الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
درس بايدن في السعودية: الطريق الوحيد يمر عبر محمد بن سلمان

كيوبوست- ترجمات
يستهل بن هوبارد مدير مكتب بيروت لصحيفة “نيويورك تايمز” والمتخصص في منطقة الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب “محمد بن سلمان: صعود محمد بن سلمان إلى السلطة” مقاله بعنوان شديد التعبير “درس بايدن في السعودية: الطريق الوحيد يمر عبر محمد بن سلمان”، فقد باءت محاولات الرئيس بايدن عزل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالفشل.
يفصِّل هوبارد فيقول إن المملكة العربية السعودية التي سيزورها الرئيس بايدن تبدو أقرب إلى بلدٍ أعيد تشكيله بنشاط من خلال جهود ولي العهد محمد بن سلمان. فالأمير البالغ من العمر 36 عاماً تولى مهمة الإصلاح في بلاده، وخفَّف بعض القيود المفروضة من خلال السماح للمرأة بالقيادة والسماح بدور السينما والحفلات الموسيقية التي كانت محظورة في السابق. من جانبٍ آخر، تبنى الأمير محمد بن سلمان سياسة خارجية أكثر حسما متجاوزاً النموذج السعودي القديم المتمثل في دبلوماسية مرتكزة على المال.
اقرأ أيضًا: بايدن يتوجه إلى السعودية بآمال كبيرة وتأثير متضائل
لكن مع تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على أسعار النفط، ونشاطات إيران المستمرة في توسيع قدراتها النووية، يرى هوبارد أن بايدن بات في حاجةٍ ماسة “فجأة” إلى مساعدة المملكة، وبات عليه أن يواجه حقيقة أن الطريقة الوحيدة للحصول عليها هي من خلال الأمير محمد بن سلمان. ويستشهد الكاتب بالباحثة سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “اكتشف بايدن الحقيقة البسيطة المتمثلة في أنك إذا أردتَ التحدث إلى المملكة عليك بالتحدث إلى الأمير محمد بن سلمان”.
وبغض النظر عن نتيجة الرحلة، فإن صورة بايدن، وهو يلتقي بالأمير محمد على أرضه، ستوفِّر تأكيداً لمكانة العائلة المالكة، ومكانة الأمير الشاب، على رأس إحدى أهم الدول في الشرق الأوسط، وتعزِّز رؤيته الخاصة بالشرق الأوسط.
يشير علماء الشرق الأوسط إلى أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل في التعامل مع دول تختلف في نموذجها السياسي عن الديموقراطية الأمريكية، وأن الانخراط مع هذه الدول يمكن أن تشكل سلوكهم بشكل أكثر فاعلية من النبذ.

ويضيف هوبارد، مع تولي الأمير محمد ولاية العهد سعى نحو تغيير صورة “المملكة كملكية نفطية خامدة”، محكومة وفقاً لتفسير شديد التحفظ للإسلام، إلى أن تتبوأ موقعها كلاعبٍ عالمي، لا يُعرف فقط بالنفط، ولكن باقتصاد ديناميكي ومتنوع أنتج أسلحته الخاصة، واخترع تقنيات جديدة وجذب السائحين. وتقدمت التغيرات الاجتماعية بسرعة أكبر بكثير مما توقعه معظم السعوديين؛ فمُنحت المرأة الحق في القيادة، وخُففت القيود المفروضة على لباسها، وتأسست هيئة حكومية جديدة مهمتها بناء صناعة ترفيهية.
صحيح أن الأمير محمد يخوض معركة شاقة في تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن اعتماده المطلق على النفط. لكن الأسعار العالمية المرتفعة التي سببتها الحرب في أوكرانيا تركته في حالة جيدة، مما مكّن صندوق الثروة السيادية الضخم للمملكة من توسيع استثماراته في الخارج.
اقرأ أيضاً: جو بايدن والشرق الأوسط الجديد
عندما دخل بايدن البيت الأبيض، لم يكن لدى بايدن اهتمامٌ كبير بالمملكة، حيث أراد التوصل إلى اتفاقٍ جديد للحد من برنامج إيران النووي، وتسريع الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، السلعة الأساسية للسعوديين.
من جانب المملكة، شعر السعوديون بالتذمر من إصرار الولايات المتحدة على التفاوض مع إيران، وكانوا يخشون أن يكون الالتزام التاريخي الأمريكي تجاه الأمن السعودي قد تضاءل، خاصة وأن الحوثيين، بدعمٍ من إيران، هاجموا المملكة بطائرات مسيرة وصواريخ أصابت مدناً ومنشآتٍ نفطية سعودية. كذلك لم يحصل الأمير محمد مع كل هذه الخطوات الإصلاحية على أي تقدير للتغيرات الاجتماعية في المملكة، ولا لجهوده الخاصة لتجنب الصراع الإقليمي.

ظهر رد الفعل على هذا التجاهل بعد غزو أوكرانيا، عندما كان مسؤولو الإدارة يأملون في أن تنضم المملكة إلى جهود لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزيادة إنتاج النفط لتخفيف الأسعار.
اقرأ أيضاً: لماذا سأزور المملكة العربية السعودية؟
هنا يستشهد الكاتب بما قاله دينيس روس، الذي عمل مع عددٍ من الرؤساء الأمريكيين، وهو زميل أول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، “إن الرسالة التي سمعها من مجموعة من السعوديين خلال زيارته الأخيرة للمملكة، كانت: عندما تريد الولايات المتحدة شيئاً منا، فهم لا يترددون في الردِّ على الهاتف، ويتوقعون منا التنفيذ، ولكن عندما يكون لدينا قلق، نتصل ولا أحد يجيب”.
المصدر: نيويورك تايمز