الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةحوارات
رئيس مهرجان مالمو لـ”كيوبوست”: اليمين المتطرف لن يوقف استمرار المهرجان
يستعد المهرجان لإطلاق دورته الـ13 نهاية الشهر المقبل في المدينة السويدية بعرض مجموعة من أفضل الإنتاجات السينمائية العربية

كيوبوست
في خضم التحضيرات للدورة الثالثة عشرة من مهرجان مالمو للسينما العربية، حصد رئيس المهرجان محمد قبلاوي، جائزة الصناعات الإبداعية ضمن جوائز مدينة مالمو للأعمال؛ لما أسهم به المهرجان بنجاح في بناء الجسور بين الثقافات في أوقات الاستقطاب.
تمكن مهرجان مالمو بالسويد للسينما العربية خلال السنوات الماضية، من أن يصبح المهرجان العربي الأبرز في أوروبا؛ خصوصاً مع توسع قاعدة المهرجان من حيث الأعمال المشاركة وإطلاق برامج مختلفة أيضاً. يُذكر أن الدورة الجديدة للمهرجان ستبدأ نهاية أبريل المقبل.
فعاليات مختلفة
يقول محمد قبلاوي، في مقابلة مع “كيوبوست”، إن المهرجان استعاد زخمه منذ العام الماضي، وكان من أوائل المهرجانات في أوروبا التي نظمت فعاليتها بشكل اعتيادي في أعقاب جائحة كورونا. وأشار إلى أن دورة هذا العام تشهد مسابقة للأفلام الروائية الطويلة والوثائقية ومسابقة أخرى للأفلام القصيرة، فضلاً عن “أيام الصناعة” في مالمو، والتي ستعمل على دعم الأفلام، بجانب ورش عمل معنية بصناعة السينما وورش تعليمية تتضمن كيفية تقديم فيلم لصناديق التمويل العالمية.
وأضاف قبلاوي أن المهرجان له هدفان؛ الأول مرتبط بتعريف السويديين بالثقافة العربية؛ خصوصاً مع وجود جنسيات مختلفة تقيم في مالمو، والثاني مرتبط بالتعريف بالمدينة التي أصبحت وجهة سياحية واستثمارية ومعروفة على نطاق واسع في العالم العربي، فكان فرصة لاكتشاف المدينة فنياً وسينمائياً من قِبل المنتجين والموزعين العرب، وهناك شركات عربية سويدية بدأت بالفعل في مالمو وكان من بين ثمارها على سبيل المثال فيلم “على كف عفريت” لكوثر بن هنية، والذي بدأت صناعته من دهاليز أيام الصناعة بمالمو.
مخاوف صعود التطرف
لا يخفي محمد قبلاوي قلقه من تزايد وصول اليمين المتطرف إلى السلطة على مستوى أوروبا، والذي بدأ يتخذ مواقع في تشكيل الوزارات وداخل أروقة البرلمانات، لكن قبلاوي يشير إلى أن مدينة مالمو لم تتأثر كثيراً بوصول اليمين إلى السلطة في الانتخابات السويدية الأخيرة، لطبيعة نظام الحكم الفيدرالي بالمقاطعة، ومن ثم فلا تزال السلطة بالمدينة متقاسمة بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والأحزاب اليسارية. لكنه أشار إلى قلق من حصول الحزب اليميني على بعض المقاعد المعنية بملفات الثقافة والتعليم في المقاطعة.
يؤكد قبلاوي أن طبيعة العمل المؤسسي تجعل من غير الممكن لأي حزب أن يغير من مجريات الأمور بين ليلة وضحاها؛ لكنه متخوف من تأثير صعود اليمين في السنوات المقبلة، خصوصاً أن حزب اليمين تحدث عن الرغبة في إيقاف مهرجان مالمو وإلغائه باعتباره لا يعبر عن السينما السويدية. ويؤكد قبلاوي أن هذا فهم قاصر؛ لكنه متوقع من حزب مغلق على ذاته، فاللغة العربية تعتبر الثانية بالسويد من حيث الانتشار؛ لوجود عدد كبير من متحدثيها، بالإضافة إلى أن المهرجان ليس للعرب فقط، ولكنه مهرجان للجميع؛ خصوصاً مع ترجمة الأفلام المعروضة إلى اللغة السويدية بجانب وجود نحو 70% من الحضور من جمهور غير عربي.
وأضاف أن المشاهد العربي لديه منافذ أخرى لمشاهدة الأفلام العربية؛ لكن الجمهور السويدي يعتبر المهرجان متنفسه الرئيسي للاطلاع على السينما العربية، لافتاً إلى أن الفترة السابقة على إقامة المهرجان، لم يكن يعرض سوى ما بين 3 و5 أفلام خلال العام؛ لكن اليوم هناك أكثر من 100 فيلم عربي تعرض في السويد، سواء خلال المهرجان أو من خلال شركات التوزيع التي باتت تضع مالمو ضمن وجهات العرض، بجانب تنظيم المهرجان فعاليات مختلفة على مدار العام؛ منها البرنامج السينمائي الخاص بالمرأة.

تمسك بالاستمرارية
لا يشعر رئيس مهرجان مالمو بأن المهرجان قد يتوقف في يوم من الأيام بسبب تصاعد نفوذ اليمين؛ خصوصاً مع سعي المهرجان لإعطاء صورة صحيحة عن المهاجرين، في الوقت الذي يسلطون فيه الضوء على الأمور السلبية التي تقع من بعض الجاليات، لافتاً إلى أنهم ليسوا أقلية أو مهاجرين؛ ولكنهم مواطنون سويديون، وهناك الجيل الثاني والثالث الآن.
يختتم محمد قبلاوي حديثه بتأكيد وجود تواصل بين المهرجان وعدد من المهرجانات العربية؛ سواء بالحضور أو المشاركة، لكنها لم تصل إلى مرحلة الشراكة الكاملة، مشيراً إلى أن بعض المهرجانات العربية تقدم بعض الجوائز في مهرجان مالمو الآن، والعكس أيضاً؛ وهو أمر ليس مرتبطاً بمسابقات المهرجان فقط، ولكن يشمل أيضاً السوق وأيام الصناعة.