الواجهة الرئيسيةترجمات
دولتان عربيتان تسعيان إلى الحصول على مقاتلات الجيل الخامس، وإسرائيل تتخوف!
هل تشكل الدول العربية خطرًا على إسرائيل؟

ترجمة كيو بوست –
نشر معهد دراسات الأمن القومي دراسة تتحدث عن التفوق في سلاح الجو الإسرائيلي، وأهمية ذلك في مواجهة الدول العربية مستقبلًا. وتظهر الدراسة أن التفوق الجوي لإسرائيل سيكون مرتبطًا، خلال العقد القادم، بالمزايا التكنولوجية التي تقدمها طائرة F-35، لذلك على إسرائيل أن تحافظ على حصريتها في هذا المجال لأطول فترة ممكنة، وعليها أن تعمل من أجل تأخير وصول طائرات مقاتلة من الجيل الخامس إلى دول أخرى في المنطقة.
وقال كاتب الدراسة الصحفي شمعون أراد إن القوة الجوية لإسرائيل لها وزن مركزي يتمثل في صورة وقدرة الردع الخاصة بها، وفي توفر استجابة أولية ومتعددة الجبهات في إحباط التهديدات، سواء كانت قريبة أو بعيدة، وفي تنفيذ نشاطات نحو أهداف تعمل ضد إسرائيل، وكذلك لها دور مركزي في إدارة المنظومة العسكرية في جبهات مختلفة.
وجاء في الدراسة التي نشرها المعهد، بتاريخ 5 مارس، أن التفوق الجوي الإسرائيلي تآكل مؤخرًا نتيجة لجوء الدول العربية إلى عمليتين من أجل بناء القوة: تحسين منظومات الدفاع الخاصة بهم، وشراؤهم لطائرات مقاتلة متطورة.
وأكد على أن إسرائيل بحاجة للحفاظ على “حصريتها” الإقليمية في امتلاك طائرات مقاتلة من الجيل الخامس مثل F-35؛ كي تحافظ على حرية العمل الجوية الخاصة بها في العقد المقبل.
وذكر الصحفي في الدراسة أن الولايات المتحدة، في الوقت الحالي، هي العنوان الرسمي بالنسبة لإسرائيل، لمنع نقل تكنولوجيا الجيل الخامس إلى دول الخليج من خلال شراء طائرات F-35، مُشيرًا إلى أن روسيا أرسلت فعليًا 4 طائرات SU-57 إلى سوريا، لكن هذه الطائرات ما تزال قيد التطوير والتجربة، وتفتقد إلى جزء من المزايا التي تتمتع بها F-35 الأمريكية.
الدولتان العربيتان اللتان تسعيان إلى الحصول على مقاتلات الجيل الخامس هما الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية. وتفضل أبو ظبي والرياض طائرات F-35، إذ أن امتلاك طائرات روسية أو صينية سوف يحرمهم من المزايا الأساسية الكامنة في القدرات القتالية المتكاملة الموجودة في الطائرات المصنعة في الولايات المتحدة وأوروبا.
إن ضمان إسرائيل حصرية امتلاك مقاتلات الجيل الخامس سيمنحها مزايا عدة مهمة، مقابل التحسينات في المنظومات الجوية للدول المعادية مثل إيران وسوريا، وكذلك سيسمح لها بالتعامل مع المنظومة الجوية الفعالة للدول العربية البراغماتية، في حال تجدد العداء من طرفهم تجاه إسرائيل مستقبلًا.
إدارة ترامب والحفاظ على الميزة النوعية لإسرائيل
بالنظر إلى الصفقات التي جرى توقيعها مع الولايات المتحدة، وأوروبا وروسيا، سيصبح بحوزة الدول العربية السنية (السعودية، وقطر، والإمارات، ومصر، والكويت، والبحرين، وعُمان)، خلال السنوات المقبلة، ما بين 500 – 600 طائرة مقاتلة، أكثر تطورًا من منظومة الطائرات التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي، باستثناء F-35.
غالبية هذه الطائرات المقاتلة المتطورة من صنع الولايات المتحدة، لكن إسرائيل لم تعارض تلك الصفقات في ظل وعود الإدارة الأمريكية السابقة بأن تحافظ على حصرية إسرائيل بامتلاك طائرات F-35 في المنطقة لسنوات طويلة. من جانبه أكد الصحفي أراد على أن إدارة ترامب تدرس الآن أمر بيع طائرات F-35 للإمارات العربية المتحدة؛ إذ أن الإمارات والسعودية تُمارسان ضغوطات على الإدارة الأمريكية لتزويدهم بالطائرة، في ظل الشراكة المهمة بينهما لتعزيز الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، خصوصًا أمام إيران.
إن نهج ترامب التجاري، ورغبته بأن يساهم الشركاء الإقليميون في تحسين الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى ضغوطات من شركة لوكهيد مارتن المصنعة للطائرة، قد ترجح الكفة لصالح بيع الطائرات للدول العربية.
وأردف الصحفي قائلًا إن موافقة واشنطن على بيع F-35 للإمارات العربية تعتبر خطوة خطيرة؛ ستؤدي إلى توريد تلك الطائرات لدول عربية أخرى، وستحث روسيا والصين على التسويق لصناعاتهم. علاوة على ذلك، إن وجود عدد قليل من هذه الطائرات لدى دول عربية سيسمح بالعمل المتطور لمنظومة الطائرات الخاصة بهم، مما قد يشكل مشكلة خطيرة أمام سلاح الجو الإسرائيلي في حال اضطر يومًا للقتال ضد قوات جوية عربية.
وشددت الدراسة على أنه لا يُتوقع أن تمس معارضة إسرائيل لبيع الولايات المتحدة مثل تلك الطائرات لدول الخليج بمنظومة العلاقات القوية بين البلدين، التي تستند على أساس مصالح متداخلة في قضايا مهمة خصوصًا الصراع ضد إيران، والإرهاب الاسلامي الراديكالي، وجماعة الإخوان المسلمين.
وختم الكاتب الدراسة قائلًا: “يبدو أنه لن يكون ممكنًا منع هذه الخطوة، لكن بالطبع يمكن تأجيلها لسنوات عدة”. وبناء على ذلك قدّم الصحفي توصية لحكومة إسرائيل بضرورة الإعراب بصورة واضحة ولا لبس فيها أمام الإدارة الأمريكية عن معارضة الحكومة لبيع طائرات F-35 لدول عربية، هذا مع ضرورة فصل القضية عن القضايا الأخرى القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، خصوصًا إيران وعملية السلام مع الفلسطينيين.