الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

دعوة الغنوشي للحوار.. مناورة إخوانية للالتفاف على فرص الحل!

عديد من المراقبين انتقدوا الغنوشي لمحاولته لعب دور الوسيط في أزمة سياسية خانقة كان هو أحد محركيها

تونس- وفاء دعاسة

جاءت دعوة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، إلى ضرورة وقف كل الأزمات والعودة إلى طاولة الحوار، لتكشف عن عمق المناورات الإخوانية المتواصلة في وجه الرئيس التونسي قيس سعيّد، والذي وجه بدعم مبادرة الحل التي تقدم بها الاتحاد التونسي للشغل.

وأكد الغنوشي “ضرورة بعث رسالة إيجابية للشعب التونسي ودول العالم تُبرز أنه رغم اختلاف التونسيين وتنامي خطابات التحريض؛ فإن لتونس دولة ومؤسسات جديرة بالثقة”، مقترحاً عقد لقاء يجمع “رئيس الحكومة، ورئيس مجلس نواب الشعب، ورئيس الجمهورية في أقرب الآجال”، تصريحات اعتبرها البعض أشبه بالتفاف على الحقائق وتصوير حركة النهضة بصورة حمامة السلام رغم أنها، وبشهادة عديد من المراقبين، عنصر تأزيم للمشهد السياسي التونسي حالياً.

الرئيس التونسي خلال تكليف هشام المشيشي برئاسة الحكومة – أرشيف

اقرأ أيضاً: بين الغنوشي وسعيّد.. صراع المواقع وقفزٌ على الصلاحيات

جمال العرفاوي

وتراوح الأزمة السياسية حول التعديل الحكومي مكانها منذ نحو شهر، في ظل مواصلة الرئيس سعيّد امتناعه عن دعوة الوزراء الذين نالوا ثقة البرلمان إلى أداء اليمين الدستورية، كما شهدت البلاد تظاهرات واسعة؛ احتجاجاً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتأزم، خصوصاً مع أزمة تفشي فيروس كورونا.

يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي جمال العرفاوي: “يبدو أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، غير معني بأية وساطة أو هيئة تحكيم، قبل أن ينفذ رئيس الحكومة هشام المشيشي ما دعاه إليه سابقاً من إبعاد للوزراء الذين شملهم التعديل الأخير؛ فهو متأكد من شبهات فساد تحوم حولهم”.

من جانبها، كانت القيادية في التيار الديمقراطي، والنائب عن الكتلة الديمقراطية سامية عبو، قد اتهمت رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، بدفع البلاد إلى الهاوية عن طريق رئيس الحكومة هشام المشيشي، وذلك على خلفية الأزمة الراهنة حول التعديل الوزاري بين رأسَي السلطة التنفيذية.

وقالت عبو، في تصريحٍ إعلامي: “إن المشيشي لا سلطة له”، معتبرةً أنه “مجرد أداة ضعيفة لدى حزامه السياسي الذي تقوده (النهضة)”.

هشام المشيشي في جلسة عامة بالبرلمان- (وكالات)

خرق النظام الداخلي للبرلمان

حاتم المليكي

وأججت رسالة الغنوشي إلى رئيس الجمهورية حدة الانتقادات ضده في صفوف نواب الشعب، معتبرين أن ما قام به رئيس البرلمان فيه تجاوز وخرق للنظام الداخلي للمجلس.

واعتبر النائب المستقل حاتم المليكي، أن تقديم مبادرة باسم مجلس النواب، دون عرضها على مكتب المجلس أو التداول فيها في الجلسة العامة في حد ذاته هو الجزء الأكبر من الأزمة، داعياً الغنوشي، في تدوينةٍ له على صفحته على “فيسبوك”، إلى “احترام المؤسسات”.

من جانبها، اتهمتِ الكتلة الديمقراطية بمجلس النواب، في بيانٍ لها، الغنوشيَّ، بالعبثِ بمؤسسة البرلمان، واعتبرت مبادرته لا تلزم الكتل البرلمانية؛ لأن “مكتب مجلس نواب الشعب لم يجتمع أصلاً لهذا الغرض”.

وأضافت الكتلة، في بيانها: “لا علم لنا بذلك.. ونحن لم نكلف راشد الغنوشي بالحديث نيابة عنا عن إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة، وكنا دعونا رئيس الحكومة للذهاب مباشرة إلى رئيس الدولة منذ انطلاق الأزمة عِوَض توريطه في سياسة الهروب إلى الأمام، ترضية لرغبات الغنوشي والحزام السياسي”.

اقرأ أيضاً: قياديو حركة النهضة يرفعون البطاقة الحمراء في وجه الغنوشي

واستبعد العرفاوي أن تجد رسالة راشد الغنوشي صدى لدى رئيس الجمهورية، مشيراً “حسب ما بلغنا من محيط الرئيس، فإن هذا الأخير يرفض رفضاً قطعياً مقابلة رئيس الحكومة هشام المشيشي، والأهم من هذا كله، فإنه غير مستعد أيضاً للتفاوض على حجم الفساد الذي يمكن القبول به. ولا أعتقد أن رئيس حركة النهضة يسعى عبر هذه الرسالة للبروز على أنه رجل حوار؛ لكنها محاولة منه لخلط الأوراق، وإرباك محاولة سحب الثقة منه”، يختم العرفاوي.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

وفاء دعاسة

كاتبة صحفية تونسية

مقالات ذات صلة