الهجوم الذي استهدف الروائي المثير للجدل سلمان رشدي، حيزاً كبيراً في الصحافة العالمية؛ ولكن موقف بعض الصحف الإيرانية من الهجوم كان مختلفاً عن التوجه العام، الذي اتخذته الصحافة العالمية. التقطت صحيفة “الغارديان” هذا الأمر، ونشرت في عددها الصادر يوم أمس السبت، مقالاً بقلم مارتن تشولوف، يتناول فيه المواقف المختلفة لوسائل الإعلام الإيرانية.

يشير تشولوف، في مقاله، إلى أن إيران ردت بحذر على الحادثة؛ حيث أثنى بعض المواطنين على عملية الطعن الوحشية، وقال آخرون إن العملية أضرت بحرية التعبير. بينما زعم العديد من كبار المسؤولين أنها كانت مؤامرة للإضرار بصورة إيران العالمية، حيث تقترب المحادثات حول الاتفاق النووي من انفراج متوقع. بينما ربط العديد من المؤسسات الإخبارية، المقربة من الدولة، الحادثة بالفتوى الصادرة عن المرشد الأعلى الراحل، آية الله الخميني، قبل 33 عاماً، كما رحَّبت العديد من وسائل الإعلام العراقية الموالية لإيران بالهجوم، الذي نفذه الأمريكي من أصل لبناني هادي مطر.

اقرأ أيضاً: سلمان رشدي ولعنة الخميني!

جاء في عنوان لإحدى الصحف: “الملعون سلمان رشدي يتلقى طعنة بسكين في الولايات المتحدة”. وفي صحيفة أخرى: “الشر في طريقه إلى الجحيم”، وتحدثت صحيفة ثالثة عن تصريح لخليفة الخميني، علي خامنئي، قال فيه: “لقد أطلق الإمام سهماً، ولا شك أنه سيصيب هدفه”. وكذلك امتدت التغطية الداعمة للهجوم لتصل إلى لبنان؛ حيث سلَّطت بعض الصحف الموالية لإيران الضوءَ على فتوى عام 1989، ومحاولات رشدي الاختباء منذ ذلك الوقت، وأيَّد بعضها الآخر نظرية المؤامرة، التي تقول إن العملية تهدف إلى تشويه صورة إيران.

بعض الحضور يحاولون إسعاف سلمان رشدي بعد تلقيه عدة طعنات- وكالات

كان مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني، محمد مرندي، من بين الذين تبنوا نظرية المؤامرة هذه، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: “لن أبكي على مَن دأب على نشر كراهية الإسلام والمسلمين على مدى سنوات؛ لكن هل هي مجرد مصادفة، أنه عندما نكون على وشك إحياء للاتفاق النووي، فإن أمريكا تثير ادعاءات حول محاولة اغتيال بولتون، ثم يحدث هذا الأمر؟”.

وعلى الرغم من الشعور الرسمي الداعم، على ما يبدو، للهجوم؛ فإن قليلين في إيران كانوا مستعدين لوضع أسمائهم على تعليقاتهم. قال أحد الأكاديميين البارزين: “سلمان رشدي بسلوكه المتطرف كان دائماً هدفاً لمهمة انتحارية، لقد أفتى الخميني بقتله؛ بتهمة إهانة الإسلام، ومن فعل ذلك الآن يهدف إلى إثارة الفوضى والتوتر، بين السنة والشيعة، والمحافظين والليبراليين”.

اقرأ أيضاً: تاريخ المنظمات الإسلاموية في المملكة المتحدة: بدءاً من سلمان رشدي حتى اليوم

في السنوات الأخيرة، حاول المسؤولون الإيرانيون التراجع عن الفتوى؛ بدعوى أنها لم تعد أولوية، ومع ذلك يعتقد العديد من أتباع خامنئي (أعتقد أن المقصود هنا هو الخميني- المترجم) في إيران والعالم الإسلامي، أن الفتوى ملزمة. وقد جاءت الفتوى في وسط ثورة الغضب، التي اجتاحت العالم الإسلامي، عند نشر كتاب رشدي “آيات شيطانية”، الذي يرى البعض أن فيه إهانة للنبي محمد. وقد قال الخميني في حينها: “أود أن أقول لجميع المسلمين الشجعان في العالم أن مؤلف كتاب (آيات شيطانية)، والناشرين الذين كانوا على علم بمحتواه، محكوم عليهم بالإعدام”.

هادي مطر منفذ عملية طعن سلمان رشدي- وكالات

وقد اعتبر رشدي أن حياته لا تزال في خطر، على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاماً، وأيده في ذلك حيدر الموسوي؛ وهو لبناني شيعي يُقيم في دبي؛ إذ قال: “إنه على حق، إن مثل هذا الحكم الديني لا يمكن أخذه باستخفاف، فهو لا يمكن أن يختفي مع الوقت”. كما جاء في تعليق على موقع مؤيد لـ”حزب الله”: “إن سيوفاً ستطول كل مَن يعادينا، ولو بعد حين”. وفي الكويت قال أحد كبار الصحفيين: “لا ينبغي على رشدي أن يتوقع من المسلمين المؤمنين أن يحترموا حقه في الحياة؛ عندما لا يحترم هو جوهر حياتهم، ويهين رموزهم المقدسة”.

♦مارتن تشولوف: مراسل “الغارديان” في منطقة الشرق الأوسط.

المصدر: ذا غارديان

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة