الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

دراسة تكشف: ما هي المبالغ التي جناها العالم من الأزمة السورية؟

مبيعات السلاح الغربي إلى سوريا، مقابل استضافة اللاجئين

كيو بوست –

39 مليار يورو حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا خلال الفترة بين 2011 و2014، بفعل بيع السلاح إلى دول في الشرق الأوسط، التي ساهمت إلى حد ما في الأزمة السورية. مقابل ذلك، دفعت الولايات المتحدة وأوروبا ما مقداره 20 مليار يورو (كحد أقصى) على استضافة مليون لاجئ سوري، بحسب دراسة ترجمها معهد العالم للدراسات.

وفي التفاصيل، بلغت قيمة مبيعات السلاح إلى منطقة الشرق الأوسط من دول أوروبية إلى 21 مليار يورو، وصلت نسبة كبيرة منها إلى الأرض السورية (بحسب دلائل من ساحات المعارك)، فيما أنفقت أوروبا 19 مليار يورو على استضافة قرابة مليون لاجئ سوري. وهذا يعني، أنه من عام 2011 إلى عام 2014، حصلت أوروبا على أرباح تقدر بـ2 مليار يورو بسبب الحرب السورية!

خلال الفترة ذاتها، جنت الولايات المتحدة 18 مليار يورو من مبيعات السلاح، رغم أنها استضافت 11 ألف لاجئ سوري فقط، ما يعني أنها حققت أرباحًا تقدر بـ17 مليار يورو على الأقل (على اعتبار أن تكلفة استضافة هذا العدد من اللاجئين هي مليار يورو، وهي قيمة مبالغ فيها إلى حد كبير).

وهكذا يمكن القول: بينما تدور الجدالات المحتدمة في المجتمعات الغربية حول إمكانية استضافة مزيد من اللاجئين فيها، لم تتطرق تلك النقاشات إلى مبيعات السلاح التي كانت سببًا رئيسًا في استمرار الحرب السورية، وتدمير مدن بأكملها.

 

فروقات هائلة

كشفت الدراسة المذكورة عن فروقات هائلة في معظم الدول التي شاركت في الأزمة السورية، بين إجمالي قيمة المبيعات الخاصة بالسلاح، والتكاليف التي أنفقتها تلك البلدان على استضافة اللاجئين السوريين.

وتظهر الجداول التالية تلك الفروقات الشاسعة:

 

ومن الشكل، يظهر أن سلوفاكيا حققت ما مجموعه 283 ضعف ما أنفقته على اللاجئين، بينما حققت كرواتيا 100 ضعف، والتشيك 66 ضعفًا، والولايات المتحدة 50 ضعفًا، في حين كان نصيب إسبانيا 28 ضعفًا. وتراجعت بعض الدول مثل اليونان والسويد وسلوفينيا والبرتغال مع تصاعد قيمة مدفوعاتها على اللاجئين.

وتشير إحصائيات رسمية إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أصدرا رخصًا لبيع السلاح إلى المنطقة بنسبة 22%، و300% على التوالي، بعد بدء الأزمة السورية عام 2011.

وأوضحت الدراسة أن نسبًا كبيرة من السلاح الوارد إلى المنطقة دخل إلى سوريا، خصوصًا عبر تركيا إلى فصائل المعارضة، الأمر الذي كشفته دلائل من أرض المعارك، إضافة إلى أشرطة الفيديو الخاصة بالمعارضة. وكانت صواريخ تاو الأمريكية هي الأكثر انتشارًا بحسب المعطيات الميدانية، إضافة إلى القنابل سويسرية الصنع. يذكر أن الدراسة لم تغطِ مبيعات الأسلحة الروسية والإيرانية التي وصلت إلى أيدي النظام السوري.

 

أصدقاء سوريا

أنفقت دول ما يسمى بأصدقاء سوريا ما قيمته 10.45 مليار يورو على اللاجئين السوريين، فيما حصلت على 31.88 مليار يورو من مبيعات الأسلحة.

وبدون ألمانيا، حققت الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة 27.92 مليار يورو من مبيعات السلاح، مقابل 1.18 مليار يورو جرى إنفاقها على اللاجئين، أي أن تلك الدول حصلت على ما مقداره 23 ضعفًا!

إيطاليا لوحدها حققت إيرادات بـ24 ضعفًا مقارنة بما أنفقته على 3300 لاجئ سوري استضافتهم.

كما أن 8 دول شرق أوروبية (البوسنة وبلغاريا وكرواتيا والجبل الأسود والتشيك وسلوفاكيا ورومانيا وصربيا) مجتمعة، حصلت على 1.2 مليار يورو بفعل بيعها للأسلحة إلى المنطقة، رغم العدد القليل من اللاجئين السوريين الذي تستضيفه.

وختمت الدراسة بالقول إن مبيعات السلاح العملاقة أدت إلى بحث ملايين السوريين عن مأوى في الدول الغربية. ومقابل التكلفة البسيطة التي دفعها الأوروبيون لاستضافة اللاجئين، حصلوا على مليارات الدولارات نتيجة مبيعات الأسلحة، بينما حملوا اللاجئين أنفسهم مسؤولية هروبهم من الحرب.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة