الرياضةشؤون خليجيةشؤون عربية
“دهشة” في أوروبا وتساؤلات محرجة لقطر حول صفقة نيمار
كيف علقت الصحافة الأوروبية على الصفقة الخيالية؟

أثار الإقدام القطري على إسراف مبالغ خيالية من المال في صفقة نيمار، استغرابا لا يخلو من الاستياء في أوروبا، الى حد اعتبرته بعض الجهات الرياضية تطاولا على أعراف واخلاقيات اللعبة، خاصة وان المقامرة المالية وراءها رسائل استعراضية سياسية اكثر مما هي صفقة لمنافسة كروية عادلة. وبدا ان لعبة الفقراء لم تعد كذلك، إنما أفسدتها اموال ملوثة بأهداف وصراعات مخترعة.
الصفقة التي اقدم عليها مالك نادي باريس سان جيرمان القطري ناصر الخليفي، بدفعه قيمة العقد الجزائي لنيمار في برشلونة، وقدره 222 مليون يورو، دفعت وسائل إعلام أوروبية لتخيل المبلغ المرعب، وكتبت انه يعني:
888 منزل أسرة بقيمة 250 ألف يورو للمنزل الواحد.
12.437 سيارة فولغسفاغن غولف.
ما يعادل 79.655 راتب شهري لشخص يعمل في ألمانيا.
ما يعادل 6638 راتب سنوي لنفس الشخص في ألمانيا.
قناة “DW” الألمانية كتبت في موقعها: في عالم كرة القدم الذي صار عالم البزنس والأرقام الخيالية، يمكن شراء لاعب مثل نيمار بمبلغ 222 مليون يورو، أو إطعام 5.276.919 طفل لمدة عام كامل!.

فيما كتبت إذاعة مونتكارلو الدولية على موقعها ان قطر تحاول نفي تهم الارهاب الموجهة اليها عبر عقد صفقات اقتصادية وعسكرية مع دول كبرى وشركات عالمية.
وفي باريس التي جاءها نيمار بملايين قطر، يقول الخبير في الشؤون العربية ماتيو غيدار لقنوات أوروبية إن “انتقال نيمار إلى باريس سان جرمان تقرر على اعلى المستويات في قطر، ليُسهم في الوقت الراهن في التغطية على الجدل القائم حيال مسائل أخرى، وخصوصا الاتهام بدعم الإرهاب”.
افساد معاني وقيم كرة القدم
وتنقل قنوات أوروبية عن خبراء لهم باع طويل في كرة القدم، بينهم الدكتور إلك فرانكه، أستاذ فلسفة الرياضة في كولونيا، قوله ان صفقة نيمار “تظهر تراجعا للأخلاقيات في كرة القدم الحديثة”.
“إذا كان مبلغ 222 مليون لن يوضع في (صندوق استثمار) وإنما في إمكانيات محدودة لدى إنسان، فإنه لن يكون ممكنا تفسير المسألة بكلام منطقي”، أضاف فرانكله.
وأكمل تعليقه: “هذا الكم من المبالغ لا يخدم الكرة، لكن يبدو أن السوق يخدمها، ولهذا تدور العجلة بشكل أسرع باستمرار ونقف نحن على الهامش والدموع في أعيننا متسائلين: إلى أين سيسير بنا الأمر؟”.
أسئلة لا يمكن تغييبها
لم يعد التساؤل حول دعم الفقراء في العالم، والذي يحوم حول كل صفقة مال كبيرة، مجديا او حتى مقنعا، او يثير شعورا لدى احد، فالفقراء لهم جهات تدعمهم تتلقى التمويل من الدول الغنية، هكذا تسود النظرة لدى الناس، لكن الأمر يطرح تساؤلات محرجة في حالة قطر، فالمال الذي دفع لنيمار يرى خبراء الكرة انه لا يستحقه، وتخطى كل الحدود، اي ان هناك تبذير متعمد لهدف زائف، وفي حين لم يرد اسم قطر في احصائية رسمية اجرتها وكالة “الاونروا” لترتيب الدول الأكثر دعما للاجئين الفلسطينيين في اخر 3 أعوام، فإن التساؤل هنا يطفو الى السطح ولا يمكن تغييبه.

كما ان ثمة انتهاكات لحقوق الانسان لا يمكن ان تغيبها قطر بالمال، ففي 2015 احتفلت قطر بوصولها لنهائي كأس العالم لكرة اليد بفريق من المجنسين الأجانب، الا ان الصحافة الأوروبية اعادت الكرة الى الملاعب القطرية التي شيدت لمونديال 2022 بايد عمالية تعرضت لتجاوزات كبيرة، وصلت الى حد وفاة 44 عاملا نيباليا في حوادث عمل، ما دفع بمطالبات لسحب المونديال من الدولة الخليجية.
“حسرة ودهشة”
ولم تغفل الصحافة الأوروبية خلال اليومين الماضيين في المساحة الواسعة التي أفردتها حول الصفقة الصادمة، واقع الشرق الأوسط الذي يخرج منه كل هذا المال.
اذ ربطت بين الصفقة وتفشي مرض الكوليرا القاتل في اليمن ووصوله الى 400 الف مصاب، في ظل حالة المجاعة التي يمر بها أطفال في مناطق يمنية عدة، وتحتاج لدعم مالي عاجل.
“اما بالنسبة لبقية الشعوب العربية التي تعاني، وخصوصا في سوريا، فإن صفقة كصفقة نيمار تثير الدهشة والحسرة”، ورد في الاعلام الاوروبي الغاضب.
شاركنا رأيك في التعليقات أدناه..