شؤون عربية

دول عربية تقترب من تطبيع العلاقات مع النظام السوري

بوادر على مصالحات مع الأسد بحكم الأمر الواقع

كيو بوست – 

مع مشارفة الحرب السورية على الانتهاء ووضع اللمسات الأخيرة على 7 سنوات دامية، أزيحت المعارضة فيها وبقي النظام السوري، في وقت كان الرهان من كثير من الدول العربية والعالمية على إزاحة بشار الأسد عن الحكم، كنتيجة “عادلة” لثورة الشعب السوري، لا يظهر أن نهاية النظام قريبة، الأمر الذي جاء نتيجة المعادلة الميدانية والسياسية التي فرضتها روسيا، الحليف الأكبر للأسد. 

دول عربية عدة كانت في صف معارض لدمشق خلال الحرب، لكنها اليوم قد تمد يد التطبيع، تسليمًا بأن النظام باق ولا مناص من إقامة العلاقات معه.

اقرأ أيضًا: اتفاق إدلب يسير كما هو محدد: هكذا تأكدت التغيرات في خارطة نهاية الحرب

وتخشى المعارضة السورية من عودة العلاقات العربية السورية إلى سابق عهدها، ما يضعف موقفها المطالب بإزاحة الأسد ضمن أي تسوية شاملة. 

 

بداية التغييرات والمعارضة تتحرك

بدأت المعارضة السورية بتحرك من بوابة مصر لمحاولة الدفع باتجاه رفض أي علاقة عربية مع سوريا قبل رحيل نظام الأسد.

ويتوجه وفد من الهيئة العليا للمفاوضات السورية قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء وزير الخارجية سامح شكري، للتشاور بشأن تشكيل اللجنة الدستورية والأوضاع الراهنة في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، فضلًا عن توضيح موقفهم الرافض لمساعي بعض القوى العربية الدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد وإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

يأتي هذا على خلفية الأحاديث التي رشحت مؤخرًا عن جهود تقودها دول عربية لعودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

 
وكان مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا أنور عبد الهادي كشف ما وصفها “تغييرات مهمة” في مواقف كثير من الدول باتجاه سوريا خلال الأشهر القليلة القادمة.
 
وتوقع المسؤول الفلسطيني عودة الكثير من السفارات العربية والدولية إلى العمل في دمشق مع بداية العام القادم.
 

ويشارك في الجهود لعودة دمشق للجامعة العربية، كل من الجانب العراقي والمصري والعماني والكويتي والجزائري والتونسي والسوداني والموريتاني، بالإضافة إلى الجهد الروسي المتواصل في هذا الإطار، وفقًا لعبد الهادي. 

 

تحول في الموقف الخليجي؟

على الرغم من الدعم الخليجي للمعارضة السورية في بدايات الأزمة، إلا أن هذا الدعم تلاشى تدريجيًا منذ بدء رجوح الكفة لصالح النظام، ودخول تركيا كحليف بارز للمعارضة. 

وفي هذا الصدد، قال عبد الهادي إن الموقف الخليجي بدأ يتحول بصورة كبيرة، “بدأنا نسمع في الغرف المغلقة عن مواقف إيجابية تجاه سوريا، حتى من الدول التي كانت معادية لدمشق”.

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد شدد خلال زيارته هذا الشهر لدمشق على ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

اقرأ أيضًا: اتفاق تركي روسي في إدلب: طبول الحرب أسكتت فماذا بعد؟

وذكر موقع «إنتلجنس أونلاين» الفرنسي أن الأردن والإمارات من الأطراف التي قد تعيد العلاقات مع الحكومة السورية، وأن الحوار بين الأردن وسوريا بدأ قبل بضعة أشهر وزاد زخمه مؤخرًا. ويبدو أن الحوار الأردني السوري توج مؤخرًا بإعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، ما يعطي دفعة كبيرة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها. 

 

وعلى صعيد البحرين، برزت مؤشرات على عودة الود مع سوريا، خلال لقاء عقد بين وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم.

“الحكومة السورية هي الحكم في سوريا، ونحن نعمل مع الدول وإن اختلفنا معها، وليس مع من يُسقط هذه الدول”، قال آل خليفة عند بسؤاله عما إذا كان هذا اللقاء بادرة لعودة العلاقات.

 

من بوابة الإعمار

تعمل روسيا مؤخرًا على حشد دول عربية وغربية من أجل دعم مسار عودة اللاجئين السوريين، وإعادة الإعمار الذي يكلف وفق الأمم المتحدة 400 مليار دولار.

وقد تأتي مشاركة الدول الخليجية بعملية الإعمار من باب محاولة إبعاد النظام السوري عن إيران، خصوصًا أن الأخيرة تعيش أزمة حقيقية بفعل العقوبات الأمريكية، وما من احتمالية لأي دور لها في عودة نهضة سوريا. 

ونقلت صحيفة “العرب اللندنية” عن مصادر روسية في وقت سابق، أن موسكو حصلت خلال زيارة العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز إليها، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على “وعود قوية” بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب، إلا أن العاهل السعودي اشترط خروج إيران قبل أي خطوة لبلاده في سوريا.

وبعيدًا عن حسابات الإعمار، فإن ابتعاد دمشق عن إيران أمر غير متوقع، كون الأخيرة ساهمت في بقاء الأسد على كرسي الحكم في مواجهة معارضة شرسة. إلا أن مرحلة الاستقرار السوري وبناء التحالفات قد تغير كثيرًا من المعادلات. 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة