الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
رحلات الخطوط القطرية تثير المخاوف من الاستغلال ونشر “كورونا”
تحاول الخطوط القطرية وقف نزيف خسائرها المالية عبر المغامرة بتسيير رحلات جوية حول العالم.. رغم خطورة تحول طائراتها إلى أدوات لنقل الوباء

كيوبوست
على الرغم من إغلاق غالبية المطارات العربية والعالمية، واقتصار تشغيل الرحلات الجوية على الرحلات الاستثنائية فقط؛ فإن الخطوط الجوية القطرية تواصل العمل بشكل شبه اعتيادي، حسب جدول الرحلات المخصص لعديد من المطارات حول العالم.
أحد الأمثلة على استمرار هذا النشاط، كان حصول الخطوط الجوية القطرية على استثناء تركي بالهبوط ومباشرة الرحلات في مطار إسطنبول؛ ما طرح الكثير من علامات الاستفهام بسبب إغلاق المطار، وتوقف الرحلات الجوية الدولية، منذ الإعلان عن بدء تفشي وباء كورونا في تركيا.

القائمون على تلك الرحلات أكدوا اقتصارها على بعض الرحلات الخاصة؛ من أجل إجلاء العالقين الراغبين في العودة إلى بلادهم، لكن ما تقوم به الخطوط الجوية القطرية قد زاد من خطورة الوضع، بعد أن تسبب تأخر بعض الرحلات المجدولة حيناً، وتعذر استقبالها من قبل المطارات حيناً آخر، في تكدس عشرات الآلاف من المسافرين إلى وجهات عدة إقليمية ودولية.
وبالنظر إلى كون مطار إسطنبول أحد أكثر المطارات اكتظاظًا بالركاب حول العالم، فالخطر على صحة هؤلاء الركاب يبدو مضاعفاً، ولا تبدو الخطوط الجوية القطرية قادرة على اتخاذ الإجراءات التي تضمن سلامة هؤلاء الركاب أثناء نقلهم، أو تجنب نقل العدوى إلى الطواقم التي قد تتسبب بدورها في نقل هذا الفيروس إلى الداخل القطري.
اقرأ أيضًا: منظمات دولية تندد بالتجاهل القطري لضحايا “كورونا” من العمال الأجانب
غضب في تركيا

منذ بدء المقاطعة العربية لقطر في عام 2017، وثقت قطر من روابطها التجارية والعسكرية مع تركيا، حسب الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، والذي يرى أن “استمرار الرحلات الجوية القطرية يبدو طبيعياً من وجهة نظر حزب العدالة والتنمية الحاكم”، في ظل تعطل قطاعات حيوية عدة بين البلدين؛ تأثراً بانتشار فيروس كورونا.
لكن المعارضة التركية تختلف تماماً مع هذا الطرح، وهناك تخوف واضح لديها من زيادة مخاطر انتشار فيروس كورونا؛ بسبب استمرار الرحلات الجوية القطرية إلى مطار إسطنبول، وما قد يسببه ذلك من أضرار على المجتمع داخلياً، حسب رضوان أوغلو، الذي أكد لـ”كيوبوست” أن “الحكومة التركية أرادت على ما يبدو إبقاء باب واحد مفتوح على العالم، عبر التعاون مع الخطوط الجوية القطرية”، مشيراً إلى أن الرحلات المستمرة لم تقتصر على المسافرين بين البلدين فقط؛ لكنها امتدت لتشمل عديداً من المسافرين الراغبين في العودة إلى بلدانهم، عبر رحلات الترانزيت.

ورغم محاولة وسائل الإعلام المحسوبة على البلدين تصوير ما يحدث وكأنه “عملية نجدة كبرى” تقوم بها الخطوط الجوية القطرية؛ فإن المحلل السياسي الكردي فايق دلو، يرى أن الجزء الأهم من أسباب استمرار الرحلات الجوية القطرية إلى مطار إسطنبول “يكمن في البحث عن العائد المادي”، في ظل الركود الاقتصادي الذي ضرب اقتصاد البلدين منذ فترة، وازداد حدة مع بدء أزمة الوباء.
محاولة استغلال
عشرات المسافرين العالقين حول العالم، اشتكوا من مضاعفة أسعار بطاقات السفر على الخطوط الجوية القطرية، خلال الفترة التي تشهد توقفاً لمعظم رحلات الخطوط الجوية حول العالم؛ ما يعكس، حسب البعض، محاولة لاستغلال هؤلاء الركاب أو حكوماتهم التي تتكفل في أحيان كثيرة بشراء التذاكر؛ وهو ما حدث على سبيل المثال في الرحلات التي نظمتها الخطوط القطرية لنقل المواطنين الأمريكيين من لبنان بداية الشهر الجاري، حيث بلغ سعر التذكرة 2500 دولار للفرد، ما يناهز ضعفي ثمن التذكرة في المعتاد.. مشهد تكرر مع الطلاب العمانيين الذين تم نقلهم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسقط بأسعار تبدأ من ألف ريال عماني (2500 دولار أمريكي).
— الخطوط الجوية القطرية (@qatarairwaysar) April 2, 2020
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد انتقد عدد من المسافرين العالقين في نيوزيلندا، على شبكات التواصل الاجتماعي، شركة الخطوط القطرية؛ لأن الخيار الوحيد الذي طرحته أمامهم للسفر هو حجز مقعد في درجة رجال الأعمال بسعر يتجاوز عشرة آلاف دولار.
شاهد: فيديوغراف.. مشكلات وأزمات مستمرة للخطوط الجوية القطرية
لكن خطورة الأمر لا تتوقف عند هذا الحد، ففي لبنان انتشرت أنباء، نهاية الشهر الماضي، تفيد أن الخطوط القطرية قامت بنقل أسلحة، عبر رحلة مجدولة من العاصمة الإيرانية طهران، إلى العاصمة اللبنانية بيروت؛ ما استدعى رداً من الخطوط “القطرية” عبر حسابها على “تويتر”؛ لنفي تلك المعلومات، حسب موقع قناة “الجديد”.
المحلل السياسي الكردي فايق دلو، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، شكك أيضاً في هوية المسافرين جواً من المطارات التركية؛ سواء إلى الدوحة مباشرةً أو إلى أي وجهات أخرى، “خصوصاً في ظل الدعم المشترك بين أنقرة والدوحة لجماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من الجماعات الإرهابية، والتي لا يزال نقل عناصرها مستمراً إلى وجهات مختلفة حول العالم”.
اقرأ أيضاً: شبح الأمن الغذائي يخيم على قطر مجددا بسبب وباء كورونا
وسجلت الخطوط الجوية خسائر قيمتها 640 مليون دولار خلال السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2019، وسط توقعات بخسائر أكبر هذا العام، لتكون ثالث خسارة سنوية على التوالي، متأثرةً بفقدان السوق الخليجية بسبب المقاطعة، وعوامل أخرى تتعلق بتراجع الطلب العالمي عليها.