الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربيةمقالات

دلالات اقتصادية في زيارة رئيس دولة إسرائيل إلى الإمارات المتحدة

جلال بنا♦

لأول مرة يقوم رئيس دولة إسرائيل، يتسحاق هيرتسوغ، بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن الواضح أن الزيارة لها دلالات أيضاً تاريخية ورسمية، ومما لا شك فيه أنها ستفرز وتنتج توسيع آفاق التعاون بين البلدَين بعد الاتفاق الإبراهيمي الذي تم توقيعه قبل عام ونيف.

صحيح أن مؤسسة رئاسة الدولة في إسرائيل هي اعتبارية فخرية؛ لكن ليس خفياً على أحد أن الرئيس الحالي يتسحاق هيرتسوغ، ليس فقط ابناً لسياسي من مؤسسي الدولة، وكان شغل منصب رئيس الدولة السادس، بل إن هيرتسوغ الابن يعد أحد أعمدة السياسة في إسرائيل ومن المؤثرين عليها خلال العقدَين الأخيرَين، منذ أن بدأ حياته السياسية سكرتيراً لحكومة إيهود باراك، في عام 1999، ومنصبه الأخير قبل انتخابه لرئاسة الدولة، كان رئيس الوكالة اليهودية، وما يُعرف بشكل غير رسمي “رئيس حكومة الشعب اليهودي في العالم”.

اقرأ أيضًا: رئيس إسرائيل للمرة الأولى في الإمارات

بشكل ربما غير مفاجئ بسبب انتشار فيروس كورونا والمتحور أوميكرون، يمتنع هيرتسوغ من اصطحاب رجال أعمال وصحفيين وشخصيات اعتبارية، إلا أن هناك اهتماماً إسرائيلياً كبيراً بالزيارة التي تعلِّق عليها الحكومة الحالية الكثير من الآمال. وعلى الرغم من أنها قد ورثت اتفاقية السلام بين البلدَين من الحكومة السابقة، ولم يكن أحد القائمين عليها شريكاً في صناعة اتفاقية السلام؛ فإنها تعتبر إحدى الاتفاقيات الاستراتيجية المهمة.

وصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، إلى الإمارات في زيارة هي الأولى من نوعها بعد توقيع اتفاقيات إبراهام للسلام- وكالات

في أوساط متخذي القرارات في إسرائيل؛ خصوصاً في المجالَين الاقتصادي والأمني، يعلقون الكثير من الآمال على الزيارة؛ أولاً لفتح وتوسيع التعاون الاقتصادي أكبر وأكثر، كون الإمارات هي بوابة الخليج، وهو أمر له دلالات وأبعاد استراتيجية كبيرة في إسرائيل؛ خصوصاً أنها ترى أن تفوقها الأمني يمنحها الكثير من نقاط القوة بالتواصل مع الأنظمة كافة، وثانياً للتنسيق وطرح القضايا الأمنية الشرق أوسطية كافة؛ ومن بينها الملف الإيراني.

ومما لا شك فيه أن الجانب الاقتصادي والتجاري، خلال الزيارة التاريخية، سيكون أكثر حضوراً من الملف الأمني الإقليمي، ومن ملف القضية الفلسطينية التي باتت في أوساط القادة والساسة الإسرائيليين غير قائمة تقريباً، وكل مَن يتداولها ويتناقلها ويحاول التحدث عن أهمية عملية السلام وعملية التسوية يتحول إلى سياسي غير مرغوب فيه؛ خصوصاً أن اليمين السياسي في إسرائيل تعاظم خلال الأعوام العشرين الأخيرة بشكل كبير، إضافة إلى ضعف معسكر اليسار وتشتته وشرذمته؛ فبعكس اليمين لم يتمكن اليسار من الاتفاق على قائد واحد ليسير خلفه ولا في أية معركة من المعارك الانتخابية.

اقرأ أيضًا: تواصل الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل

على أية حال، فإن رئيس الدولة هيرتسوغ، ورغم أن منصبه شكلي ورمزي ودون صلاحيات ملموسة؛ فإنه يتوق في هذه الزيارة التاريخية لإحداث دفعة في العلاقات بين البلدَين، خصوصاً في توقيع اتفاقيات تعاون تشجع على التبادل التجاري، وتشجع المستثمرين من الإمارات على الاستثمار في إسرائيل بمجالات عدة؛ أهمها التكنولوجيا العليا.

♦جلال بنا: صحفي وإعلامي ومستشار استراتيجي فلسطيني، مواطن في دولة إسرائيل، عمل سنوات مراسلاً للشؤون العربية في كبرى الصحف العبرية؛ منها “هآرتس”، ويعمل محللاً سياسياً واستراتيجياً للشؤون العربية المحلية والإقليمية، وكاتب مقال رأي في “يسرائيل هيوم” أكبر صحيفة يومية باللغة العبرية في إسرائيل.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة