الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

دبلوماسي ألماني يطالب أوروبا بالاستعداد لمرحلة ما بعد أردوغان

سفير ألمانيا السابق لدى تركيا يطالب بسياسات تهدئة لحين رحيل الرئيس التركي عن السلطة

كيوبوست

طالب السفير الألماني السابق لدى تركيا مارتن إردمان، الدول الأوروبية بالاستعداد لمرحلة ما بعد حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ معتبراً أن علامات الانهيار لنظام حكمه واضحة جداً، على الرغم من قيام النظام بـ”ضغط واسع” داخل البلاد من خلال تقييد الحريات وتسييس القضاء، فضلاً عن مراقبة الصحافة ومنظمات المجتمع المدني.

اقرأ أيضاً: لماذا يعيد أردوغان تصدير أزمة الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط؟

مارتن إردمان

وفي المقال الذي نشره إردمان بجريدة “فرانكفورتر الجمانية تسايتونج” الألمانية، قال إن الاتحاد الأوروبي عليه الاستعداد لهذه المرحلة؛ لأن تركيا لا تزال شريكة للدول الأوروبية، مؤكداً أن نظام أردوغان ينفذ ويبرر أجندة سياسية سلطوية في الداخل بداعي التصدي لبقايا محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو 2016.

الدبلوماسي الألماني الذي انتهت مهمة عمله قبل أقل من شهرين، حذَّر من السياسة العدوانية التي يتبعها أردوغان في الشؤون الخارجية، وظهرت بشكل واضح خلال العام الأخير من أنقرة تجاه أوروبا بشكل عام واليونان بشكل خاص، مطالباً الأوروبيين بضرورة التطلع إلى الأمام وتخفيف التصعيد لحين انتهاء الفترة المتبقية لنظامه في السلطة.

خوف وترقب

وحسب محللين سياسيين مقيمين في تركيا، اعتذروا عن عدم ذكر أسمائهم؛ لتجنب مضايقات أمنية متوقعة، فإن التعليق على أي تقارير بشأن مستقبل بقاء أردوغان في السلطة يجعل صاحبه معرضاً لتهديدات؛ وهو ما دفعهم إلى الاعتذار عن عدم التعقيب لــ”كيوبوست”، وسط تأكيدات بوجود رقابة شديدة على جميع ما يُنشر في الصحافة العالمية حول الرئيس التركي بشكل خاص.

يتعرض الصحفيون لتهديدات في تركيا – أرشيف

وحسب تقرير “مراسلون بلا حدود”، تراجعت حرية الصحافة في تركيا لتسجل المركز 157 عالمياً في 2019، بينما أكدت المنظمة أن معظم الصحفيين والصحفيات يُسجنون بسبب عملهم.

اقرأ أيضاً: المسجد والسد وحرب أردوغان الثقافية الآخذة في الاتساع

خيبة أمل

خورشيد دلي

هذه الرؤية تنبع من خيبة أمل أوروبية نتيجة سياسات أردوغان، حسب الكاتب والمحلل الكردي خورشيد دلي؛ المتخصص في الشأن التركي، الذي أكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن أنقرة طرحت نفسها دائماً باعتبارها بوابة للديمقراطية في الشرق الأوسط، وأعطت الأمل للاتحاد الأوروبي في تحقيق هذا الأمر عبر الإصلاحات التي تمكِّن تركيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؛ لكن ما قام به أردوغان الآن أصبح صورة عكس ذلك على جميع المستويات.

وأضاف خورشيد دلي أن أردوغان حوَّل تركيا لتكون دولة سلطوية تعيش على الأحلام العثمانية والاستعمار، وجدَّد العداء التركي- الأوروبي، مشيراً إلى أن تجربة الديمقراطية حتى على مستوى حزب العدالة والتنمية الحاكم انتهت، وتحول الحزب ليكون حزباً شمولياً استبدادياً تحت قبضة رجل واحد هو أردوغان الذي يتولَّى رئاسة الحزب والجمهورية، في خطوةٍ لم يكن مسموحاً بها.

اقرأ أيضاً: أوروبا تحذِّر أردوغان من التنقيب في البحر المتوسط

وأكد المتخصص في الشأن التركي أن أردوغان عمل على تحويل تركيا إلى دولةٍ بوليسية تقوم على القمع والزج بالنشطاء المعارضين في السجون، وحتى الفئات المعارضة من أكراد ويساريين وحقوقيين وأكاديميين، مشيراً إلى أن أردوغان يقوم بشكل منتظم بابتزاز أوروبا؛ تارة بمشكلة اللاجئين، وتارة بالصراع على الغاز في المتوسط، وتارة ثالثة عبر التهديد بإرسال الدواعش إليها؛ الأمر الذي دفع الدول الأوروبية لدراسة توقيع عقوبات على تركيا باعتبارها أصبحت دولة مصدر قلق وتهديد للأمن الأوروبي.

واعتبر خورشيد دلي أن مسألة تفكير أوروبا في مرحلة ما بعد أردوغان مهمة؛ لأن تركيا ستبقى دولة مهمة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي بموقعها الجغرافي وتجربتها التاريخية، مشيراً إلى أن الضغط الأوروبي على أنقرة قد يزيد قوة المعارضة في الشارع وسط أمل أوروبي بنظام آخر؛ سواء في الانتخابات الرئاسية عام 2023 أو بانتخابات مبكرة قد تدفع إليها الأوضاع الداخلية.

اقرأ أيضًا: كيف استجابت تركيا لأزمة جائحة كورونا؟

شرح للواقع

فايق دلو

ما تضمنه المقال هو شرح واضح لتفاصيل الانهيار الذي تعيشه تركيا من الداخل، حسب المحلل السياسي الكردي المقيم في ألمانيا فايق دلو، والذي أكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن السفير السابق بحكم طبيعة عمله واحتكاكه بالمجتمع وإرساله التقارير عما يدور في تركيا من أحداث، يمتلك الكثير من الحقائق والمعلومات الموثقة؛ وهو ما يكسب المقال أهمية كبيرة ليس فقط بالداخل الألماني، ولكن في أوروبا.

ولفت فايق دلو إلى أن مسألة تقييد الحريات التي تطرق إليها موثقة بتقارير دولية، وبحالات تعرَّضت إلى التنكيل بالفعل؛ فالأمر ليس جديداً، مشيراً إلى أن الواقع داخل تركيا وصل إلى أوضاع صعبة على المستوى الاقتصادي والسياسي، وهو ما تؤكده استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعاً غير مسبوق في شعبية أردوغان وحزبه وعدم حصولهم على أغلبية في أي انتخابات تُجرى الآن.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة