شؤون خليجية

ذروة المعارك في الساحل الغربي: هكذا تتغير خارطة الحرب في اليمن

تقدم ملحوظ لقوات طارق صالح في مديريات غرب تعز

كيو بوست – 

تشهد المحافظات ومناطق الساحل الغربي في اليمن، تغيرًا في ميزان القوة، بعد تحقيق قوات المقاومة اليمنية التي يقودها طارق صالح انتصارات عدة على جماعة الحوثي، التي لا تزال تسيطر على مفاصل الدولة.

وباتت معارك الساحل الغربي تخطف مزيدًا من الأضواء، بعد 3 سنوات من حرب، لا منتصر فيها حتى الآن، ويشكل الساحل بوابة اليمن الغربية على البحر الأحمر، ومفتاح الدخول لمحافظة تعز، إحدى كبرى المحافظات اليمنية، التي تقع أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة الحوثيين.

اقرأ أيضًا: طارق صالح يدخل الحرب ضد الحوثيين: استنزاف أم حسم سريع؟

وأحدث دخول طارق صالح ساحة المواجهة بقوات الحرس الجمهوري منذ أسابيع، فارقًا لصالح التحالف العربي والقوات التي تدعمها الإمارات.

وكانت مديرية الواقعية غربي تعز، آخر المناطق المحررة بالكامل، وفق تقارير يمنية، وذلك بعد ساعات من سيطرة قوات صالح على “معسكر العمري” الإستراتيجي في منطقة ذباب الساحلية المحررة.

وفي ظل طابع الكر والفر في المكان، يبدو أن التحالف يرمي بكل قواه؛ سواء بقواته العسكرية، أو دعم قوات طارق صالح، لتحقيق إنجاز عسكري باستعادة السيطرة على كامل الساحل الغربي وفتح معركة تعز الإستراتيجية.

 

ما الذي يجري على الأرض؟

تجري المعارك في شريط ممتد لمسافة معينة على الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر بطول 450 كلم، بعمق تجاه محافظة تعز، وتتركز جبهات القتال في مناطق المخا ولحج مع امتداد إلى منطقة حبس في محافظة الحديدة الواقعة على امتداد شريط الساحل الغربي.

اقرأ أيضًا: هل تحسم قوات طارق صالح معركة الحديدة اليمنية؟

ومنذ بدء معارك الساحل قبل نحو 17 شهرًا، حققت القوات اليمنية التي تدعمها قوات إماراتية بإسناد جوي من التحالف العربي، تقدمًا مع طول الساحل، وصولًا إلى منطقة كهبوب.

عملية الجيش اليمني التي انطلقت في 7 يناير/كانون الثاني 2017، وأطلق عليها اسم الرمح الذهبي، استطاعت استعادة السيطرة على مناطق عدة غربي تعز، أبرزها منطقة ذباب ومدن المخا ومناطق ساحلية في الحديدة، وصولًا إلى مناطق قريبة من السعودية.

وتهدف العمليات المستمرة لفك الحصار الحوثي عن محافظة تعز من الجهة الغربية، وتأمين الملاحة في البحر الأحمر، إضافة لتحقيق قاعدة انطلاق تجاه تحرير كامل المحافظة.

ويشارك في عملية «الرمح الذهبي» قوات إماراتية وألوية عسكرية تابعة للجيش اليمني تم تجهيزها في عدن.

اقرأ أيضًا: تطورات الحرب في اليمن: ما أسباب التراجع الحوثي؟

 

ميناء الحيمة.. خطوة إستراتيجية

تدفع التطورات الأخيرة إلى ترجيح الكفة بشكل ملحوظ لصالح قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح في الساحل، آخرها تحرير ميناء الحيمة الإستراتيجي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

وذكرت الوكالة أن قوات طارق صالح بالمشاركة مع ألوية العمالقة والمقاومة التهامية، تمكنت من تحرير ميناء الحيمة شمال مدينة الخوخة، وسط تراجع الحوثيين.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد خلفان الكعبي إن تحرير ميناء الحيمة يؤشر على “شراسة المقاومة وكفاءة قوات دعم الشرعية، رغم أن المكان محصن بالعديد من الموانع والألغام، وكان من الصعب الوصول إليه”، على حد قوله.

 

الحسم بعيد المنال 

رغم التقدم الملحوظ بمحاذاة البحر الأحمر، وتأمين الملاحة وإحكام السيطرة على مناطق إستراتيجية للتجارة الدولية وحركة السفن، إلا أن الهدف المتمركز في العاصمة صنعاء لا يزال بعيدًا كما يبدو.

فسيطرة الحوثيين محكمة على المدينة وما يحيط بها منذ اغتيالهم الرئيس علي عبد الله صالح، وإقصاء أعضاء حزبه. في الواقع، تخوض الجماعة المعارك في خط متقدم إلى حد يسمح بمواصلة إحكام القبضة على صنعاء، فيما لا يبدو أن استمرار العمليات الجوية للتحالف سيغير كثيرًا من القوة على الأرض، لطبيعة تضاريس اليمن الصعبة.

ويمكن التكهن بأن التحالف سيمسك في مرحلة قريبة بدفة التفوق في المعركة، لكن حسمها يبقى بيد اليمنيين، وما إذا كانت حاضنة الحوثيين ستتهاوى في ظل تصاعد الأصوات اليمنية الناقمة على الجماعة.

عامل آخر، قد يدفع بشكل كبير في مواصلة تراجع الحوثيين، يتمثل في شعبية طارق صالح وقدرات قواته القتالية، فالعميد اليمني -نجل شقيق الراحل علي صالح- كان له الدور المؤثر فيما تحقق خلال الأيام الأخيرة في الساحل الغربي.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة